أخيرة

بطاقة تعريف بدمشقَ الشام*

} يكتبها الياس عشّي

إسمي دمشقُ، بينه وبين فعل (دمشقَ) توأمةٌ؛ ففي حينَ كان الغزاة يهمّون بدخول العاصمة الأولى في العالم، كما يروي الرواة، كان سكّاني يدمشقون (يرفعون بسرعة) أسوارَها لصدّ الغزاة.

نجحوا، وكانت التسميةُ… ومنذ ذلك الحين، وأنا العصيّة .

مكان إقامتي: بلاد الشام.

تحرسني البوابات السبع، وقاسيون، وأهلها الطيّبون… الشجعان الطيّبون .

وحدث أنّ لي من العمر بضعةَ ألوف من السنوات، وما زلتُ فتيّة، لأني أتنفس من خمائل الغوطة، ومن بردى، ومن الياسمين وبرك الماء قلائدِ البيوت العتيقة، ومن ميسلون ذاكرةِ سوريةَ الحديثة، ومن الجامع الأموي، ومن بولس الخارجِ، تحت سقفي الأزرق، من كفن اليهوديّة إلى الخلاص .

أنا عاصمة الأمويين، من رحمي خرجت الأندلسُ لتباهيَ الإفرنجَ بدُرّتيها: أشبيليةَ وغرناطةَ .

ما من شاعر إلا وتغزّل بمفاتني، فأقمت لهم أقواس النصر، ثَمّ خبّأتهم في قلبي .

وما من رسّام مرّ بي إلّا واخترع ألواناً تليق بقامتي، وتليق بحضوري المدهش عندما يبدأ الكلام عن الإبداع .

وما من فاتح إلّا وأرادني سبيّة، فرددتُه على أعقابه، واحتفظت ببكارتي .

*من كتابي «السيرة الذاتية لعصفور أضاع طريقه إلى الشام»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى