أخيرة

نافذة ضوء

يوسف المسمار

معنى الإرهاب في الفلسفة القومية الاجتماعية*

O terrorismo na filosofia Nacionalista-Social

في حديث جرى بيني وبين دكتورة برازيليّة مرشّحة لمنصب في «منظمة الأمم المتحدة» تناول قضايا فكرية وفلسفية وسياسية كنت خلالها أتناول فهم الأمور وتوضيحها على ضوء الفلسفة السورية القومية الاجتماعية التي تقول بالمدرحيّة والتفاعل الموحّد للقوى الإنسانية التي هي بنظر المؤمنين بهذه الفلسفة قاعدة الارتقاء الإنساني والعامل المرافق للمحافظة على الارتقاء الى أن وصل الحديث الى مفهوم معنى الإرهاب، حيث قالت إن الجهة الوحيدة لتعريف مصطلح الإرهاب والإرهابيين هي «منظمة الأمم المتحدة».

فكانت وجهة نظري القومية الاجتماعية أن ذلك كان ممكناً لو أن المنظمة الدولية هي منظمة أمم حرة ومتحدة وعادلة. لكن المنظمة الحالية هي منظمة الدول التي انتصرت في الحرب العالمية في أربعينيات القرن الماضي وأسست هذه المنظمة لخدمة مصالحها وتوطيد هيمنتها على الشعوب، ولذلك هي تعتبر أن كل حركة قومية ووطنية في العالم تهديداً لمصالحها وتتهمها بالإرهاب وتغزو شعوبها.

فقالت حبذا لو زوّدتني بشيء مكتوب عن الإرهاب في مفهوم الفلسفة القوميّة الاجتماعيّة ومعناه ومَن هو الإرهابي والطريقة الأفضل لمحاربة الإرهاب.

فكتبت هذه المقالة باسم الجمعية الثقافية السورية البرازيلية التي جاءت بالبرتغالية.

فإلى رفيقاتي ورفقائي والأصدقاء في الوطن وعبر الحدود المقالة مع ترجمتها الى العربية مع تحيتي القومية الاجتماعية.

إن معنى الإرهاب من حيث هو كلمة بشكل عام هو تهديد لوضع قائم مستتبّ وللمستفيدين منه، والإرهابي هو ذلك الشخص الذي يقوم بتنفيذ تغيير حالة قائمة ومستقرة.

وكلمة إرهاب من حيث كونها كلمة هي مبهمة في ما يتعلق بالخير والشر وتؤدي الى أكثر من معنى.

 ولهذا يجب علينا أن نحدّد أي نوع من انواع الإرهاب.

ولمعرفة نوع الإرهاب، علينا أن نعرف العقيدة التي صدر عنها هذا الإرهاب.

 هل هي عقيدة مادية أو عقيدة روحية أم هي عقيدة ماديةروحية دون تجزئة بين ما هو مادي وما هو روحي؟

هل هي عقيدة فردية أو عقيدة مجموعيّة فئوية في داخل المجتمع أم هي عقيدة قومية اجتماعية تشمل المجتمع كله في الجيل الحاضر والأجيال المقبلة؟

هل هي عقيدة خيّرة تقوم على الحق والعدل وتحترم حقوق الأخرين وتهدف إلى توطيد العدل والخير والسلام بين الأمم؟

أم هي عقيدة عدوانيّة تقوم على العدوان والظلم وتحتكر الخير لنفسها وتهدف الى ظلم الشعوب الضعيفة بدلاً من تقديم كل عون تتمكّن منه؟

بناء على معرفة ما تقدّم يمكننا معرفة نوع الإرهاب والإرهابيين وتحديد ما اذا كانوا خيّرين أو أشراراً.

يمكننا ان نستخلص أن هناك نوعين من الإرهاب: إرهاب خير وإرهاب شر. والإرهابي يمكن أن يكون خيّرا كما يمكن أن يكون شريراً.

فإذا كانت العقيدتان الجزئيتان: العقيدة المادية والعقيدة الروحية في حرب وجودية دائمة ستؤدي الى دمار الإنسانية، فان العقيدة الماديةالروحية (المدرحية) هي العقيدة السليمة التي لا تكتفي بحماية الوجود الإنساني من الخراب بل تعمل على صيانة وحماية ارتقاء الوجود الإنساني الى أبعد الحدود الممكنة.

وإذا كانت العقائد الفردية الأنانية والعقائد المجموعيّة الدينية أو الطائفية والعنصرية المنغلقة على نفسها تفرّغ نفسها من الروح الإنسانية، فإن العقيدة القومية الاجتماعية التمدنية تنقذ الإنسانية من الانحطاط والتخلف.

واذا كانت ثقافة العدوان والظلم تؤدي الى هياج إرهاب الإجرام والفوضى والفساد، فإن ثقافة العدل وتعميم مبادئ المودة والاحترام بين الناس والجماعات والأمم تؤدي حتماً إلى نوع عادل ونافع من الإرهاب يقضي على الجرائم والفوضى والفساد.

ولكن العقيدة التي هي فكرة مهما كانت صحيحة وصالحة وراقية هي دائماً بحاجة إلى الذين يعتنقونها من أصحاب العقول النيّرة، والنيات السليمة، والفضائل العالية، والهمم القوية النشيطة حتى ينتصر إرهاب الخير على إرهاب الجريمة والشر.

ومن المستحيل أن يتحقق السلام في العالم إلا اذا استيقظت نفسية احترام الشعوب في الأفراد والجماعات والأمم، وما لم تنتصر وتتوطد ثقافة الحضارة القائمة على الحق والعدل على ثقافة الهمجية القائمة على نفسية احتكار كل ما هو جميل ونافع.

هذا هو معنى الإرهاب القوميالاجتماعي في فلسفة القومية الاجتماعية، الماديةالروحية الإنسانية العادلة التي ترفض العدوان ولا تستسلم لعدو، ولا ترضى إلا العدالة التي تحترم حقوق من يعتنقها وحقوق أصدقائها وأخصامها وأعدائها.

على ضوء ما تقدّم، يجب أن يصبح السؤال الثالث على الوجه التالي: كيف يمكننا محاربة الإرهاب الإجرامي ودعم الإرهاب الخيّر؟

وهذا يعزّز وجهة نظرنا بأنه يجب علينا اعتناق العقيدة القومية الاجتماعية التي هي العقيدة المادية والروحية والإنسانية الوحيدة القادرة على القضاء على إرهاب الجريمة والفساد والشر وتحقيق حياة إنسانية أفضل.

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية بالعنوان نفسه.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية – البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى