مقالات وآراء

ترامب في ربع الساعة الأخير… هل يقدم على اعتراض سفن إيرانية تجارية؟

 

} عمر عبد القادر غندور*

لاستدراج ايران الى حرب صريحة تنقذه من خسارة الانتخابات،

علينا أن ننتظر ما لم يكن منتظراً من جهود يبذلها الرئيس الأميركي في الوقت المتبقي من ولايته الرئاسية، وقد كشفت وكالة CNN الأميركية في الساعات الماضية انه تمّ اعتراض طرد بريدي موجه الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحتوي على مادة الريسين شديدة السمّيّة، والريسين مرطب شديد السميّة يتمّ استخراجه من حيوي الخروع!

والغاية من إعلان اكتشاف هذا الطرد المسموم في هذا التوقيت، هي استدرار العطف على الرئيس المأزوم الذي فشل فشلاً ذريعاً في قيادته للحملة على وباء كورونا طول الأشهر الثلاثة الأولى من تفشي المرض، وادّعى ما لا يصحّ صدوره عن جهة غير طبية، فيما أكد منافسه الديمقراطي جو بايدن فشل الإدارة الأميركية في التعامل مع الوباء وطالب بتنحّي ترامب. والمفروض انّ الولايات المتحدة تجاوز المئة ألف وفاة لتصبح الأولى في عدد الوفيات في العالم وبلغت الإصابات المؤكدة في الفيروس 1.69 مليون ما يمثل 30% من إجمالي الإصابات في العالم.

وفي سياق متصل سارع ترامب الى تعيين قاضٍ جديد خلفاً للقاضية المتوفاة بادر غينسبورغ يستفيد من وجوده لإدراكه بضرورة الحصول على مرشح مؤيد للجمهوريين سيمنحهم ميزة أفضل عندما تنظر المحكمة العليا في القضايا الكبرى كالانتخابات ومثيلها، بينما كان المنافس جو بايدن يصرّ على تأجيل التعيين الى ما بعد الانتخابات.

بينما العرب الذين يعيشون تمييزاً عنصرياً وكراهية في الولايات المتحدة رغم حصولهم على الجنسية الأميركية وعددهم 5% من مجموع الأميركيين، وخصوصاً بعد العام 2000، لا يمكن ان يدلوا بأصواتهم لصالح ترامب الذي بالغ في إساءاته للعرب والمسلمين وأصابهم في أعز معتقداتهم بعد نقل سفارة بلاده الى القدس الشريف، ويطلب من عربانه مصالحة «إسرائيل» طمعاً في ثرواتهم وتثبيتاً للحكم الصهيوني.

ولا نعتقد انّ ترامب سيتراجع عن جموحه وربما يتهوّر في اتخاذ قرارات صادمة كتلك التي يتحدث عنها وزير خارجيته بشأن إنزال أقصى العقوبات خلافاً لقرار مجلس الأمن الذي لم يوافق على الطلب الأميركي، ولمجموعة الدول الأوروبية التي تريد المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران.

وفي مقلب آخر تتحدّث أوساط مراقبة ان تعمد الإدارة الأميركية الى ضغط شديد على إيران يتمثل باعتراض السفن الأميركية الحربية لسفن شحن إيرانية في المياه الدولية وبالتالي استدراج إيران الى مواجهة صريحة، ويعتقد ترامب انّ ضرب إيران من شأنه ان يرفع عدد مؤيديه في الانتخابات المقبلة.

وتسعى الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران والتي تمّ رفعها بموجب الاتفاق النووي عام 2015 رغم اعتراض الأعضاء الـ 15على المسعى الأميركي.

في مثل هذه المغامرة الأميركية بالتصادم مباشرة مع إيران وخاصة في مياه الخليج، فما هو موقف المشيخات الخليجية التي طبّعت والتي في طور التطبيع مع العدو الصهيوني والتي تتحدث عن الحلّ السحري المتمثل بالتطبيع؟ أو كما تقول صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية التي تصدر في لندن «السلام مع إسرائيل هو الحلّ السحري الذي أنهى سبعة عقود من الصراع العبثي

ترى كيف هي الساحة الخليجية والآبار وناطحات السحاب والأرض المكشوفة في حال اندلاع وشيك بين الولايات المتحدة وإيران، وهل قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمها القضية الأولى وهي القضية الفلطسنية، وباقي الشؤون الشرق أوسطية تحتلّ المقام الأول في أولويات الناخب الأميركي حتى تستحق هذه المجازفة الترامبية؟

ربما إيران في حال استمرار الصلف الاميركي قد تطفئ كاميرات المراقبة التي تنقل ما يجري في المواقع النووية الإيرانية الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشير مصادر إيرانية غير رسمية الى فرضية ان تغلق إيران الكاميرات وتتجه الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة بينما لا يزيد التخصيب الحالي عن 20 بالمئة لكنها تتريّث لاختبار الصمود الأوروبي في وجه الضغط الأميركي على دولها.

وفي آخر التهديدات الأميركية للحكومات التي تتجاهل إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران والتي يرفضها مجلس الأمن، ستلقى حساباً عسيراً.

ولم يبق أمام ترامب التي تتضاءل حظوظه للفوز بالانتخابات سوى الانتقال الى مواجهة إيران ميدانياً، في محاولة لإعادة استجماع الأميركيين حوله، فيما الجانب الإيراني لا يعير اهتماماً لتهديدات ترامب

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى