أولى

كل شيء ينتظر نتائج معركة فلسطين

الموقف الأميركي الذي انتقل من التحفظ العلني على سياسات حكومة بنيامين نتنياهو وتحالفاته ضمن الحكومة، الى المساندة الكاملة في قرار الحرب على غزة، لا يُخفي السبب وعلاقته بالنظرة الأميركية لتأثير حجم حضور القوة الإسرائيلية في مواجهة قوى المقاومة على موازين القوى الإقليمية الشاملة، حيث استشعرت أميركا تراجع نفوذها، وتراجع الإصغاء الى نصائحها التي كانت في الماضي أوامر مطاعة وتوجيهات يلتزم بها. وشكلت استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، ومن بعدها استعداد تركيا لقبول الشروط السورية للمصالحة، كما قال اجتماع موسكو لوزراء خارجية الرباعية، القشة التي قصمت ظهر البعير، وعودة الحاجة الأميركية لتظهير “اسرائيل” القوية.
معركة غزة هنا تكاد تشبه حرب تموز 2006 لجهة الحاجة الأميركية بعد الفشل في أفغانستان والعراق بتوجيه رسالة شديدة القسوة لأعدائها في إيران وسورية، ورسالة الى حلفائها في المنطقة، بأن الموازين لم تتغير لحساب أعدائها، وفي واشنطن يتحدّثون بصراحة عن أن توجيه “إسرائيل” ضربة قاصمة لحركة الجهاد الإسلامي سوف يُعيد ضبط حركة حماس تحت سقف الردع الإسرائيلي، وأن فقدان محور المقاومة حيوية وفعالية جناحه الفلسطيني إرباك كبير بحجم خسارة حرب، لأن فلسطين هي عنوان المحور وعلى حركة مقاومتها تبني برامج سائر الأجنحة والساحات.
إعادة ضبط السعودية وتركيا في اندفاعاتهما نحو محور روسيا والصين وإيران، يقوم على إثبات أن إيران ومحور المقاومة ليسا مَن يملك اليد العليا في المنطقة. وهذه هي وظيفة الحرب الراهنة، والجميع ينتظر النتائج، فيتقرّر مصير التسويات العالقة في منتصف الطريق، في اليمن ولبنان وسورية والموقف الأميركي منها، وحجم التجرؤ السعودي والتركي على المضي في حلقاتها اللاحقة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى