الوطن

ماذا عرضت السفيرة الأميركية بشأن الحدود؟

} عمر عبد القادر غندور*

 تتسارع الاستحقاقات في لبنان وخارجه وكأنها تتسابق للبت في حيثياتها خلال الشهر المقبل؟

 وعلى سبيل الاستعراض وليس الحصر أُعلن عن تأجيل زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المعني بترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة الاحتلال في فلسطين، الى زيارة بعثة صندوق النقد الدولي المُرحّلة الى شهر شباط، الى استجرار الغاز والكهرباء من مصر الى لبنان في قادم الأيام، الى مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني البالغة الأهمية، إلى زيارة الرئيس الإيراني الى موسكو في الوقت الراهن واجتماعه بالرئيس الروسي بوتين وهي بالتأكيد ليست للبحث في تفاصيل القمر الصناعي الروسي المتطور من طراز كانوبوس تي المتخصص بتعقب الأهداف العسكرية ومراقبة المنشآت والمصافي النفطية في الخليج والذي قرّرت روسيا بيعه الى إيران، بل الزيارة تهدف الى توضيح واستجلاء آفاق التعاون بين روسيا وموقع إيران الجيوسياسي في أهمّ وأغنى وفرادة بقعة في العالم.

 وفي لبنان، زارت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الرئيس نبيه بري في عين التينة على مساحة وقت ليس بقصير، وتمنّت عليه تفعيل جلسات مجلس النواب، وضرورة أن تقرّ الحكومة الموازنة وخطة التعافي المالي والاقتصادي وإنجاز الملفات التي لها علاقة بالمحادثات المطلوبة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي. وأبلغت السفيرة شيا ضرورة توحيد المواقف اللبنانية قبل استئناف المبعوث الأميركي هوكشتاين مهامه بشأن ترسيم الحدود البحرية.

 ورغم أنه لا وجود لمعلومات رسمية عن تفاصيل ما جرى من تباحث بين الرئيس بري والسفيرة شيا سوى القول ان المباحثات كانت جيدة ومثمرة…

 وقالت مصادر غير رسمية انّ الاجتماع كان ساخناً، وخاصة في ما تعلق بتجاذبات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وشمال فلسطين المحتلة، وفهم انّ السفيرة طالبت بضمّ حقل قانا الواقع خارج الخط 23 الى حصة لبنان من ضمن تسوية تفاوضية ودعت الى استثمار المناطق المتنازع عليها بين لبنان وفلسطين المحتلة.

 وبين المعلومات الرسمية وغير الرسمية، لا شكّ انّ ما حملته السفيرة شيا هو أكثر من مجاملات دبلوماسية وهي المعروفة بتدخلها بالشؤون اللبنانية الداخلية، وهي بالتأكيد تريد تحضير الأرضية السالكة للمبعوث هوكشتاين وصولاً الى إرضاء لبنان عن طريق استثمار مشترك في المناطق البحرية المتنازع عليها ضمن الـ 860 كيلو متراً اللبنانية !!

 وضمن هذا الاستثمار المشترك (ونضع ثلاثة خطوط تحت كلمتي الاستثمار المشترك) يعني التطبيع العملي تحت عنوان التفاوض حول الترسيم البحري !!

 وثمة أسئلة: وماذا لو لم تتحقق طلبات وتمنيات السفيرة شيا بشأن تفعيل جلسات البرلمان اللبناني؟

 وما هو مصير استجرار الغاز والكهرباء الى لبنان؟

 وماذا إذا تعثرت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي؟

 وماذا إذا رفض لبنان الاستثمار المشترك في المناطق البحرية المتنازع عليها؟

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى