أولى

السيد نصرالله: كلمة وفاء وحق وحقيقة

في كلمته في تأبين الشيخ عفيف النابلسي، عرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيرة العمل الإسلامي والعمل المقاوم، ومكانة الراحل في كليهما مؤسساً ومضحياً ومبادراً حاضراً وكاتباً ومحاضراً وأديباً وخطيباً ومجاهداً. وكان العرض الذي قدمه السيد نصرالله لمراحل التطور في المسيرتين وموقع الراحل فيهما، مفصّلاً ونابضاً بالحياة، مشيداً بالكلمة البليغة الجميلة التي ألقاها الدكتور الشيخ صادق نجل الراحل، فكانت حرارة السيد وعاطفته وصدق تعبيره، وصولاً الى العرفان بحجم الثقة والمودة اللتين بادلهما مع الراحل، مقدّماً نموذجاً من نماذج الوفاء التي تمثل واحدة من القيم التي قامت عليها المقاومة وحملتها إلى المجتمع، كواحدة من الصفات الملازمة لها ولمدرستها الأخلاقية.
عرض السيد نصرالله في قلب تناوله للسيرة، معياراً لمفهوم الحق، متناولاً عنواناً سياسياً محورياً أراد له أن يشكل محور الجمع بين كل مراحل نمو المقاومة وصعودها، وهو أن كل مشاكل الأمة ولبنان والمنطقة لها مصدر واحد هو الأميركي وسياساته، مستعيداً مفاصل تكفي شواهد على هذا الاستنتاج، من تبني ودعم كيان الاحتلال، إلى تفاصيل تتصل بنماذج للسياسات الأميركية، متخذا من فصل الصيف وحرارته مدخلاً للتساؤل عن سبب حرمان الناس في لبنان وسورية والعراق من الكهرباء التي تشكل حاجة لا غنى عنها في هذا الجور الحار الشديد القسوة ليجيب بالتفاصيل كيف أن المسؤولية الأميركية واضحة في التسبّب بهذا الحرمان، مذكراً بالوعود الأميركية قبل سنتين بتأمين الغاز من مصر والكهرباء من الأردن لحساب لبنان، وبقيت الوعود معلقة دون تنفيذ، ومثلها حرمان سورية من ثرواتها من النفط والغاز ونهبها، إضافة للحصار والعقوبات، وانتهاء بالعراق الممنوع من تسديد أثمان الغاز الذي يشتريه من إيران لإنتاج الكهرباء لأسباب تعسفية يدفع ثمنها العراقيون.
توقف السيد نصرالله، أمام معادلة ثانية تتصل بالحقيقة، عارضاً لنماذج التزوير والافتراء وفبركة المعلومات الخاطئة، التي تضيع معها الحقيقة ويضيع بسببها الحق، فتوقف أمام ذكرى انفجار مرفأ بيروت، وحجم الضخ الإعلامي والسياسي الذي أراد تحويل هذه الفاجعة الى منصة للنيل من المقاومة مرة، ولتصفية الحساب مع الخصوم مرة، دون أن يقيم حساباً في المرتين الى مصير الحقيقة وحق أهالي الضحايا بالوصول إليها، ودون أن يوجد قضاء يمتنع عن تنفيذ الأجندات السياسية انطلاقاً من مسؤوليته بكشف الحقيقة وإحقاق الحق والعدالة، ومثلها توقف أمام أحداث مخيم عين الحلوة المؤلمة، وما يرافقها من بث السموم الإعلامية التي تريد الإيحاء بأن حزب الله مسؤول عن تسليح وتشجيع القتال، وهو محض افتراء يكفي لكشف زيفه معرفة حجم الأذى اللاحق بقضية حزب الله التي تمثلها فلسطين والمقاومة جراء هذه الاشتباكات المدمّرة والعبثية والمشبوهة.
كلمة السيد نصرالله جسّدت قيماً كان الراحل الكبير رمزاً لها، الوفاء والحق والحقيقة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى