الوطن

المؤتمر القومي – الإسلامي أنهى أعماله: محور المقاومة قادر على إسقاط الحلف المعادي وصولاً إلى التحرير الكامل للأراضي المحتلة

انهى المؤتمر القومي – الإسلامي أعمال دورته الحادية عشرة في بيروت، السبت والأحد، بمشاركة أكثر من 200 شخصية عربية وإسلامية، وعدد من الضيوف الأجانب، ببيان ختامي، أكد فيه  «أن الأمّة قادرة على النهوض والصمود والمواجهة وتحقيق الانتصارات، رغم تورّط أنظمة عربية وإسلامية في المشروع الأميركي الصهيوني، وذلك من خلال تبني مشروع المقاومة بكل أشكالها خصوصاً المقاومة المسلّحة التي أثبتت قدرتها على الخلاص من الهيمنة والاحتلال».

 واعتبر أن «تحرير لبنان من العدوان الصهيوني الذي شُنّ عليه في 5 حزيران 1982، واستمر لأكثر من 3 أشهر، وقوة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ونضاله وجهاده وتضحياته وتمسكه بأرضه ومقدساته وهويته الفلسطينية على مدار 74 عاماً، هو دليل على أن الشعوب العربية والإسلامية، ومهما طال الزمان، ستنهض لإنجاز التحرير الكامل من براثن العدوان الصهيوني – الأميركي المسلط عليها وتحقيق حريتها وسيادتها واستقلالها».

 ورأى أن «الأحزاب العربية والإسلامية المخلصة، ومهما كان بينها من تباينات وخلافات ما زالت مجتمعة على القضية المركزية الأساسية فلسطين. وقد ثبّت فشل الأعداء في ثنيها عن مسارها، رغم كل الفتن والمؤامرات المذهبية والعرقية والإثنية، حيث ما زال الحرص على استمرار الحوار البنّاء وتوحيد الأولويات والمواقف التي من شأنها أن تؤدي حتماً إلى ردم كل الفجوات ونبذ الخلافات التي تتسرّب منها كل المؤامرات، وتُعيق تقدم الأمّة ورقيها، لتأخذ دورها الطبيعي والطليعي في مشروع النهضة والتقدم والتحرّر».

 واشار إلى أن أعداء الأمّة يحاولون «تحريف الشرائع بطرح مفاهيم دينية مزيفة لإمرار مشاريعهم التي وجدوا صداً عقائدياً إيمانياً عربياً إسلامياً حال دون تحقيق آمالهم في السيطرة على أمّتنا واحتلال أراضيها»، لافتاً إلى أنه «بعد فشل الولايات المتحدة الأميركية في إمرار «صفقة القرن» نظراً إلى صمود جماهير الأمّة ومقاومتها في فلسطين ونهضة أبناء الأمّة في التصدّي لها ومواجهتها، تعمل الإدارة الأميركية على إنشاء حلف «ناتو جديد» شرق أوسطي بقيادة العدو الصهيوني وعضوية الأنظمة العربية المتخاذلة مهمته، تحريف الصراع من صراع ضدّ عدو الأمّة إلى صراع داخلي بين مكوناتها العربية والإسلامية، وضرب «رأس الأخطبوط» وإنهاء مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة وتحقيق السيادة الصهيونية عليها لتتفرّغ الولايات المتحدة لحربها المرتقبة مع كل من روسيا والصين في ظلّ المتغيرات الدولية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا».

وأكد «أن اعتماد الولايات المتحدة على الكيان الصهيوني كقوة أساسية تُحقق له أهدافه في المنطقة للسيطرة عليها بقيادة هذا الحلف المشؤوم لهو وهم، فالكيان الصهيوني الذي يُعاني أزماته الداخلية بين مكوناته، والذي تعتريه إرهاصات فكرة زواله، والعاجز أمام تعاظم قوة المقاومة وجماهيرها في فلسطين، وتقدُّم دول وقوى محور المقاومة التي تشكل عليها خطراً وجودياً، فكيف له أن يقود حلفاً يُمكن أن يُحقق عبره ما ترنو إليه الولايات المتحدة الأمريكية، ففاقد القدرة على حماية ذاته لا يستطيع حتماً أن يحمي غيره».

أضاف «فمن هذا المنطلق إن هذا الحلف المعادي سيولد ميتاً وقوة محور المقاومة وجماهير أمتنا قادرة على إسقاطه وهزيمته وصولاً إلى دحر المشروع الصهيوني والتحرير الكامل لكل أراضينا المحتلة وخصوصاً القدس وفلسطين من البحر إلى النهر».

وشدّد على «ضرورة تفعيل الحوار بين جميع مكونات الأمّة خصوصاً بين القوى القومية والإسلامية، وتعزيز المشترك والعمل على تجاوز الخلافات والتباينات بينهما، لتحقيق رؤية موحدة تجاه قضايا الأمّة الأساسية وفي مقدمها تحرير فلسطين ومقدساتها».

ودان «كل أنواع الفتن والاقتتال العرقي والمذهبي بين أبناء الأمّة، وكل محاولات التجزئة والتفتيت»، مؤكداً «حلّ النزاعات والصراعات بالحوار والبحث عن الحلول الملائمة التي تحول دون هدر مقدّرات الأمّة وقواها».

ودعا المؤتمر كل أعضائه من التيارين القومي والإسلامي «إلى بذل المزيد من الجهود للتقريب بين تيارات الأمّة المركزية، وجمع كلمتها والعمل على تذليل الصعاب بينهما، انطلاقاً من كون الوحدة السبيل الأنجع لتحقيق أهداف الأمّة وتقدّمها ورُقيّها». كما دعا إلى «رصّ صفوف قوى المقاومة والممانعة بكل أشكالها المدنية والمسلحة في مواجهة العدو الصهيوني الأميركي وتدخله في عالمنا العربي والإسلامي».

وأشاد «بمحور المقاومة المتجسّد بحلف القدس والانتصارات التي حققها في فلسطين ولبنان، وهزيمة المخطط الأميركي الرامي إلى إحكام السيطرة على عالمنا العربي والإسلامي، وبما شكله هذا المحور من قوة استراتيجية أصبح لها تأثيرها في موازين القوى الإقليمية والدولية»، مؤكداً «مركزية القضية الفلسطينية وأولويتها بالنسبة إلى مختلف القضايا الأخرى، ووجوب توحيد جهود الأمّة كلها من أجل حماية فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، ولتحصين القضية الفلسطينية وحمايتها، والتصدّي لأي تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني المادية والمعنوية في أرضه ووطنه ومقدساته وممتلكاته».

 ودان «كل أشكال الاعتراف والتطبيع العربية مع العدو الصهيوني، باعتبار ذلك خيانة للأّمة وموروثاتها الوطنية والعقائدية»، كما دان ورفض  «كل محاولات العدو الصهيو أميركي لتشكيل حلف شرق أوسطي جديد لاستهداف المقاومة العربية والعمل على التصدّي لها والنضال لإسقاط كل اتفاقيات الاعتراف بالعدو والتطبيع معه والإذعان لإملاءاته».

 وأكد «ضرورة التأصيل الوطني والديني لمبدأ المقاطعة، واعتباره ثابتاً أصيلاً من ثوابت المقاومة، وتجريم أشكال التطبيع كافة من التواصل واللقاءات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني»، داعياً

«السلطة الفلسطينية إلى إلغاء «اتفاق أوسلو» وكل مخرجاته، وإنهاء مختلف أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، باعتبار أن التنسيق معه خيانة للأمّة وتفريط بحقوق أبنائها وشهدائها».

 وأكد «وجوب رأب الصدع الفلسطيني، وجمع كلمة الفلسطينيين في الداخل والخارج، وإنهاء حالة الانقسام البغيض»، معتبراً «أن الوحدة الميدانية الفلسطينية التي تجلّت في الفترة الأخيرة في الميدان إبّان معركة سيف القدس المسجد الأقصى، هي أساس النصر وسبيل التحرير ومن دونها سيستفرد العدو بنا ولن نتمكن من تحقيق أهدافنا».

 ووجّه المؤتمر «تحية المقاومة والصمود إلى أسرى المقاومة الفلسطينية والعربية في سجون العدو الصهيوني»، مشيداً «بصمودهم وثباتهم في مواجهة الجلاد الصهيوني». كما وجّه «التحية الخاصة إلى جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام»، معتبراً «أن معركتهم التي يخوضونها ضدّ العدو هي معركة الأمّة كلها، التي تقف إلى جانبهم وتؤيدهم فيها». ودعا إلى «المساهمة في كل الجهود لإطلاق سراحهم ولإنهاء جريمة الاعتقال الإداري».

 ودان المؤتمر «مختلف أشكال العدوان الصهيو – أميركي على سورية، معتبراً  «أن الاعتداء على الأراضي السورية، هو اعتداء على الأمّة» ومؤكداً  «ضرورة تضافر كل القوى العربية والإسلامية والصديقة من أجل ردع هذه الاعتداءات».

كما أكد وحدة الأراضي السورية، معتبراً  «أن أي اجتزاء لها إنما هو اعتداء على الأمّة كلها، ويجب العمل على تحرير كامل الأراضي السورية، واستعادة السيادة الوطنية عليها».

 وأشاد بالمواقف القومية العراقية المناهضة للتطبيع، داعياً «البرلمانات العربية كافة إلى أن تحذو حذو البرلمان العراقي في تجريم التطبيع وتحريم الاعتراف بالعدو الصهيوني، والذي تم التصويت عليه بالإجماع». ودعا إلى نبذ الخلافات العرقية والمذهبية كافة والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية».

 كما أشاد بـ»المواقف الكويتية، البرلمانية والشعبية، المناهضة للعدو الصهيوني، والرافضة لمختلف أشكال التطبيع معه»، مثمّناً موقف الكويت الرافض للمشاركة في حلف الناتو.

وأكد المؤتمر «مظلومية الشعب اليمني»، مديناً  «الحرب المعلنة ضده والحصار المفروض عليه»ودعا إلى «وجوب وقف كل أشكال العدوان عليه وضرورة رفع الحصارات المتعددة عليه». كما دعا اليمينين «إلى استمرار مساعي الحوار الوطني، بعيداً عن الوصاية والتدخلات الخارجية، للحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية وحرية اليمن وسيادته». ودعا «كل الدول العربية المتورطة في الحرب الظالمة على اليمن، إلى سحب قواتها وتمكين الشعب اليمني من تقرير مصيره وحلّ أزمته بنفسه».

 وتطرّق المؤتمر إلى قضايا دول عربية وإسلامية مصدراً توصيات بشأنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى