أخيرة

تفاعل المجموعات…!

‭}‬ مريانا أمين

وأنا اقرأ في كتاب لأدونيس تحت عنوان «الثابت والمتحوّل ـ صدمة الحداثة»، وفي الصفحة السادسة والعشرين؛ يذكرنا الكاتب بمعنى الكتابة مستشهداً ببعض المؤرّخين والمؤلفين  القدماء أمثال «أبو العباس القلقشندي» الذي يرجع الكلمة لمعناها الأساسي (الجمع).

مثلاً: يُقال «تكتّبت القوم اذا اجتمعوا، ومنه قيل لجماعة الخيل كتيبة.. ومن ثم سُمّي الخط كتابة لجمع الحروف بعضها إلى بعض».

من هنا أدركت أهمية الجمع وأهمية تفاعل كل مجموعة مع بعضها البعض من أجل الحصول على صفة التميّز بالروابط المشتركة المتعددة بينهم؛ كالحروف تماماً التي نجمعه كي تكون كلمة.

وليس كلّ كلمة فاعلة وليس كلّ جماعة مفيدة، إذا ما كان التفاعل بنّاء في طريق إحراز النصر .

ومن هنا بدأت كلمة مجموعة بكلّ حيثياتها تدور في رأسي تشبه مجموعات تصفيات كأس العالم في كرة القدم.

وبدأت مخيّلتي تتذكّر مجموعة الخمسة أو الخمسة زائد واحد الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة..

إلى مجموعة دول الساحل الخمس من أجل التعاون الإقليمي للشؤون الأمنية في بلاد غرب أفريقيا…

إلى مجموعة الدول الثماني أو مجموعة الدول الصناعية الثماني التي تحوّلت إلى مجموعة السبع بعد خروج روسيا منها…

إلى مجموعة الثماني الإسلامية النامية…

إلى مجموعة العشرين التي نتجت بفضل اقتراح الدول السبع الكبرى لأنّ عددهم  لم يكن كافياً للمّ شمل جميع الأطراف المؤثرة في الاقتصاد العالمي؛ كلّ ذلك من أجل التشاور المستمر وتعزيز التوافقات لنموّ بلادهم، ولمواجهة المخاطر التي يمكن أن يتعرّضوا لها اقتصادياً…

 أخيراً وليس آخراً مجموعة الدول العربية التي هي عبارة عن مجموعة من الدول يبلغ عددها إثنين وعشرين أيّ أكبر مجموعة عالمية  تحتوي على بلاد ممتلئة بالنفط وبلاد أخرى تعتبر كسّلة غذائية شاملة لها قدرة على إطعام البشرية جمعاء من خيرات أراضيها لكنها للأسف غير مستصلحة، وبلاد سياحية مزيّنة بقلاع تاريخية ومناظر خلابة تشبه الجنة؛ لكن شعوبها لم يروا إلا الجحيم انْ كان حرباً أو فقراً أو أميّة أو تشرذماً أو شماتة ببعضهم البعض…

على كلّ حال إنْ لم يكن في تجمّعهم فائدة فليعش كلّ فرد منهم على حدا ولتبقى الحروف يتيمة.

أما أنا كي لا أحزن على مجموعتنا فجمعت الحاء والباء لأرسم طريقي الجميل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى