ثقافة وفنون

معرض تشكيليّ احتفالاً بأعياد تشرين التحرير والتصحيح في دمشق

افتتح المعرض التشكيلي الفني «احتفالاً بأعياد تشرين التحرير والتصحيح» ضمن أيام الفن التشكيلي السوري، وذلك في صالة الرواق العربي في دمشق، حيث شكل تظاهرة ثقافية جمعت شرائح متنوّعة من الفنانين بأعمالهم وأساليبهم المتعدّدة، بما يشبه الموزاييك من صور ضوئيّة ولوحات فن تشكيلي ومنحوتات من كل الخامات.

وأوضح غسان غانم أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في فرع دمشق أن المشاركات شملت عدداً كبيراً من الفنانين ومن كل المحافظات وبأكثر من قطعة فنية في إطار جماعي مشترك، يحمل الكثير من المنافسة في التقنية والعرض والاختيار، وتعبر عن حقبة زمنية تمتدّ لأكثر من أربعة عقود متتالية.

وجمع المقاوم والفنان التشكيلي محمد الركوعي ما بين فكر المقاومة وروح الثقافة، لتجسيد رؤاه الفنية وانتماءاته الوطنية، في لوحات تعبيرية وتجريدية، وهو من اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطيني في سورية، والذي أنجز معظم لوحاته الفنية خلف قضبان الأسر، ليجد في المعرض تنوّعاً كبيراً في الجودة والتميز الفني الذي يستقي منه أفكاراً جديدة، تغني مسيرته الفنية الطويلة.

وتحدث الركوعي عن عمله المشارك به موضحاً أنها قطعة فنية قديمة، أكسبها روح المعاصرة بقليل من التجديد في التقنية واللون، ليمزج التراث بالحداثة، ويصنع لوحة تنافس الإغراءات البصريّة لصور الكاميرا، وتتطعّم ببصمة تشكيلية خاصة، معبراً عن أفكار إنسانية بكثير من الدهشة.

وأعرب الفنان التشكيلي نعيم شلش عن سعادته بهذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي شملت شرائح كبيرة من الفنانين بكل الأعمار ومختلف الخبرات والرؤى الفنيّة، لافتاً إلى أن التجدّد الذي أضفاه المعرض على مسيرة الفن التشكيلي والذي زرع في نفسه الأمل والبهجة والشغف الإبداعيّ، بعد جمود طال ريشته الفنية في ظل الظروف القاسية للحرب الإرهابية على سورية، ليكون اليوم هو انتصار جديد ويوم تحرير آخر.

أما أهم المحاور التي ارتكز عليها المعرض كانت خلق حالة تفاعلية بين الفنان والجمهور وتبادل الأفكار والرؤى الفنيّة بين الفنانين، والتي انطلقت منه دوافع الفنان التشكيلي معتز العمري، لتقديم أعماله الفنية متناولاً من خلالها الموضوع الإنساني والهجرة برؤية بين التعبيري والتجريدي.

وكان للمنحوتات نصيب في زاوية خاصة من المعرض، حيث لفت الفنان خالد جازية إلى أن المعرض يشكل انتصاراً جديداً ومن نوع آخر، يتمثل في تنشيط الحالة الثقافية والمجتمعية بأشكال فنية جديدة وتكافل الرؤى الفنيّة السوريّة من كل المحافظات في لقاء يجمع التجارب المختلفة ضمن توليفة جميلة تجسّد التعبيرات الفنية لمكنونات حسية ووجدانية متعددة.

وعن مشاركته في المعرض أوضح أنها تمثل الإنسان الذي يجمع الألم مع الكبرياء والعنفوان، ويزيّنه الإصرار والتحدي والإرادة القوية المتمثلة بتحدي الواقع، والتي تصنع حالات النصر والفرح رغم قيود التآمر وصخرة المصاعب.

بدورها الفنانة صفاء وبي من قسم النحت أشارت إلى أن هذه المعرض تجسيد واستمرار لجهود الفنانين العمالقة، وفرصة لتطوير الإبداعات الفنية الجديدة، وتسلط الضوء على الشباب الصاعدين لإظهار إبداعاتهم، لافتة إلى أن مشاركتها متمثلة بعمل نحتي من الخشب المعبر عن الأنثى في مجتمع الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى