الوطن

«أمل» أحيَت ذكرى «القسَم» بحضور «القوميّ» الفوعاني ممثّلاً برّي: لن تُجدي الضغوط بفرض وقائع سياسيّة على لبنان

أحيَت حركة أمل الذكرى الـ50 لقسم السيد موسى الصدر عام 1974 في بعلبك، باحتفالٍ حاشدٍ في “الجامعة الإسلاميّة” فرع بعلبك، حيث تقدَّمَ الحضورَ رئيسُ الهيئة التنفيذيّة في الحركة مصطفى الفوعاني ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب ورئيس حركة أمل نبيه برّي، نائب رئيس الحركة هيثم جمعة ورئيس المكتب السياسيّ جميل حايك، كما حضرَ وفدٌ من الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ضمَّ العميد الدكتور علي الحاج حسن ممثّلاً مركز الحزب، منفّذ عام بعلبك عبّاس محرز حميّة، ناموس المنفذيّة يوسف برّو، ناظر الماليّة في منفذيّة بعلبك رامز المتيني، مدير مديريّة دورس سامي الطفيلي ومذيع مديريّة بعلبك عبّاس ياغي وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة وحشدٌ من رؤساء بلديّات وروابط مخاتير ومخاتير وضبّاط أمنيّون وعسكريّون وإعلامّيون ورؤساء دوائر ومصالح في المؤسّسات الرسميّة.
وألقى الفوعاني كلمة أكّدَ فيها، أنّ “الدفاعَ عن غزّة وفلسطين ليس مسؤوليّة فصيل فلسطينيّ بعينه وليست مسؤوليّة الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤوليّة الأمة جمعاء”، مضيفاً أنَّ “المشروع الإسرائيليّ الذي يُنفَذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزّة بالدم والنار والتدمير والذي يتبارى المستويان السياسيّ والعسكريّ في الكيان الإسرائيليّ في التباهي بإعلانه وكشف نيّاته من خلال العودة إلى التلويح بمخطّط “الترانسفير” للشعب الفلسطينيّ من قطاع غزّة بإتجاه شبه جزيرة سيناء، إذا ما قُدِّر لهذا المخطَّط أن يمرّ، هو ليس سقوطاً وقضاءً على القضيّة الفلسطينيّة، إنّما هو سقوط للأمن القوميّ العربيّ والإسلاميّ ومشروع تجزئة وتقسيم للمنطقة بأسرها إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة تكون “إسرائيل” فيها هي الكيان الأقوى”.
وشدد فوعاني على “حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكل الوسائل المتاحة”، معتبراً أنَّ “عمليّة طوفان الأقصى أعادت وهج القضيّة وأسقطَت خيارات التطبيع”.
وقال “يتنقّل الإرهابُ الذي تمارسه آلةُ الحقد الصهيونيّ إلى وجه آخر من وجوه الحقد يستهدف لبنان في بعلبك ويستهدف صور وقبلها النبطيّة وبنت جبيل وصولاً إلى قرى الجنوب المعلّقة على حب الشهادة، ما يؤكد أنَّ العدو واحد”.
وأكّدَ أنَّ “العدوّ لم يُحقّق هدفاً واحداً من أهدافه البعيدة المنال وبات الشارعُ العربيّ والعالميّ يلتفُّ حول هذه القضيّة المحقّة ولو اتسم الموقف الرسمي حياداً سلبيّاً، أمّا محاولات العدوّ إتجاه لبنان فما زالت منذ اندحاره عنه عام 2000 و2006 تتحيّن الفرص ونحنُ نُدرك تمامًا أن قوة لبنان بمقاومته وبوحدته الداخليّة وبعيشه الواحد وبالتمسُّك بقيَم أرساها الإمام الصدر”.
وأشارَ إلى أنَّ “حركة أمل تؤكّد أنَّ كلّ محاولة للاعتداء على الأراضي اللبنانيّة ستواجه من قبل جميع المقاومين بالعزم والإصرار الذي ووجه به الاحتلال للجنوب في السنين الماضية، وأنَّ أرواح المقاومين ستبقى حاضرة في كلِّ آنٍ وفي كل ساح”، وقال “لن تُجدي سياسات الإملاءات والضغوط بالنار في فرض وقائع سياسيّة في ما يخصُّ لبنان، لا على الحدود ولا في الداخل، فالموقف اللبنانيّ واضح ويتجلّى بكبح جماح العدوانيّة الصهيونيّة وإجبار العدوّ على الانسحاب من كلّ أراضينا المحتلّة من دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعليّ والجديّ للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملفّ اللبنانيّ الداخليّ شأناً لبنانيّاً يُعالَج عبر الحوار فيما بين اللبنانيين”.
وأضافَ “على من يبذلون الجهدَ من أجل الحلول السياسيّة، العمل على إيقاف ما يجري من حرب إبادة جماعيّة وجرائم حرب وتجويع لأهالي غزّة لكسر إرادة صمودهم ومقاومتهم الأسطوريّة التي فضَحت عجزَ آلة الحرب الإسرائيليّة المستندة في إجرامها إلى التواطوء الدوليّ والإقليميّ، والصمتِ المُشين الذي لن تُجمّله مشاهد الإنزال الاستعراضيّ لفُتات المؤَن للجائعين”.
وفي المشهد السياسيّ الداخليّ، دعا الفوعاني إلى “ضرورة التشاور والتفاهم للخروج من قمقم تعنُّت البعض وحسابات البعض الضيقة التي لا تبني وطناً، وما زالت الدعوة إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهوريّة ونجترحُ كلّ ممكن من أجل هذا الانتخاب”، مشيراً إلى أنّنا “سنبقى دعاة حوار نمدُّ اليدَ لشركائنا في الوطن وسط الحرائق التي أشعلها العدوّ الصهيونيّ. نمدُّ اليدَ إلى كلّ النيّات الحسنة ومن دون سقوف التحدّيات العالية والخطاب المتشنِّج والشعبويّات الفارغة التي لا تبني وطناً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى