مقالات وآراء

«التلاميذ الحقيقيون» مع الراهبة مايا زيادة

‭}‬ ميرنا لحود
«ليس كلّ من يقول «يا رب يا رب» يدخلُ ملكوت السّموات بل من يعمل مشيئة أبي الّذي في السموات». كثُر هم المنظّرون من «غباوة هذا الجيل» وأتباع «بعل زبول سيد الشياطين» الذين يبثّون السموم في فضاء القرية الإعلامية، مندّدين ومنكّلين بكلّ من يتلفظ بالحقّ ويقرأ السياسة في محلّها وينصر الحقيقة لمقاومة تهب لنصرة الشعب الفلسطيني ولغزّة ولكلّ الذين ممنوعٌ عليهم المطالبة بحقهم.
في فترة الصوم الكبير وشهر رمضان المبارك، عادةً تخفق الألسن حتى الخبيثة لكنَّ صاحب الروح النجسة الغريبة والبعيدة عن «أسرة يسوع الحقيقية» والذي لم يسمع يوماً ولن يفهم أبداً «مَثَلَ الزَارع» يخرج وبوقاحة ليقدّم نفسه مسؤولاً عن المسيحيين معلناً ومخاطباً على مسمع الجميع ودون خجل، متهجّماً على راهبةٍ تحدثت بقناعة وبمنطقٍ وأخلاقٍ باتت مفقودةً بكثيرٍ من الشوارع وفي طليعتها المسيحي، قلَّ الاحترام للصوم الكبير والمبارك.
إنّ الذي يريد التحدث عن المسيح وباسم المسيح، عليه بدايةً أنْ يكون على علمٍ بأقوال وأعمال يسوع المسيح، وأنْ يكون أقلّه قارئاً للكتاب المقدس. ونذكر الغبيِّ والساذجَ بقول المسيح: «إياكم أنْ يُضلَّكم أحدٌ! فسوف يأتي كثيرٌ من الناس منتحلين اسمي ويضلّون أناساً كثيرين. وستسمعون بالحروب وبإشاعات عن الحروب. فإياكم أنْ تفزعوا». إنَّ الخبيث الذي يتطاول على الراهبة مايا زياده ألا يعرفُ أنَّ اللهَ يلفظه من فمه؟ وهل يفهم ما معنى هذا الكلام روحانياً وإنسانياً؟ لقد عمِلت الراهبة برسالتها الشريفة وهي تعلّم الطلاب التربية المدنية والوطنية والدينية والأخلاقية التي أصبحت وفي مجملها مفقودةً في عدد من الشوارع ومرةً أخرى في الطليعة بما يُسمّى بالشارع المسيحي. لقد أخبرنا السيد المسيح عن «المخرّب الشنيع» قائلاً: «فإذا رأيتم المخِّرب الشنيع الذي تكلَّم عنه النبي دانيال قائماً في المكان المقدس (ليفهم القارئ) فليهرب إلى الجبال ومن كان على السطح فلا ينزلْ ليأخذَ ما في بيته ومن كان في حقله فلا يرتدَّ إلى الوراء ليأخذ رداءَه… فسيظهر مُسَحاءُ دجاّلون وأنبياءُ كذّابون يأتون بآياتٍ عظيمةٍ وأعاجيب حتى إَّنهم يُضلّون المختارين أنفسهم لو أمكن الأمرُ. فها إنّي قد أنبأتكم». هل الدّجال المنافق الغبي والوقح قرأ يوماً هذه الآيات؟ وهل يفهم المعنى؟
كلُّ من يريد أنْ يقدِّمَ نفسه مسؤولاً مسيحياً ولا يعرف شيئاً عن المسيح يذكَرنا بتلميذَي عماوس اللذين كانا يتحدثان عن المسيح ولم يعرفاه. من لا يعرف المسيح ولا يقرأ آيةً من آياته فليخرس بتاتاً لأنَّه إبليس والرعية لا تعرفُ صوته فهو مزيفٌ ودجالٌ وتاجرٌ مثل يهوذا. إنَّ إبليس يكره المؤمن المقرّب من الله ويكدّ جاهداً لإبعاده عن الطريق الصالحة ويشوش على كلَّ الذين يدافعون بإيمان عن قضية محقّة ويبذلون أنفسهم من أجل إحقاق الحق. لذا فإنَّ الحرب هي ضد المنظور واللامنظور ومن لا يحترم الكتاب المقدس ولا يقرأه لا يستطيع فهم تلك الأمور لا من بعيدٍ ولا من قريبٍ. فأعضاء جماعة إبليس ومجمعهم لا يعرفون أن الله يبحث عن الأوفياء على مثال كورش ملك فارس الذي اختاره الله ليفتح الطريق لمن أراد بناء هيكله المقدس والله يبتعد عن مجمع الفاسدين الذي يقدّم نفسه كمن لو أنّه المختار الحكيم وهو نذل خبيث وساقطاً.
إلى الراهبة وزيادة من أمثالها لتُرَش المياه المقدسة حيث يشاءُ الله لتخرج النبتة سليمةً عافيةً من الأرض الطّيبة. هنيئاً لمن يزرع ويحصد ولمن يقدّم وتُقبل قرابينه أمام الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى