القناة الخبيثة وتل أبيب…!
} حمزة البشتاوي
تحظى إحدى القنوات التلفزيونية التي تأسّست عام 1991، باهتمام عدد من المشاهدين، ليس بسبب ما تدّعيه عن دورها على صعيد الحرية والمصالح الذاتية والترفيه، بل بسبب أدائها الخبيث، على صعيد الترويج والقبول بالتطبيع والشذوذ الجنسي.
كما تعتمد في البرامج وتغطية الأحداث والأخبار على إظهار الاحتلال الإسرائيلي كضحية، والفلسطينيين كمعتدين، كما حصل أثناء العدوان على غزة، حيث ظهر على شاشتها عنوان (الحرب على إسرائيل). ورغم اعتذار القناة والقول بأنّ ما حصل كان مجرد خطأ مطبعي، فإنّ هذا التبرير هو جزء من الأداء الخبيث والسياسة التحريرية المعتمدة من القناة، تجاه القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ولا تذكر المخيمات الفلسطينية في لبنان على هذه القناة إلا من خلال الحديث عن الجزر الأمنية والبؤر الإجرامية، دون ذكر أيّ شيء عن المعاناة وتمسّك اللاجئين فيها بحقهم بالعودة إلى ديارهم في فلسطين.
وهذا الأداء الخبيث ينسجم مع السياسات الأميركية وسياسات الأنظمة المطبعة، التي لا ترى أبداً كفاح الشعب الفلسطيني وتضحياته ومقاومته التي أبهرت العالم، بقدرتها على صناعة النصر، وكشف أوهام القوة الإسرائيلية الزائفة في ميدان الحرب والمواجهات.
ومن أخبث ما تمارسه وتطرحه القناة الخبيثة، هو قول أحد أبرز مقدّمي البرامج فيها، بأنّ قبول التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، مرتبط بحرية الرأي وأنّ التطبيع غير مرفوض من الجميع، وهذا الكلام يرفضه اللبنانيون باستثناء البعض القليل الذين قد تكون منهم إحدى الإعلاميات التي قالت: “إذا كان مقدم البرامج في تلك القناة لوطياً فعلاً، فهذا حقه، ونحن نحبه ولو كان لوطياً”.
وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى الشذوذ الذي أصبح مرتبطاً بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الشاذ والغير طبيعي، وما محاولات الإعتراف والقبول به ودمجه في المنطقة إلا شذوذ ما بعده شذوذ.
وفي سياق الترويج للتطبيع والشذوذ، عبر ما يسمّى الفن المعتمد على الشكل والإيحاء الجنسي، تطلق القناة الخبيثة العنان لبرامج لا تمتّ للثقافة بأيّ صلة، بل هي مجرد ملهاة سخيفة ووسيلة يتمّ عبرها تمرير أحاديث عن التطبيع والشذوذ الجنسي، وقد يصل بها الأمر إلى تغطية ما قامت به السفارة الإسرائيلية في البحرين، حين أقامت حفلة بدعوة من السفير الإسرائيلي في المنامة إيتان نائيه، وحضرها عدد من المسؤولين وشخصيات فنية وإعلامية، ورقص الجميع في تلك الحفلة على موسيقى وكلمات أغنية عن الشذوذ الجنسي بعنوان (تل أبيب يا حبيبي) من تأليف دورون ميدلي وغناء أومير أدام، وتعتبر الأغنية الرسمية للشاذين جنسياً، وتتحدّث عن الفرص المتاحة لممارسة الشذوذ في تل أبيب.
وتقول الترجمة العربية لكلمات الأغنية العبرية: تل أبيب يا حبيبي تل أبيب/ انظروا كم رجل حولي هنا/ يمارسون الجنس معي/ هاي هاي/ في الليل واي واي/ ويتقنون ذلك/ يجعلني أنتشي/ مرحباً بكم في الشرق الأوسط.
وأما الفيديو الرسمي للأغنية، فقد صوّر على شواطئ تل أبيب، ويظهر فيه عارض أزياء مع مجموعة من الشاذين يتراقصون على أنغام الأغنية، كاشفي الصدر والسيقان بعد أن صبغوا شفاههم بأحمر الشفاه، وارتدوا ملابس الزينة والملابس النسائية، مردّدين نفس العبارة التي كان يردّدها الحاضرون في سهرة المنامة.
وقد يصل الحال بالقناة الخبيثة في ظلّ الحديث عن جرأتها إلى أن تنقل على شاشتها مثل هكذا حفلات يغني فيها أومير أدام: تل أبيب يا حبيبي تل أبيب.