أخيرة

نافذة ضوء

رسالة التأسيس إنَّ الفضيلة َ حصنُ من لم يُهزم

‭}‬ الرفيق يوسف المسمار
وقل ِ إعملوا وتنافسوا بمناقب ٍ
إنَّ المناقب أصلُ كلِّ تراحم

فاذا المثالبُ هَيمَنتْ في أمة ٍ
فحياتُها انقلبتْ حياة َبهائم ِ

واذا الجرائمُ شُرّعتْ في دولة ٍ
هيهات تُصلحُ حالُها بجرائم

فالعُهرُ يفتكُ بالشعوب ِومجدِها
وبغيرِ بِرٍّ عزّها لم يسلمِ

لا شيءَ في هذا الوجودِ مُقدّسٌ
إلاَّ الفضائل للبيبِ الأفهم

إنْ لمْ نحَصِّنْ بالمحامد ِ حالَنا
حتما ً نسيرُ الى المصيرِ الأوخم ِ

فقط المناقبُ لا سواها جَنة ٌ
ومدى الرذائلِ قاعُ ويل ِ جهنم ِ

فمَن استكانَ الى الرذيلةِ قد غوى
ومَن اهتدى بفضيلة ٍ لمْ يندم ِ

وفضيلة ُ الإنسان ِ في تأسيسهِ
نهجا ً يقودُ الى الخيارِ الأحكم ِ

نَهجٌ منَ الأرضِ انطلاقتُه ُالى
أسمى التخومِ وكلِّ ما لمْ يُعلم ِ

هيهات تنجحُ أمة ٌ إنْ لمْ تَثُرْ
بمناقبٍ، وفضائل ٍ، ومكارم ِ

فالروحُ ما كانتْ للهوٍ باطل ٍ
والعقلُ لمْ يُوهَبْ لفكر ٍمُجرم ِ

فإلى الإله ِ الروحُ دربُ مآلِها
والعقلُ للوحيِّ المُقدسِ ينتمي

واللهُ لا يرضى بقاءَ وجودنا
عَبَثا ً يُفَتّتُ في فضاء ٍ مُعتِم ِ

والعقلُ لا يعني دوامَ حياتنا
وهماً يَهيمُ وينتهي في المُبهَم ِ

روحُ الحياة ِ وعقلُها أنْ نَهتدي
ونسيرُ بالإنسان ِ نحوَ الأقيَم ِ

ونُصَوّبُ التاريخَ حتى يَستوي
ويظلُّ يَصعدُ في المسارِالأقوم ِ

ولذا افتتحنا للرقيِّ طريقَه
بالعقل ِوالعلم ِ الخلوق ِ الأسلمِ

فتأسستْ فينا الحياة ُوبَرعمتْ
خُلُقاً وفلسفة ً ونهجَ تَعَلُّم ِ

وانشقَّ للأجيال ِ دربُ نهوضها
لغدٍ جميل ٍ مُشرق ٍ مُتَبَسِّم ِ

إنْ زاغَ جيلٌ لن يزوغَ وريثُهُ
فالوعيُ يُبطلُ مُسْكرات ِ النُوَّم ِ

والعِلمُ يُنعشُ منْ تَخَدّرَ عقلُه
والفجرُ يَطردُ كلَّ ليل ٍ مُظلم ِ

تأسيسُنا إطلاقُ نور ٍ واعد ٍ
إلاّ بتعميم ِ الهُدى لمْ يَهتم ِ

يَهتمّ ُ بالإنسان ِ لا يبغي سوى
جعل النبوغِ ِ يُثيرُ نفسَ المُعدمِ

لا يستوي التأسيسُ إنْ لم نبتدئ
بفضائل ِ الخُلُق ِ الرفيع ِ الأكرم ِ

ليكونَ تأسيسُ النهوض ِ مُحقّقا ً
قيما ًبأفياءِ الألوهة تَحتَمي

ويكونَ للإنسان ِ نَهج نمُوِّه ِ
وسُموِّهِ الممتدِ نحوَ الأدوم ِ

إن لم نع ِ التأسيسَ فجرَ تحوّل ٍ
سنظلُّ نخبطُ في الفراغِ الغائم ِ

تأسيسُنا الكشفُ العظيمُ لفكرة ٍ
إلاّ بها الإنسانُ لمْ يتقدم ِ

تعني بأنَّ وجودَنا في الأرضِ لا
يحلو بغيرِ تراحم ٍ وتفاهم ِ

تعني بأنَّ حياتنا من غيرِ
إبداع ٍ مسارُ تقهقر ٍ وتَقزّم ِ
لمْ يهدفِ التأسيسُ الاّ حكمةً
سطعتْ على الدنيا بروح ِ تعولم ِ

من قيمة ِ الإنسانِ كانَ شروقُها
وبهاؤُها أبدا ً بهاءُ تَفاهم ِ

وبناؤُها كشفُ النبوغ ِ لينجلي
فعلُ التفوق ِ في الشعور ِالمُلهم ِ

هي حكمةُ السوريْ الذي بنبوغهِ
فتحَ الطريقَ الى الإله الأعظم ِ

فتأبدت في سوريا قِيمُ الهُدى
بالعبقريةِ والنبوغ القيِّم ِ

واستقطبَ السوريّ ُ أحلامَ السما
بحصافة ِالعقلِ البديعِ الأحكم ِ

حتى استقرتْ في طبيعةِ سوريا
روحُ الإله ِ بنسمة ٍ في مَريم ِ

فاختارها ربُ الخليقة ِ وحدها
لتكونَ أمَّا ً للطهارة من دم ِ

هيَ بنتُ سورية ْ، وأمُّ مسيحنا
وأمينُها ذاكَ النبيُّ العالمي

وكلاهما نحوَ السماء ِ تطلعا
واستوحيا نورَ الإله الحاكمِ

فيسوعُنا سوريْ، ونبيُّنا مستعربٌ
سوريّ ولمْ ينكرْ سوى المُتَغاشمِ

من سوريا انطلقَ التَجَلي وارتقى
واستشرفَ الإنسانُ ما لمْ يُعلم ِ

من أرضنا، منْ شعبنا رُسُلُ الصلاح
محبة ً ملؤوا الوجودَ الآدمي

هيَ سوريا أمُّ الرسالاتِ البديعةِ
كيف نتركُها لغازٍ غاشمِ

لبنانُ برهنَ أنَّ فينا قوة ٌ
جعلتْ جباهَ بنيه ِ فوقَ الأنجم ِ

فالحاملون على الأكف ِ دماءَهُمْ
كتبوا مضامينَ الكرامةِ بالدم ِ

بغدادُ لن تبقى أسيرةَ غاصب ٍ
بشروره ِ امتلأت بحورُ العالم ِ

فعراقُنا أبدا ً دوام ُ زوابع ٍ
تجتثُ كلَّ مُكابر ٍ مستجرم ِ

والقدسُ لنْ تبقى غصيبة مُجرم ٍ
إلا الضغينةَ والأذى لمْ يفهم ِ

والصامدونَ بأرضَ غزة أثبتوا
للكون أنَّ إباءَهمْ لمْ يُثلم ِ

والشامُ في وجه النوائب ِلم تزلْ
حصنَ الخلاص ِمن البلاء الداهمِ

فالثابتون على الأمانة ِ هَمّهُم
يبقى الثباتُ على الصراط الأقوم ِ

لتظلَّ أجيالُ الحضارة ِ ترتقي
نحو الأمان ِ بِهِمَّة ٍ وتزاحم ِ

وعروبة ُالخُلق ِالمُضمّخ بالهُدى
هيَ وحدها أبدا ًعروبة ُ فاهم ِ

نحنُ العروبة ُ عقلُها وحسامُها
لا البائعون عَفَافَها بدراهم ِ

لولا عروبتُنا لما كانت سوى
جهلا ً بغيضا ًأو كلام تشاؤم ِ

سنصونها أبدا ًشروقَ حضارة ٍ
إنجيلها قرآنُ صدق ٍ راحم ِ

فنكون أهلا ً للحياة ِ ومجدِها
وشموخِها ورقيِّها المتعاظم ِ

ونُعلمُ الدنيا بأن صراعَنا
لهداية ِ الإنسان ِ خيرَ مُعَلم ِ

نبني ونرفعُ بالحقائق نهضةً
لتكونَ للتاريخ أصدق مَعْلم ِ

هذي رسالتنا رسالة ُحكمة ٍ
إلا بها حِكَمُ النُهى لم تُختَم ِ

هذي رسالتُنا رسالة ُ أمة ٍ
أبدا ً تتوقُ إلى المدى المُتقدم ِ
وتغيّرُ التاريخ َ بالفكرِ الذي
بهُدى البصيرةِ فَكّ سرَّ المُبهَم ِ

من ذاتها وبذاتها تجتاحُ أطوارَ
المحالِ المستحيل الأبهم ِ

وتُبَدّلُ الإنسانَ من حال ٍ الى
حال ٍ بديع ٍ مستنير ٍ أقيَم ِ

تأسيسُ نهضتنا انطلاقة ُ أمة ٍ
رغمَ النوازل لا ولمْ تستسلم ِ

ولسوفَ تبقى حُرَّة ً وعزيزة ً
ولغيرِ مملكة العُلى لن تنتمي

فرسالةُ التأسيسِ حصنُ فضيلةً
كبرى بها شمسُ الحضارةِ تحتمي

قد سَجَّلَ التاريخ ُ في صفحاته
ما فازَ شعبٌ في المثالب يرتمي

بل فازَمحترفُ الفضائل ِواعتلى
عرشَ التفوّق والرُقيّ الدائم ِ

والآية ُ المُثلى البليغة ُ حكمة ٌ
إنَّ الفضيلة َ حصنُ من لم يُهزم ِ

عِلمُ الحياة ِ هو الفضيلة ُ ذاتها
وبلا الفضيلة ِ لا كيانَ لعَالَم ِ

ومن الفضيلة ِ أن يدومَ بناؤنا
متواصلا ً من أعظم ٍ ولأعظم ِ

باقٍ لنا التأسيسُ مادام البقا
وعيَاً يُعبقرُ في البناءِ الأسلمِ

وبناؤنا عبرَ الزمان هو الهُدى
ولكل ما تعني الهداية ينتمي

هذي رسالتنا رسالةٍ أمة
سطعت ونورُ ضيائها لم يُحجَمِ

هذي رسالتُنا تُزوبعُ بالسناءِ
لتجعلَ التأسيسَ فجرَ تَقَدُّمِ

فَتُغَيّرالانسان من حالٍ الى
حالٍ يُعبقرُ في التسامي الأقيمِ

هذي رسالتنا انفجارُ تحوّلٍ
بتوجه الفكر الرشيد الأقومِ

تأسيسنا وعيٌ وإيمانٌ بما
يُغني الوجودَ برحمةٍ وتراحم

إنْ لم يكُ التأسييس فعل محبةٍ
هيهات نظفرُ في الحياة بمغنمِ

هذا هو التأسيس نهجُ فضيلةٍ
خفقت على قممِ الدوامِ الأدومِ

فرسالة التأسيسِ رفعُ منارةٍ
بالوعي والعزم المضمّخِ بالدم

بفضيلة الايمان بالحق المقدّس
بالحياة بناؤها لم يُهدمِ

بتنافس الأبطال في دربِ الكرامة
والهداية والفدى المتراكمِ

في أرض غزة بعضها متوهجٌ
بدمائنا يجتازُ أفق الأنجمِ

يمتدُ من بدء الوجودِ شعاعُها
يَهدي ويُرشد للسبيل الأقومِ

ويعلّمُ الناس َالبطولة بالفِدى
إن البطولة نهجُ كل تقدمِ

تأسيسنا وعيٌ وايمانٌ وفجرٌ
دائمٌ أبدَ الوجودِ الدائمِ

تأسيسنا قيمٌ تُنوفرُ بالهدى
من قَيّمٍ ولأقيَمٍ ولأقيَمِ

هذا هو التأسيسُ أن نحيا نُطوّرُ
وعيَنا بِصراعنا المُتَعاظمِ

لا يَصلحُ التأسيسُ إنْ هاجت بنا
شيمُ الرعونةِ والعمى المتفاقمِ

بل يَصلحُ التأسيس إنْ خفقت بنا
روحُ المناقب ِ والبطولةُ في الدمِ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى