الوطن

انعقاد اللقاء الوزاريّ التشاوريّ في الديمان: لحوار دائم بين اللبنانيين وتمتين الوحدة

انعقد أمس في المقرّ البطريركي الماروني في الديمان، اللقاء الوزاريّ التشاوريّ برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحضور البطريرك بشارة الراعي. وشارك في اللقاء الوزراء: بسّام مولوي، فراس الأبيض، عبّاس الحلبي، جورج كلاّس، يوسف خليل، جورج بوشيكيان، مصطفى بيرم، محمد وسام مرتضى، عبّاس الحاج حسن، عصام شرف الدين، نجلا رياشي، جوني القرم، زياد المكاري، علي حميّة، وأمين سلام.
وصدر عن االلقاء بيانٌ أكّد أنّ «لبنان يمرّ اليوم في مرحلةٍ من أخطر مراحل تاريخه، مليئة بالأزمات والتحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة غير الخافية على أحد، والتي تُضاف إليها أزمة أخرى كيانيّة الطابع تتعلّق بجوهر وجوده ودوره الحضاري على صعيد الإنسانيّة جمعاء»، مضيفًا أنّ «هذا الوطن الصغير أُعطيَ نعمةً كبيرة وهي أن يكون ملتقى الذين يطلبون السلام والأمن والحريّة والحياة الكريمة. وقد جاءت الصيغة اللبنانية لتكرس هذه القيم في سياق من العيش معًا، يحفظ التنوع داخل الوحدة، ويفرض احترام الآخر المختلف، ومحبتَه كما هو، وعدمَ الخوف منه، والتكاملَ معه لتحقيق المجتمع المتآلف المتضامن، الذي يقود إلى بناء الدولة العصرية العادلة والقوية، الغنية بوحدتها واتساع ثقافة مواطنيها».
ودعا اللبنانيين إلى حماية «الصيغة اللبنانيّة» و«العمل على تمتين الوحدة من خلال التنوّع، والتخلّي عن دعوات التنصّل من الآخر، مهما كانت عناوينها».
وأشار إلى «أنّ مفردات خطاب مموَّه بدعاية الحداثة والحريّة وحقوق الإنسان، تُطالعنا خلال هذه الأيام، الأمر الذي يُناقض القيَم الدينيّة والأخلاقيّة التي هي في صلب تكويننا النفسي والروحي والاجتماعي»، معتبراً أنّ «هذا الخطاب يُشكّل مخالفة صريحة لنصّ وروحيّة المادتين التاسعة والعاشرة من الدستور اللبناني». وشدّد على أنّ «مسؤوليّة مواجهة هذا الخطاب تقع على عاتق الجميع من دون استثناء، من مراجع دينية وسلطات سياسيّة وقضائيّة ومؤسّسات تربويّة وإعلاميّة وقوى مجتمع مدني».
وأكد اللقاء «وجوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة يقود عملية الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أيّ عمل بغياب رأس الدولة»، داعياً «القوى السياسيّة كافّةً إلى التشبُّث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلّي عن كلِّ ما قد يؤدّي إلى المساس بالصيغة اللبنانيّة الفريدة».
كما دعا «جميع السلطات والمؤسّسات التربويّة والإعلاميّة الخاصّة والرسميّة وقوى المجتمع المدني الحيّة، والشعب اللبناني بانتماءاتِه كافّةً، إلى التشبُّث بالهوية الوطنيّة وآدابها العامّة وأخلاقيّاتها المتوارَثة جيلًا بعد جيل، وقيمها الإيمانيّة ولا سيّما قيمة الأُسرة وحمايتها، وإلى مواجهة الأفكار التي تُخالف نظام الخالق والمبادئ التي يُجمع عليها اللبنانيون».
ودعا «المواطنين إلى حوار حياةٍ دائمٍ بينهم، بحيث يسعى كلّ مواطن إلى طمأنة أخيه وشريكه في الوطن على فكره وحضوره وحقوقه وفاعليّة انتمائه الوطني»، مؤكّداً «التعاون الصادق بين كلّ المكوّنات اللبنانيّة لبلورة موقف موحّد من أزمة النزوح السوري في لبنان والتعاون مع الدولة السوريّة والمجتمع الدولي لحلّ هذه المسألة بما يحفظ وحدة لبنان وهويّته».
وجدّد المجتمعون «تعويلهم على الراعي وعلى هذا الصرح وسائر القيادات الروحيّة في المساعدة على إنجاح سعيّ مجلس الوزراء إلى حفظ التنوُّع ومبدأ العيش معاً وإلى حماية القيَم الأخلاقيّة والإيمانيّة التي تُشكِّل حجر الزاوية في الكيان اللبناني».
وكان الر اعي قد أكّد أنّ «فكرة اللقاء صدرت بعفويّة، وهي ليست جلسة لمجلس الوزراء بل لقاء عفويّ للتشاور والتحاور في كلّ القضايا العامّة، والديمان دائماً ما يجمع على كلمة سواء»، وأسف أنّ «البعض حمَّل اللقاء أكثر ممّا يحتمل».
وقال «عندما زارني الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للمرّة الأولى، قلت له إنّ كلّ ما تسمعه لا يُعبِّر عن الحقيقة، فنحن جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة وهناك مرشّحان للرئاسة، فليقم النوّاب بواجباتهم في الاقتراع، فإمّا يُنتخَب رئيس أو لا يُنتخَب، وفي ضوء النتيجة يُصار إلى حوار واتفاق على مرشّح ثالث»، معتبراً أنّ «البلد سائر إلى الخراب والدولة تُنازِع».
بدوره، أكّد ميقاتي أنّ «فكرة هذا الاجتماع كانت «بنت ساعتها» عندما اجتمعنا الأسبوع الفائت، واتفقنا على هذا اللقاء للنقاش في الأمور التي تجمع اللبنانيين».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى