أولى

مواقف ديليفري

خلال أيام كان الشغل الشاغل لعشرات السياسيين والإعلاميين، والموضوع الرئيسي في مقدمات نشرات الأخبار والتقارير الإخبارية في عدد من قنوات التلفزة المؤثرة، الاستناد الى حادث إطلاق النار على جدار السفارة الأميركية في عوكر، للقول إن هناك رسالة وراءها حزب الله تتصل بالانتخابات الرئاسية ورفض قائد الجيش، أو أنها رسالة إيرانية تتصل بالملف النووي والمفاوضات حوله، أو أنها رسالة تتصل بالوضع على الحدود الجنوبية بالتزامن مع مهمة المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين الذي غادر بيروت، ومن المقرّر أن يعود إليها، بل إن البعض قال إنها رسالة شخصية لهوكشتاين لأنه أكل المناقيش في الروشة وذهب الى قلعة بعلبك لتقول له إنه حتى في السفارة ليس آمناً فليلزم حدوده، كما قال أحد “عباقرة” السياسة والصحافة.
قبل يومين أعلنت قوى الأمن الداخلي أن فرع المعلومات وضع يده على تفاصيل ما جرى على جدار السفارة الأميركية، وألقى القبض على الفاعل، وأنه عامل ديليفري يقوم بتوصيل الطعام الى حراس السفارة، وقد تعرّض خلال قيامه بعمله إلى إهانة قاسية من حراس السفارة، فذهب إلى بيته وعاد بسلاحه وأطلق النار على جدار غرفة الحرس.
اطلع المعنيون في السفارة الأميركية من أمنيين وعسكريين على الوقائع التي لا تقبل الدحض باعتراف حراس السفارة أنفسهم، وقبلوا نتائج التحقيق، وأن لا أبعاد سياسية للحادث، لكن الجوقة لا تريد أن تصدّق. وربما تخرج بأركانها الحزبيين والنواب والإعلاميين غداً لتقول إن تفاهماً أميركياً إيرانياً وراء قبول الأميركيين بتحقيق شكلي كإخراج للحادث، والتكتم على الفاعل الحقيقي والرسائل الفعلية.
العبرة في ما جرى هي في ما ظهر لكل اللبنانيين عن أهمية الديليفري، ليس في إيصال الطعام، بل كمهنة سياسية وإعلامية، حيث هناك مواقف ديليفري ومقالات ديليفري وحوارات ديليفري، وغير المستغرب ان هناك نواب ديليفري أيضاً.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى