أخيرة

نافذة ضوء

ممارسة التفكير القوميّ الاجتماعيّ

برهان انتصار الأمم الراقية*

Exercitando o pensamento social nacional, comprovando a vitória das nações

يوسف المسمار**

قال العالم الاجتماعيّ والفيلسوف أنطون سعاده في تعاليمه الفلسفية القومية الاجتماعية الجديدة هذه العبارات:

«الأمة التي تنظر دائماً وأبداً إلى الوراء لا تستطيع السير الى الأمام، وإذا هي سارت فإنها تعثر، فلننظر دائماً الى مثلنا الأعلى  إلى الأمام».

وقال أيضاً: «يجب أن نذكر انكساراتنا كما نذكر انتصاراتنا لأن انكساراتنا هي جزء أساسيّ من عظمة نهضتنا متممٌ لتاريخها».

وقال أيضاً وأيضاً «الشعوبُ الغبيّة تفعلُ برجالاتها ما يفعله الأطفالُ بألعابهم، يحطّمونها ثم يبكون طالبين غيرها».

ولذلك، علينا أن نترك أولئك الذين يدعوننا للعودة إلى تعاليم أنطون سعاده، لأننا لم نتوقف أبدًا عن العمل وفق تلك التعاليم من اللحظة التي اعتنقنا فيها تعاليم مدرسة الفلسفة السورية القومية الاجتماعية ومنهجيتها.

ونؤكد، بلا أدنى شك، أن التعاليم المذكورة هي التعاليم الوحيدة الحقيقية لإضاءة الطريق الصحيحة لتقدم الأمة، وأن النظام القومي الاجتماعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق النهضة السوريّة وبلوغ أهدافها ومثلها العليا.

وفي الوقت نفسه، نحن فخورون وسنظل فخورين بكل انكساراتنا ومعاناتنا وآلامنا وجراحنا ودمائنا وتشردنا وشهدائنا كفخرنا بانتصاراتنا.

ولذلك، لا يمكننا أبدًا أن نسمح لأنفسنا بتشويه صورة أي رفيق أو عضو مسؤول في حزبنا، أو أي مواطن خالفنا الرأي حتى لو قدم للأمة قطرة من النضال، وحتى لو لم يقدّم أي شيء، لأنه يكفينا أنه قاوم ويقاوم الصعوبات والآلام التي قاومناها ونقاومها من أجل نصر نهضة أمتنا بقدوة معلمنا الذي لم يتردّد للحظة عندما تطلبت القضية أن يقدّم دمه من أجل قضية نهضة الأمة قائلاً:

«اذا كان القوميون الاجتماعيون ضعفاء وقيتهم بنفسي وجسدي، وإذا كانوا جبناء أقصيتهم عني، واذا كانوا أقوياء سرتُ بهم الى النصر».

وهذا القول ينطبق على كل وطني شريف يقاوم أعداء الأمة، ولم يقل تناولتهم بكل فرية ورميتهم بكل شتيمة. والفرق واضح بين الجبناء والضعفاء، والخونة والمخلصين، والعجزة والأقوياء.

فما لم يساعد أقوياؤنا ضعفاءنا في تقديم المساعدة التي يتمكنون منها في الفكر والعمل والبطولة، فكل قواهم الفردية الشخصية لا يمكن أن تكون عملية ومفيدة للعقيدة والأمة وحركة النهضة ومقاومة أعداء الأمة والتصدي لهم.

فالنافع الذي تحتاجه نهضة كل أمة في الزمن العصيب هو التفكير القومي الاجتماعي السليم، والعقلية الأخلاقية الراقية، والخطاب الحكيم الهادي، والممارسة الفاضلة العالية وليس البلبلة الفكرية، والنيات المشبوهة، والمماحكات الكلاميّة، والأفعال المدمّرة.

فإذا كان «المجتمع معرفة والمعرفة قوة»، فإن القطعان البشرية، بالتأكيد، ثمارها الجهالة، وحيث يسود الجهل ويسود الخراب.

واذا كان التفكير القومي الاجتماعي دليل الأمم في الحياة، فإن ممارسة هذا التفكير هي برهان انتصار الأمم.

إن تغيير حياة الأمم للأفضل ليس لعبة أطفالٍ صغار تُروّج لها وسائل الدعاية الخداعة وتدعمها غوغائية الثرثارين، بل على العكس إن التغيير من أجل الأفضل يقوم على نظرة واضحة، وعقيدة صحيحة، يعتمد عليها شعب كفؤ راشد، واعٍ، ومؤمن، وعامل، ومنتج، ومبدع، وثابت في جهاده مهما عظمت التضحيات.

*ترجمة لمقال نشر بالبرتغالية.

**المدير الثقافي للجمعية الثقافية السورية   البرازيلية التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى