أخيرة

دبوس

الأعراب والطوفان

صاحب الجلالة يضع خطوطاً حمراء إذا ما تعلّق الأمر بالمقدسات، فيصفّق البلهاء الجالسون حواليه، ويؤثرون ان تستقيل العقول، وتعطى هنيهةً للراحة والاستجمام، فالوقت ليس وقت العقول، بل هو وقت المداهنة، لا يكلّف أيّ منهم نفسه للسؤال، هذه المقدسات يا صاحب الجلالة، تُقتحَم يومياً، وتُدنّس وتُنتهَك وتُمارَس في باحاتها كلّ أصناف الاستباحة والتنكيل، وتُضرَب النساء المرابطات ويسحلنَ بلا رحمة، ويُمنع المصلّون من الصلاة، ثم، وفوق ذلك، يبصق في وجوه المسيحيين ورجال دينهم الشرفاء المسالمين، فأين إذن هي خطوطك الحمراء يا صاحب الجلالة؟
في واقع الحال، أنت لا تتوقف عند مجرد التنطّح الكلامي الفارغ، فالإمدادات في الذخيرة والصواريخ والقنابل التي تقصف بها غزة ليل نهار، فتقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمسعفين، وتدمر المستشفيات، وتحيل الأجساد الى أشلاء متناثرة بين التراب والركام، هذه الإمدادات، تتدفق للعدو الصهيوني من قواعد أميركية موجودة على تراب أردننا العالي.
الممالك السبعة تشعر في أعماقها بأنّ نهاية هذا الكيان تعني بالضرورة وبالتداعي انّ نهايتها قد أزفت، ممالك النفط الست، ومملكة الحدود الطويلة الآمنة المسالمة المستكينة، ستجد نفسها خارج نطاق الخدمة، حينما يتهاوى المشروع الصهيو ـ انجلوساكسوني، ولذلك فهي تضرب أخماساً بأسداس، ولا تدري، أتؤيّد الطوفان؟ ام تستمرئ التأرجح والمراوحة، حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟
أما جامعة الأعراب، فهي ليست في عجلة من أمرها، فرغم المجزرة التي تُرتكَب الآن في غزة، ضدّ الأطفال والنساء والشيوخ، يدعو أبو الغيط، على استحياء، الى اجتماع يوم الأربعاء، فـ “اللي عند أهلو على مهلو”، هكذا أوعِزَ إليه من قبل ست دول مطبّعة متنفّذة في جامعة الخذلان، أما وزير خارجية دولة الإمارات، فالرجل يحبّذ ان يقف في المنتصف بين القاتل والضحية، حتى لو كانت الضحية من بني جلدته، ونحن لا نملك سوى ان نستعير جواهر الكلام من سيد المقاومة، اننا لا نريد منكم شيئاً، كلّ ما نطلبه ان تكفّوا شرّكم عنا.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى