مقالات وآراء

طلال ناجي: أطلبوا المصالحة ولو في الصين

‬ حمزة البشتاوي

انطلاقاً مما يحظى به من احترام وتقدير من قبل مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية، وشخصيته الوحدوية الجامعة، وحاجة الوضع الفلسطيني الملحة اليوم للوحدة، خاصة في ظلّ العدوان المتواصل على قطاع غزة، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية، يتوقع أن تتحوّل مواقفه الوحدوية إلى مبادرة تطرح، وسط عودة الحديث عن إحياء مشروع المصالحة الفلسطينية، بمبادرات عربية وإقليمية ودولية، وقد عبّر عن مواقفه هذه في لقاءات جمعته مع عدد من القيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية ما صدر عن لقاء الفصائل الفلسطينية الخمس في بيروت بحضور الشهيد القائد صالح العاروري، والذي جرى فيه التشاور حول واجبات الفصائل تجاه صمود شعبنا ومقاومته في غزة والضفة الغربية.
وقال الدكتور طلال ناجي: «إننا بأمسّ الحاجة للمصالحة وعلينا طلب المصالحة ولو في الصين».
هذا الطلب يتزامن مع مسعى روسي تركي بموافقة من الصين والسعودية وقطر لإنجاز المصالحة الفلسطينية، ويرى الدكتور طلال ناجي أنّ الصين يمكنها أن تلعب دوراً في هذا الاتجاه لتوفير الأجواء المناسبة للخطوة الأولى في هذا الطريق، الذي يجب أن يسير فيه الجميع من أجل مواجهة المرحلة المقبلة وما فيها من تحديات وصعوبات غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال والارتقاء لمستوى التضحيات والدماء التي يبذلها الشعب الفلسطيني، وهذا ما يستدعي وبشكل عاجل إعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة مع تحديد دورها وفق أهداف وبرامج عمل محددة يتم التوافق عليها.
ومع تأكيده على أهمية دور مصر والجزائر وروسيا قال د. ناجي: «إنّ المطلوب هو تنفيذ الاتفاقات الموقعة وليس العودة لجلسات الحوار التفاوضية حول المصالحة التي هي طوق النجاة للمعضلة الفلسطينية الراهنة، ويجب تطبيقها لمعالجة الشروخ الاجتماعية والسياسية والفصائلية بشكل جذري ووفقاً للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وبما يليق بمنظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر وطني، وصاحبة أرث كفاحي طويل».
ويطرح د. ناجي في مواقفه مجموعة من الأفكار التي يمكن أن تتحوّل إلى مبادرة بنقاط محدّدة وهي:
1 ـ دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع واتخاذ القرارات الوطنية الضرورية والملحة، على أن تكون اجتماعاته دورية ومنتظمة وفق المهمات التالية:
أ ـ التحرك والعمل بكافة الوسائل لوقف العدوان ودعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعمل عل تحشيد الدعم وتسخير كلّ الإمكانيات على صعيد الإعمار ورفع الحصار.
ب ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية بدعم من كافة الفصائل وتباشر عملها وفق أولويات إعادة الإعمار وتأمين الكهرباء والماء والمعابر والأمن وفق معايير وأسس وهيكلية يتمّ التوافق عليها لاحقاً.
ج ـ العمل على تحرير الأسرى والتمسك بالمقاومة بكافة أشكالها استناداً إلى الحقوق المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها العودة إلى أرض الآباء والأجداد وفق القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة.
د ـ القيام بالتحركات اللازمة في سبيل منع تصفية وكالة الأونروا وخدماتها التي يؤثر توقفها على الملايين من أبناء شعبنا.
2 ـ عقد مجلس وطني توحيدي يضمّ كافة الفصائل والمؤسسات والاتحادات والهيئات والشخصيات الوطنية في مكان يُتاح فيه مشاركة الجميع، ويضع هذا المجلس استراتيجية وطنية وبرنامج سياسي يتمّ التوافق عليه وينتخب لجنة تنفيذية جديدة ومجلس مركزي بما يعزز الشراكة والتمثيل الشامل في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى إنجاز انتخابات عامة للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة، حيث أمكن في الداخل والشتات.
3 ـ الدعوة لعقد قمة عربية لدعم صمود وإعادة إعمار قطاع غزة، ودعم قرارات الإطار القيادي الموحد والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ودعوة العالم لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل نيل حقوقه المشروعة، مع التأكيد على أنّ مستقبل الفلسطينيين لا يحدّده أحد سواهم بعيداً عن اية شروط أو إملاءات.
أما عن طلب المصالحة ولو في الصين، فإنّ ذلك يعود إلى ما عبّرت عنه الصين منذ فترة عن أملها بأن يكون لها دور في رعاية المصالحة الفلسطينية في بكين، كما فعلت في المصالحة بين إيران والسعودية، إضافة لأنّ الصين هي من الدول المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتعمل على وقف العدوان الذي يجب الانتقال بمواجهته من وحدة الميدان إلى وحدة الموقف وإنهاء الانقسام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى