قانصو: للتفاهم على سلة متكاملة تشمل انتخاب رئيس ورئاسة الحكومة والحكومة وقانون الانتخابات عبدالله: نؤكد الرفض المطلق لتجزئة الأمة إلى كيانات مذهبية وعرقية تبرّر قيام دولة يهودية

image005

استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو في مركز الحزب ـ الروشة بحضور عدد من أعضاء قيادة الحزب، وفداً من تجمع العلماء المسلمين في لبنان برئاسة الشيخ حسان عبدالله، الذي هنأ قانصو بمسؤولياته، وأشاد بدور الحزب القومي على المستويات كافة.

بعد اللقاء صرّح عبدالله للصحافيين قائلاً: تشرفنا بزيارة الإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وذلك لتهنئتهم بانتخاب الصديق والأخ العزيز معالي الوزير علي قانصو رئيساً للحزب، الذي هو بالفعل خير خلف لخير سلف، ولما أثبته هذا الحزب من الالتزام بالقوانين والأنظمة الداخلية، الأمر الذي يدلّ على المصداقية والقوة والحضور الفاعل للقاعدة الحزبية. وقد كان اللقاء مناسبة لمناقشة الأوضاع في لبنان والمنطقة، وكانت وجهات النظر متطابقة، وقد أكدنا على ما يلي:

أولاً: الرفض المطلق لتجزئة الأمة ورفض الكيانات المذهبية والعرقية التي تبرّر للكيان الصهيوني سعيه لفرض يهودية دولته الغاصبة، ما يؤكد أنّ كلّ ما حدث كان يهدف في النهاية إلى حماية هذا الكيان وإطالة أمد وجوده.

ثانياً: ندعو إلى استمرار الحرب على الإرهاب والقضاء عليه في كلّ أماكن تواجده، ومع أهمية هذه الحرب إلاً أنّ الأهمّ هو القضاء على المنابع الفكرية له المتمثلة بالوهابية السلفية التكفيرية والتمويل الذي يؤمّنه حكام آل سعود.

ثالثاً: ندعو لدعم المقاومة في فلسطين وإعادة قضيّتها لتحتلّ المرتبة الأولى في سلّم أولويات الأمة، ونؤكد أنّ تركيز الجهد على إزالة الكيان الصهيوني هو الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا.

رابعاً: أكدنا على ضرورة الخروج من المأزق الذي يمرّ به لبنان وذلك من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون انتخاب عصري نراه في اعتماد النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة، ونحذّر من أنّ إطالة أمد هذه الأزمة سيؤدّي إلى خراب البلد، وأكدنا في هذا المجال على ضرورة التزام الدولة اللبنانية بالحفاظ على عناصر القوة التي حمت البلد من الأطماع الصهيونية، وعناصر القوة هذه هي المتمثلة بالثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة.

ورحب قانصو من جهته بزيارة الإخوة رئيس وأعضاء التجمع، وأكد على ثوابت كثيرة أهمّها هذا الموقف الواحد من العدو «الإسرائيلي» وهذا الموقف الواحد من المقاومة باعتبارها الخيار الوحيد لمواجهة هذا العدو وتحرير أرضنا التي يحتلها وردع عدوانيته عن بلادنا، والموقف الواحد من الإرهاب الذي نعتبره الوجه الآخر للعدو الصهيوني، بل هو أداة هذا العدو لتنفيذ مخططاته في بلادنا وفي طليعة هذه المخططات مخطط التفتيت والتجزئة لإحاطة الكيان الغاصب بدويلات مذهبية عرقية طائفية لا حول لها ولا قوة.

أضاف: نتفق بأنّ شعبنا الذي حقق الانتصار على العدو «الإسرائيلي» يحقق اليوم الانتصار على المجموعات الإرهابية التي تعيث قتلاً وتخريباً في الشام والعراق، ولنا ملء الثقة بأنّ شعبنا في سورية وفي العراق سيخرج منتصراً على هذا الإرهاب محافظاً على وحدته، وعلى دولته، وعلى نهجه القومي.

ورأى قانصو: أنّ استمرار الأزمة السياسية في لبنان على هذه الحال من الانسداد والانغلاق، بات يشكل خطراً على مقومات الدولة، ويتهدّد مصالح اللبنانيين جميعاً، لذلك ندعو القوى السياسية، وفي أسرع وقت، إلى تدارك الكارثة التي قد تلحق بالبلد إذا ما استمرّت الأزمة السياسية على حالها.

إننا نرى ضرورة التفاهم على سلة متكاملة للحلّ السياسي، تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشمل رئاسة الحكومة والحكومة، كما تشمل قانون الانتخابات النيابية، ونرى أنّ إصلاح النظام السياسي في لبنان، وتطويره باتجاه اللاطائفي، لا يتحقق إلا باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة ومع النسبية ومن خارج القيد الطائفي.

إننا نجدّد دعوتنا إلى التنبّه والحذر من معاناة الناس، لأنّ الناس في لبنان متروكة لأقدارها فلا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ولا فرص عمل، ولا أيّ شيء، ولا من يردّ على مراجعات الناس ولا من يُراجعوه، ناهيك عن أنّ الاهتراء يضرب المؤسسات الدستورية، وأنّ الفساد يضرب الإدارات العامة. لذلك فإنّ الخروج من هذا النفق بات مسؤولية الجميع، وإننا نعوّل على طاولة الحوار وعلى قيادة الرئيس نبيه بري لهذه الطاولة في تلمّس الحلّ السياسي وعلى القواعد التي أشرنا إليها.

ورداً على سؤال حول استعادة داريا أكد قانصو أنّ استعادة داريا يندرج في سياق الإنجازات الكبرى التي يحققها الجيش السوري ضدّ المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى أنّ أهالي داريا ساهموا في هذا الإنجاز الذي قضى بإخراج المسلحين، هؤلاء المسلحون الإرهابيون الذين ورّطوا داريا، خلافاً لإرادة أهلها حين اعتمدوا خيار القتال مع الجيش السوري، إننا نجد في داريا نموذجاً للمصالحة السورية ـ السورية، بعيداً عن أيّ تدخل أجنبي ونأمل أن تشكل هذه المصالحة نموذجاً يعتمد في كلّ البلدات والمدن السورية.

ورداً على سؤال ثانٍ حول الجامعة العربية قال قانصو: الجامعة العربية، ليتهم يجدون لها اسماً آخر وينزعون عنها هذه الصفة العربية التي لم تعد الجامعة تستحق أن تحملها.

أضاف: لقد ثارت ثائرة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط على مصالحة داريا لا لسبب إلا لأنها كانت سورية ـ سورية، فهو يريد أن يقحم الإرادات الأجنبية في أيّ شأن سوري لا دخل للخارج به، لذلك نقول لأمين عام الجامعة العربية كفاكم تآمراً على سورية، واتركوا السوريين يقرّرون أمرهم ومصيرهم فهم أقدر منكم بلا أيّ قياس، أقدر منكم على إخراج سورية من محنتها، والحفاظ على وحدتها وعلى نهجها السياسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى