الوطن

حقل ألغام سوريّ يفاجئ إرهابيّين أطلقتهم قاعدة أميركيّة لتقصي بيانات مواقع عسكريّة… وإرهابيّو إدلب يستهدفون دوريّة روسيّة دمشق: القرار الغربيّ في منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة يعتبر تسييساً لأعمال المنظمة

 

اعتبرت دمشق القرار الغربي المتخذ خلال دورة المجلس التنفيذي الـ94 لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة، وسيعزّز حدّة الانقسام بين الدول الأعضاء فيها.

وقالت الخارجية السورية في بيان لها مساء الإثنين، إن «الجمهورية العربية السورية تعرب عن قلقها العميق إزاء أساليب الابتزاز والتهديد والضغوط التي اعتمدتها مجموعة من الدول الغربية، وخاصةً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لتمرير قرار غربي خلال دورة المجلس التنفيذي الرابعة والتسعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».

وأضافت الخارجية السورية أنه «في سابقة أخرى خطيرة تخرج عن ولاية المنظمة، وتحاول تسييس عملها وتحويلها إلى رهينة لدى دول معروفة تفرض أجنداتها السياسية المغرضة والضيقة من خلالها».

وتابعت» لقد صوّت ضد هذا القرار، الاتحاد الروسي، جمهورية الصين الشعبية وجمهورية إيران الإسلامية، وامتنعت تسع دول عن دعمه، لأنه يستهدف بدون وجه حق سورية الدولة العضو في المنظمة والطرف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي أنجزت التزاماتها بموجب انضمامها إلى هذه الاتفاقية».

وأشارت الخارجية السورية إلى أن «التصويت على قرارات مجلس ومؤتمرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس أمراً معتاداً، وكانت غالبية قراراتها الهامة تُعتمد بتوافق الآراء»، مضيفاً أن «القرار الغربي بني على استنتاجات مضلّلة أعدها ما يسمّى بفريق التحقيق وتحديد الهوية غير الشرعي، بشأن ثلاث حوادث مزعومة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في بلدة اللطامنة في محافظة حماه في شهر آذار 2017، في تقرير له صدر في الثامن من نيسان 2020، تلك الحوادث التي فبركها وقام بها إرهابيو جبهة النصرة (المحظور في روسيا) بمساعدة ذراعها «جماعة الخوذ البيضاء»، التي تقوم الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعمها وتمويلها وتوجيهها».

وقالت «لقد تضمّن هذا القرار جوانب تتجاوز الولاية التي حدّدتها الاتفاقية لعمل هذه المنظمة الفني، وهو لن يؤدّي إلا إلى خلق مزيدٍ من التعقيدات في عمل المنظمة والابتعاد عن دورها الموضوعي، والتأثير سلباً على التعاون البنّاء القائم بين سورية والمنظمة».

وأردف بيان الخارجية السورية «إن اتخاذ هذا القرار يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة، وسيعزّز حدّة الانقسام بين الدول الأعضاء فيها، ويدفع نحو مزيد من الاستقطاب، وسيكرّس منهجية للعمل داخل المنظمة، تهدف إلى المزيد من التلاعب بنصوص الاتفاقية وفقاً لأهواء ومخططات هذه الدول المعروفة، مما سيؤدّي في نهاية المطاف إلى إضعاف هذه المنظمة ودورها وسير عملها وخدمةِ أهدافها».

وجدّدت الخارجية السورية في البيان «إدانة  سورية  الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أيٍ كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف، وهي في الوقت نفسه ترفض جملة وتفصيلاً حملة الأكاذيب والفبركات التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى، والتي تتهم فيها الدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي بات معروفاً للجميع، بأن التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك ما تسمّى «منظمة الخوذ البيضاء» الإرهابية، تلجأ بأوامر من مشغّليها إلى فبركة حوادث استخدام للأسلحة الكيميائية، مع كل إنجاز بطولي وانتصار للجيش العربي السوري في معاركه ضد الإرهاب على امتداد الأرض السورية».

وكانت روسيا وصفت قبل يومين  تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام هذا السلاح في سورية بأنه مسيّس، محذّرة من شلل في عمل هذه المنظمة بسبب سياسات الدول الغربية.

ميدانياً، اعترف عدد من المسلحين التابعين لفصيل ما يسمّى بـ «مغاوير الثورة» الإرهابي، الذين ألقى الجيش السوري القبض عليهم، بأن مهمتهم كانت جمع بيانات عن مواقع روسية وإيرانية وسورية في الشرق السوري.

وكشف الإرهابيون المحتجزون في سورية أنهم جمعوا بيانات عن مواقع روسية، حيث تألفت مجموعة التقصي من ثمانية أشخاص كانوا متورّطين في التهريب.

وقال المسلحون وهم من مجموعة «مغاوير الثورة» التي مركزها القاعدة الأميركية في منطقة التنف، والذين تمّ اعتقالهم بعد وقوعهم بحقل ألغام ومقتل عدد منهم وتمكّنت وحدة من الجيش السوري من اعتقالهم ونقلهم إلى مدينة تدمر السورية، أنهم جمعوا معلومات عن مواقع روسية.

وقال أحد المسلحين الثلاثة المعتقلين للصحافيين «مجموعتنا تتكوّن من ثمانية أشخاص: سبعة مقاتلين ومرشد واحد يهرب وينقل الأفراد والمخدرات».

وأشار أيضًا إلى أن المجموعة ركبت دراجات نارية لإكمال المهمة، ولكنها وقعت في حقل ألغام.

وأكد الإرهابي أن أشخاصاً عديدين قتلوا في انفجار لغم: «لقد ضللنا الطريق ولم نعرف إلى أين نذهب. ثم تم أسرنا، وأخذتنا القوات السورية إلى هنا».

كانت المهمة الرئيسية للجماعة المسلحة هي جمع المعلومات حول المواقع الروسية والإيرانية والسورية. وبحسب المعتقلين فقد تلقوا آلافاً عدة من الدولارات من القيمين على المهمة، وتمّ تدريبهم في قاعدة التنف التي يسيطر عليها الاحتلال الأميركي.

ويوجد المسلحون الثلاثة الآن في سجن للقوات السورية في مدينة تدمر. وقد عثر الجيش السوريّ بحوزة المسلحين عند اعتقالهم، على بنادق رشاشة وقنابل يدوية وكميّة كبيرة من الذخيرة، وأيضاً مبالغ مالية ومخدرات.

وفي سياق أمني آخر، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية، أن الإرهابيّين في إدلب يقفون وراء استهداف دورية روسيةتركية مشتركة بعبوة ناسفة، أمس.

وقال المركز الروسي للمصالحة: «في الوقت الحالي، توقفت الدوريات، ويجري إخلاء المعدّات المتضررة. قيادة القوات الروسية في الجمهورية العربية السورية، بالتعاون مع الجيش التركي وأجهزة الاستخبارات السورية، تؤكد تورّط مسلحي إدلب في الهجوم على الدورية».

وأعلن المركز الروسي للمصالحة في وقت سابق، أن عبوة ناسفة يدوية الصنع انفجرت أثناء مرور دورية روسية – تركية مشتركة، تسببت في إصابة 3 جنود روس بجروح طفيفة، تم نقلهم إلى قاعدة حميميم لتلقي العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى