أخيرة

نافذة ضوء

أخطر الأعداء هم الخونة

 

 

} يوسف المسمار*

هذه هي الحقيقة لكل من يتحرّك بوعي عاقل، وله ضمير حيّ، ومشاعر سليمة، ورؤية نافذة، وإرادة لا تعرف العجز، ونفس ترفض كل ما هو قبيح ولا تقبل إلا بالجميل وجميل الجميل.

برنامج مدرسة النهضة واضح لا يقوى على تنفيذه إلا الواعون العاملون المنتجون المبدعون القادرون وحدهم أن يتخرّجوا من مدرسة النهضة بنجاح وامتياز.

أما الواهمون الحالمون المتكاسلون المثرثرون، فإنهم بدون شك العجزة الخوارج الذين شكلوا أوراماً وبثوراً في جسم حزب الأمة وكانوا أخطر من أعدائها والطامعين بخيراتها ينصبون المطبات والفخاخ على المفارق والأكواع أمام العاملين، ويحفرون الحفر للإيقاع بكل منتج ومبدع ولا يهتمون إلا بإثباط العزائم، وبثّ ضروب اليأس، وإحباط الهمم بدل أن يقوموا بما يتوجّب عليهم القيام به دون الطعن بأعمال الآخرين، فيرونالقشّة في عيون العاملين ولا يرون الخشبة في عيونهم»، كما قال السيد المسيح. وبدلاً من أن يكون تلامذة مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية خرّيجين مبدعين وشموساً أو نجوماً أو أقماراً أو مشاعل أو قناديل أو شموعاً تضيء الآفاق، تحوّل الكثيرون منهم الى خوارج يغمضون عيونهم عن بهاء الحياة الجميلة وينفثون دخان الإشاعات وضباب الانتقادات ليحجبوا النور عن الطريق القويم.

وبدلاً من أن يكونوا منابع مياه عذبة أو أنهاراً أو جداول أو سواقي تروي السهول وتنتج الغلال وبيادر حبوب الغنى والثراء المادي والروحي، صاروا يجففون أرض الإبداع ويزرعون القحط في النفوس ويبذرون فيها بذور الشك والتفرقة وأفكار الدمار ونظريات الهوان.

وبدلاً من أن يكونوا مختبرات للعطور والروائح التي تعيد الحياة الى من في القبور، أصبحوا خدماً للأعداء ينبشون المزابل ويحرّكون القاذورات لتنتشر روائح الكراهية القاتلة بينهم وبينهم وبين الناس شكوكاً وارتيابات ومهاترات وتشوّهات.

وبدلاً من أن يطلّوا على بعضهم بالصباحات المنعشة والهيئات الحسنة والوجوه الباسمة الجميلة والكلمات اللطيفة، تحوّلت لقاءاتهم الى زعيق وشتائم ولعنات وتجريحات وتهجّمات واهمين بأن ما يقومون به يجعلهم محققين لقول المعلم سعاده: “إذا سار سوريّ قومي اجتماعي في الطريق يجب أن يعرف العالم أن قومياً اجتماعياً يسير في الطريق».

خرّيجو مدرسة النهضة هم طليعة الانتصارات

نعم إن خرّيج مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية المشع نوراً والطافح خيراً، والعابق عطراً، والمطل على الناس جمالاً، هو هو لا غيره يفرض على الناس والعالم أجمع أن سورياً قومياً اجتماعياً طافحاً بالوعي والأخلاق والعزيمة يمر في طريق النهوض.

أما التلامذة الخوارج الذين يطفئون المنارات، وينشرون الروائح الكريهة، ويخرّبون النفوس، ويُطلّون على الناس بهيبة المسوخ المشوهة أرواحاً وعقولاً ونفوساً ووشايات وفـتـناً، فانهم أيضاً يساعدون الناس على التعرف على نماذج التجهيل والتضليل والتكفير وأدلة الوباء والفساد والخراب.

لقد ترك لنا المعلم سعاده هذه النصيحة التي تقول: “إذا غلط ابن أمتك فلا تجعل من غلطه سبباً لعداوة داخليّة، بل اعمل على إصلاحه». أفلا يخطر في بالنا ان نتخذ العبرة من هذا القول فيعمل كل واحد منا على إصلاح خطئه ومن ثم يساعد على اصلاح خطأ رفيقه أو أخطاء رفقائه بالمحبة واللطف وبالطريقة التي هي أحسن، وهذا هو الأولى، بدل أن ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور؟

*باحث وشاعر قومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى