أخيرة

الانتخابات الرئاسية السورية في الخارج… الوجه الآخر للانتصار

} إنعام خرّوبي

لم تحظ أيّ انتخابات رئاسية في دولة عربية بالاهتمام الإعلامي والسياسي العربي والعالمي الذي حظيت به الانتخابات الرئاسية السورية عامي 2014 و2021 (الحالي)، حيث تزاحمت أجندات التوظيف لهذه الانتخابات، خاصة بما يتعلّق بملفّ اللاجئين، وقد برز ذلك واضحاً في رفض كلّ ألمانيا وتركيا إجراء الانتخابات على أراضيهما، لغايات وخلفيات سياسية  لم تعد خافية على أحد، وإن كانت الظروف والمتغيرات السياسية تختلف عمّا كانت عليه قبل سبع سنوات بعد انتصار سورية على الإرهاب وتحريرها الجزء الأكبر من الجغرافيا السورية، وبذلك تغيّرت خريطة السيطرة الميدانية، ومعها مناطق النفوذ وميادين التأثر وأدوار اللاعبين الدوليين والإقليميين.

منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ السوريون حول العالم بالتوافد إلى سفارات وطنهم لممارسة حقهم في الاقتراع في كل من: الإمارات، باكستان، العراق، الصين، كوريا الديمقراطية الشعبية، إيران، الأردن، البحرين، الهند، رومانيا، التشيك، سويسرا، بلغاريا، روسيا، بيلاروسيا، قبرص، بولندا، أرمينيا، الأرجنتين، البرازيل، جنوب أفريقيا، الجزائر، السودان، تنزانيا، السنغال، كوبا، نيجيريا، السويد، مصر، الكويت، اليابان، النمسا، فنزويلا، إسبانيا، عُمان، ماليزيا، تشيلي، صربيا، أندونيسيا، أستراليا، فرنسا، وموريتانيا، ولبنان، حيث كان مشهد تقاطر السوريين إلى مقرّ السفارة في العاصمة بيروت مذهلاً وقد حضروا شيباً وشباباً رجالاً ونساء، حتى الأطفال كان لهم حضورهم الرمزي في باحة السفارة في اليرزة، حاملين الأعلام السورية وصوراً للرئيس بشار الأسد.

أستراليا

كانت أستراليا المحطة الأولى التي انطلقت منها عمليات الاقتراع في الخارج،

حيث بدأ السوريون بالتوافد إلى مقر القنصلية في سيدني وملبورن لممارسة حقهم الدستوري وواجبهم الوطني في هذا الاستحقاق الوطني المهم.

وأكد القنصل الفخري في أستراليا ماهر دباغ «أن كامل مستلزمات العملية الانتخابية متوفرة والإجراءات تسير بكل سلاسة في القنصلية وسط تعاون من السوريين المقيمين في أستراليا حيث كانت القنصلية قد استعدت جيداً لهذا الاستحقاق من تجهيز صناديق الانتخاب والغرف السرية والمطبوعات الخاصة بعملية الانتخاب مع اتباع الاشتراطات الصحية المعمول بها في أستراليا لمواجهة وباء كورونا».

وأكد دباغ أنه لمس «الرغبة الشديدة للمغتربين السوريين بالمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي من خلال لقاءاته التي تمت مع أبناء الجالية السورية في أستراليا».

وفي ملبورن، أكد نائب القنصل السوري الفخري في سيدني عبدالله الطويل أن مكتب القنصلية في ملبورن فتح أبوابه في تمام السابعة صباحاً بتوقيت أستراليا أمام السوريين المشاركين بانتخابات رئاسة الجمهورية حيث أتمت القنصلية كامل الاستعدادات والتجهيزات اللازمة لعملية الانتخاب في المدينة.

اليابان

 وبعد نحو ساعة على بدء التصويت في أستراليا، أعلن القائم بالأعمال في السفارة السورية في اليابان محمد حسنين خدام فتح صناديق الاقتراع أمام السوريين، مشيراً إلى «أن السفارة كانت قد أنجزت كامل الاستعداد لإجراء الاستحقاق الوطني والدستوري بكل يسر وفقا لأحكام قانون الانتخابات وتعديلاته وتعليمات اللجنة القضائية العليا، علماً أن أبواب السفارة مفتوحة أمام السوريين حول أي استفسار حول العملية الانتخابية»، مؤكداً «أن هذه الانتخابات تعبير دقيق عن استقلالية القرار السيادي السوري وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه بعيداً عن أي تدخل خارجي.»

ماليزيا

وفي ماليزيا، توجّه السوريون المقيمون في مختلف أنحاء البلاد إلى مقر السفارة السورية في العاصمة كوالالمبور للمشاركة في استحقاق الانتخابات الرئاسية.

وأكد عدد من أبناء الجالية في ماليزيا خلال عمليات التصويت أن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي «تجسد أصدق تعبير عن الانتماء إلى الوطن وإفشال كل المخططات الرامية لفرض الوصاية على السوريين ورهن إرادتهم لمشيئة الآخرين».

بدوره، أكد القائم بأعمال السفارة السورية في ماليزيا تميم مدني على «أن عملية الانتخاب تسير بيسر وسهولة مع مراعاة الاشتراطات الصحية لمواجهة فيروس كورونا»،  لافتاً إلى «أن أبناء الجالية السورية برهنوا على تعلقهم بالوطن من خلال مشاركتهم نشاطات فرع اتحاد طلبة سورية في ماليزيا».

وأشار مدني إلى أن السفارة السورية في ماليزيا تغطي أيضا عدداً من الدول وهي الفلبين وتايلاند وبروناي دار السلام وسنغافورة، موضحاً «أن السفارة بادرت منذ إعلان مجلس الشعب عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الخارج بالتواصل مع السلطات الماليزية المعنية لإعلامها بنية إقامة مركز انتخابي لأبناء الجالية السورية بمقر السفارة في كوالالمبور».

وأكد مدني أن السلطات الماليزية «أبدت تعاونها لتسهيل إنجاز الاستحقاق الانتخابي في مقر السفارة»، مشيراً إلى «وجود صعوبات تعترض سير المشاركة في الاستحقاق الانتخابي تتعلق بقرار فرض حظر التجوال والحد من الحركة في كل أرجاء ماليزيا لغاية تاريخ الـ 7 من حزيران نظراً للارتفاع الكبير بأعداد المصابين بوباء “كوفيد 19” مؤخراً».

الصين

كما فتحت السفارة السورية في بكين صناديق أمام السوريين المقيمين في الصين.

وقال سفير سورية لدى الصين عماد مصطفى: «كان لي الشرف أن أكون أول مواطن من الجهورية العربية السورية في الصين يدلي بصوته وبعد ذلك الزملاء الدبلوماسيون والعاملون بالسفارة ومن ثم بدأ البعض من أبناء الجالية السورية بالتوافد إلى مقر السفارة للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئيس الجمهورية».

وأشار إلى «أن أعداد الجالية السورية في بكين ضئيلة، إلا أن الجالية الأكبر متمركزة في مدينتي كوانجو وايبو».

 إندونيسيا

وفتحت السفارة السورية في جاكرتا صناديق الاقتراع أمام السوريين المقيمين في إندونيسيا. وقال القائم بأعمال السفارة السورية في جاكرتا عبد المنعم عنان: «تم اتخاذ كل الاجراءات الاحترازية اللازمة المتعلقة بمنع انتشار وباء كورونا وتعزيز إجراءات الحماية الأمنية خلال فترة التصويت من السابعة صباحا ولغاية السابعة مساء بالتنسيق مع أجهزة الأمن الأندونيسية إضافة إلى ما يتصل بتنظيم وسلامة العملية الانتخابية وحسن سيرها وفق الاجراءات والأنظمة والقوانين النافذة».

وأشار عنان إلى أن المشاركة في الانتخابات «تأتي تعبيرا عن الانتماء لسورية والهوية الوطنية ودعم سيادة سورية وقرارها الوطني المستقل ورفض التدخل في شؤونها الداخلية والعدوان على أراضيها ومحاولات الهيمنة الأجنبية على حقوقها السيادية.»

الهند

كما فتحت السفارة السورية في نيودلهي أبوابها أمام الناخبين السوريين المقيمين في الهند، حيث أوضح سفير سورية في الهند الدكتور رياض عباس أن العملية الانتخابية «تجري بيسر ورغم بعد المسافات بين المدن الهندية فإن أبناء الجالية يعبرون عن رغبتهم بالمشاركة بالاستحقاق الانتخابي رغم صعوبة الوضع جراء تفشي فيروس كورونا .»

وأشار عباس إلى أن السفارة كانت قد جهزت كل مستلزمات العملية الانتخابية من صناديق الانتخاب والغرف السرية والمطبوعات واللوائح الانتخابية وغيرها من اللوازم اللوجستية المطلوبة.

رومانيا

وفي رومانيا توافد المواطنون السوريون إلى مقر السفارة السورية في العاصمة بوخارست للإدلاء بأصواتهم.

وأكد سفير سورية لدى رومانيا الدكتور وليد عثمان «أن مشاركة السوريين في رومانيا في الانتخابات هي انتصار لدماء الشهداء وتأكيد على الوحدة الوطنية واستقلالية القرار الوطني والمحافظة على استقلال وسيادة ووحدة سورية ورفض جميع أشكال التدخل الأجنبي والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري».

فنزويلا

كما توافد المواطنون السوريون المقيمون في فنزويلا وكوبا والأرجنتين والبرازيل إلى مقار السفارات السورية هناك للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.

وقال سفير سورية لدى فنزويلا خليل بيطار إن السفارة استقبلت منذ الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي أبناء الجالية السورية القادمين من مسافات بعيدة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية «ما يعكس المسؤولية العالية والانتماء الوطني الكبير لديهم»، لافتاً إلى «أن العملية الانتخابية تسير بسهولة وسلاسة وسط تعاون كبير من قبل الحكومة الفنزويلية».

وأوضح بيطار أن السوريين في فنزويلا «عبروا من خلال مشاركتهم في التصويت عن دعمهم لوطنهم سورية في مواجهة الإرهاب وداعميه الإقليميين والدوليين والتصدي للإجراءات القسرية الظالمة أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري كما عبروا عن قناعتهم بأن الشعب السوري فقط هو صاحب الحق بتقرير مستقبل بلاده».

كوبا

بدوره، قال سفير سورية لدى كوبا الدكتور إدريس ميا «أن السفارة قامت باتخاذ كل الإجراءات الصحية المتعلقة بالحد من انتشار فيروس كورونا كما قدمت السلطات الكوبية جميع التسهيلات لإنجاح العملية الانتخابية».

الأرجنتين

من جهته، قال القائم بالأعمال في السفارة السورية بالنيابة في الأرجنتين ماهر محفوظ: إن الاستحقاق الرئاسي «هو خطوة أساسية ومهمة في هذه المرحلة الدقيقة لأن المشاركة فيه هي لصنع المستقبل لسورية الغد وهي وفاء لدماء الشهداء وتتويج لانتصارات الجيش العربي السوري».

من جانبها، أعلنت الوزير المفوض رئيسة البعثة السورية في برازيليا خزامى مصطفى «أن السفارة السورية فتحت أبوابها لاستقبال المواطنين السوريين المغتربين في البرازيل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية».

وكان معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان دعا في تصريح لوكالة الأنباء السورية «سانا» السوريين في المغتربات إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات باعتبارها «قراراً وطنياً جامعاً وتعبيراً عن انتمائهم للوطن وتمسكهم بالقرار السيادي وأن سورية للسوريين ولا أحد يمكنه تقرير مصيرها إلا أبناؤها أنفسهم».

وكان رئيس مجلس الشعب حموده صباغ حدد خلال جلسة استثنائية للمجلس موعد إجراء الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج يوم الـ 20 من أيار الجاري وللمواطنين السوريين في الداخل يوم الـ 26 من الشهر نفسه.

ومن المقرّر أن تجري الانتخابات داخل سورية الخميس المقبل، للمرة الثانية منذ اندلاع الأزمة السوري عام 2011 وقد فاز الرئيس بشار الأسد في انتخابات الرئاسة الأخيرة في حزيران 2014 بنسبة تجاوزت 88 في المئة من الأصوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى