أولى

قتل المدنيين ومعادلة الدفاع والردع

– كانت كلمة الأمين العام لحزب الله التي رسمت الإطار الاستراتيجي للمعركة مع كيان الاحتلال، واضحة في القول إن الاحتمالات مفتوحة وإن كل الخيارات مطروحة وفي أي وقت من الأوقات وفقاً لمراقبة عمليتين، الأولى هي تطور الحرب الدائرة في غزة سواء لجهة المواجهة البرية بين المقاومة وجيش الاحتلال أو لجهة مسار العدوان الوحشي للاحتلال بحق المدنيين، أما الثاني فهي سلوك الاحتلال على الجبهة اللبنانية ودرجة تأقلمه مع قواعد الاشتباك الجديدة، التي تقوم على المدى مقابل المدى والنوع مقابل النوع والكم مقابل الكم، ثم المدنيين مقابل المدنيين، في ضوء استهداف جيش الاحتلال للقرى الحدودية بما أدّى لسقوط شهيدين من المدنيين.
– بالأمس حدث تطوّران بارزان في هذا المجال، فقد استهدف جيش الاحتلال سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة أدّى إلى جرح عدد من المسعفين، وليلاً استهدف سيارة مدنية ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة أطفال. وهذان التطوران يفتحان الباب لقيام المقاومة بردّ موازٍ يستهدف المستوطنات وقد بدأ بقصف كريات شمونة والمطلة، وربما يتوسّع، حتى يسجل رقماً من القتلى في المستوطنين يعادل ما سقط من شهداء مدنيين.
– قد يتحوّل هذا السجال الناري الى باب التدحرج نحو الحرب، واتساع مداها ومستواها. وهذا يعني أن الدول الغربية والعربية التي كانت تتحدّث صبح ومساء عن الحاجة لعدم التصعيد، أن تضمن تلقي كيان الاحتلال للرد على اعتداءاته وعدم القيام بردّ يستدرج حكماً رداً أقوى منه، ويستدعي أيضاً من الذين اعربوا عن خشيتهم من أن يحمل خطاب السيد نصرالله يوم الجمعة الماضي إعلان الحرب المفتوحة، بأن يقفوا وراء المقاومة في تأكيد معادلة الردع والدفاع، لأن تتمة عدم الذهاب الى الحرب المفتوحة هي الالتزام بمعادلة الردع الدفاعية على الحدود اللبنانية، وأهم ما فيها حماية المدنيين. وكل كلام خارج هذا السياق تشجيع للاحتلال على عدم التقيّد بمعادلة الردع، وتسريع للانزلاق الى الاحتمالات المفتوحة، وهي حرب مفتوحة في نهايتها ما لم يشعر الكيان أنه بسبب رعونته وتوحّشه يُحرج حلفاءه من جهة ويوحّد اللبنانيين وراء المقاومة من جهة موازية، ومَن لا ينتبه لمسؤولياته بخلفيّة الكيد او النكاية أو المصالح الصغيرة، سيكتشف أنه ساهم بالذهاب إلى الحرب المفتوحة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى