الوطن

ميقاتي: لمعرفة الأسباب وتوقيف المتسبّبين ياسين: كلها من صنع الإنسان

أكثر من 90 حريقاً خلال 48 ساعة وخسائر جسيمة

واصلت الحرائق تمدّدها أمس لليوم الثالث على التوالي، إذ تجدّدت في بلدة بيت مري (المتن الشمالي) وفي بعض المناطق الجنوبية وطاولت البقاع الغربي وشمال البلاد، ملتهمةً الأخضر واليابس وقضت على  مساحات حرجية.

وبحسب أول تقرير لوزارة البيئة، بلغ عدد الحرائق في عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) 93 حريقاً، من بينها 35 حريق غابات في كلّ من الجنوب والبقاع الغربي والمتن وكسروان وعكار.

وعملت عناصر الدفاع المدني اللبناني بمؤازرة طوافات الجيش وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل» وآليات فوج إطفاء بيروت والبلديات والجمعيات المحلية والمتطوّعين، طيلة يوم أول من أمس ولغاية تاريخه، على إخماد الحرائق المنتشرة في أكثر من منطقة لبنانية.

وعاين  وزير الزراعة  عباس الحاج حسن والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الأضرار التي خلّفتها الحرائق في بلدة مروحين وفي قرى عدّة من قضاء صور. ودعا إلى «وضع خطة وطنية مشتركة بين كل الأجهزة لتفادي حوادث كهذه في المرحلة المقبلة» ووعد بمعالجة هذا الملف وتقديم تسهيلات للبلديات. وأمل خير من وزارة المالية «تأمين مبالغ التعويضات بعد الكشف عليها من اللجنة التقنية المختصّة في الهيئة العليا للإغاثة».

وكان  وزير البيئة  ناصر ياسين، توجه، إلى منطقة البقاع الغربي لمتابعة الحرائق، وأطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الوضع الميداني، حيث اتصل الأخير، بقائد الجيش العماد جوزف عون، الذي أوعز بإرسال طوافتين للمساعدة في إخماد النيران. والتقى ياسين عناصر الدفاع المدني وأثنى على جهودهم الكبيرة لاحتواء الحرائق، سواء في البقاع الغربي أو بيت مري أو الجنوب أو أيّ منطقة لبنانية. وشدّد على أنّ «أولويات وزارة البيئة هي التنبيه من خطر حرائق الغابات والوقاية المسبقة بالتنسيق مع وزارتَي الزراعة والداخلية والبلديات».

وفي السياق، تابع محافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده الحريق الكبير الذي نشب في بلدة عيتنيت، وأعطى توجيهاته للمعنيّين بضرورة المتابعة والإفادة بكل جديد.

وتابع ميقاتي مع ياسين أضرار الحرائق المتنقلة في عدد من المناطق، بعدما عاين الأخير الوضع ميدانياً أمس وقبله.

 وتوجه ميقاتي بتحية إلى الجيش والدفاع المدني والفرق الكشفية وكل من ساهم في إخماد الحرائق، مشدداً على «ضرورة استمرار التحقيقات لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى اندلاعها ومنع تكرارها، بالإضافة إلى توقيف المتسببين بها وإحالتهم على القضاء المختص». كما طلب من الهيئة العليا للإغاثة «إجراء الكشف اللازم على أماكن الحرائق ورفع تقرير سريع في هذا الشأن».

 وفي السياق شدّد ميقاتي على «وجوب إنصاف عناصر الدفاع المدني، الذين بذلوا جهوداً جبّارة في إخماد الحرائق، والذين لم يتردّدوا في القيام بواجباتهم وتقديم التضحيات الكبيرة رغم المعاناة المستمرّة من عدم إنصافهم».

 وطلب ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ أحكام القانون الرقم 289/2014 المعدّل بالقانون رقم 59/2017 ولا سيما لجهة الإسراع في إجراء المباراة المحصورة الملحوظة في هذا القانون لملء المراكز الشاغرة في المديرية العامّة للدفاع المدني.

من جهته، قال ياسين «اجتمعت  مع الرئيس ميقاتي لإطلاعه على آخر مستجدات حرائق الغابات والأحراج واتفقنا على مسار سيركّز على أربع نقاط:

أولاً: وضع المناطق التي تعرّضت للحرائق قيد الدرس وهذه نقطة مهمة جدا، يجب أن نسير بها، ووضع هذه المناطق سيحول دون تغيير وجهة استخدامها وانتظار الوقت اللازم علمياً لإعادة تأهيلها وزراعتها.

ثانياً: متابعة التحقيقات التي باشرت بها وزارة الداخلية وتحديد الأسباب والمسبّبين وتوقيف الفاعلين بأسرع وقت.

ثالثاً: تحديث إستراتيجية الوقاية من حرائق الغابات التي بدأت بها الوزارة والدفع باتجاه إقرار مشروع قانون الحرائق وتنفيذه والعمل مع وزارة الزراعة لتحديث قانون الغابات الذي لم يحدث منذ العام 1949.

رابعاً: تحسين فاعلية الاستجابة وخصوصاً من ناحية جهوزية الدفاع المدني والإدارات المحلية التي تستجيب لهذه الكوارث والتعلّم مما حدث في اليومين الماضيين لتكون هناك جهوزية لإدارة الكوارث بفاعلية أكثر وسيتم العمل مع الإدارات كافّة لتطبيق هذه النقاط».

 ورداً على سؤال، جزم «أن كل هذه الحرائق هي من صنع الإنسان، وكانت العوامل المناخية جداً قاسية خلال اليومين الماضيين، من ناحية الجفاف وارتفاع الحرارة بطريقة غير متوقعة في هذا الوقت من السنة مصحوبة برياح قوية. كل هذه العوامل ساهمت بانتشار الحرائق ولكن مسبّبات الحرائق هي صنع الإنسان، وعلى الأرجح تعود لأعمال حرق الأعشاب وغيرها، وهناك جزء متعمد، وهذا  أساس العمل الذي  تقوم به وزارة الداخلية لتحديد الذين  تسببوا بهذه الحرائق».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى