أخيرة

دردشة

المعلم سقراط شهيداً
من أجل الحكمة
يكتبها الياس عشّي

سئلت مرة: ما هي الكلمة الجميلة؟
قلت: إنها الكلمة المشاكسة، القادرة على التغيير، الباحثة عن هُويّة وعن جواب، الهاربة من علامات الوقف والتنصيص، المتماهية مع علامات الاستفهام والتعجّب، الكارهة لرمادية اللون والرمل والحجر.
وكنت، في إجابتي، أرسم ملامح قبلةِ المعلمين سقراطَ، سقراطُ الشاربُ السُّمَّ دفاعاً عن الحرية، والباحثُ في أروقة أثينا عن المعرفة.
بل كنت أرسم ملامح كلّ المعلمين، والأنبياء، والرسل، والمصلحين، والفلاسفة، الذين رفضوا أن تكون ألسنتهم من خشب، وعيونهم من زجاج، فاختاروا المواجهة… اختاروا أن يموتوا معصوبي العيون… ماتوا كي تبقى أفكارهم حية لأجيال لم تولد بعد.
وكنت في إجابتي أبحث عن معلّم سقراطي الملامح… لا يهادن أحداً… لا يحني رأسه لأحد، معلّم قادر، كالمشّائين، على إقامة جسر من المحبة والمعرفة في وطن خارج للتوّ من حروب طائفية كادت أن تقسّم لبنان… كادت أن تلغي لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى