صحافة غربية: تحرير آمرلي أبرز إنجاز للقوات العراقية
أخيراً تمكنت القوات العراقية من الدخول إلى ناحية آمرلي وفك الحصار، الذي تفرضه منذ أكثر من شهرين عناصر تنظيم داعش على الناحية التي قطعت عنها الماء والغذاء منذ أسبوعين، فيما وصفت الصحافة الغربية هذه العملية بأنها «أبرز إنجاز للقوات العراقية» منذ هجوم هذا التنظيم وداعميه في 10 من حزيران.
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع العراقي أمس، أن القوات الأمنية بمساعدة الحشد الشعبي تمكنت من قتل 65 إرهابياً من تنظيم داعش وأسروا 27 آخرين في ناحية آمرلي شرق تكريت.
وقالت الوزارة في بيان تلقته «شبكة عراق القانون»: «إن الحشد الشعبي وبالتعاون مع الاستخبارات العسكرية تمكنوا من قتل 65 داعشياً بينهم قياديون وأسروا 27 آخرين في آمرلي». وأضافت الوزارة أنه «تم الاستيلاء أيضا على 13 سيارة مختلفة لداعش في الناحية».
وكانت قوات الجيش العراقي، مدعومة بمتطوعين، قد بدأت عملية عسكرية كبيرة السبت الماضي لفك الحصار عن آمرلي، تزامناً مع عملية إلقاء مساعدات إنسانية رافقها قصف جوي أميركي.
وصمدت آمرلي، الواقعة على بعد 160 كيلومتراً شمال بغداد، بوجه محاولات مسلحي تنظيم داعش وداعميه لاحتلالها منذ 84 يوماً، على رغم حرمانها من المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ.
وقال مدير ناحية سليمان بيك إن «الجيش والشرطة والحشد الشعبي، دخلوا ناحية آمرلي، وفكوا الحصار عن الأهالي بعدما اشتبكوا مع المسلحين، الذين يحاصرون الناحية». وأضاف أن «عناصر الدولة الإسلامية أصبحت بين قتيل وجريح، فيما فر الآخرون وأصبحت آمرلي محررة».
وإلى جانب قوات الجيش، شاركت قوات النخبة وقوات البيشمركة الكردية، ومتطوعو الحشد الشعبي، الذي يضم ميليشيات مسلحة. وأقر المتحدث باسم القوات المسلحة بسقوط ضحايا بين القوات العراقية، لكنه لم يحدد عددهم.
وكان الجيش الأميركي أعلن السبت أنه ألقى مساعدات إنسانية على ناحية آمرلي رافقها قصف لمواقع المسلحين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: «بطلب من الحكومة العراقية، ألقى الجيش الأميركي مساعدات إنسانية لبلدة آمرلي». وأضاف: «الطيران الأميركي ألقى هذه المساعدة بينما قامت طائرات أسترالية وفرنسية وبريطانية أيضاً بإلقاء مواد غذائية ضرورية جداً». وأوضح أن عملية إلقاء المساعدات صاحبتها «ضربات مجاورة منسقة تستهدف إرهابيي داعش دعما لهذه العملية الإنسانية».
أسلحة ألمانية للأكراد
وفي تطور جديد، قررت ألمانيا إرسال أسلحة لتسليح 4000 مقاتل كردي يدافعون عن مناطق شمال العراق في مواجهة مسلحي داعش. وتتضمن الأسلحة التي سترسل بنادق وأسلحة آلية وأنظمة مضادة للدبابات وعربات مصفحة، بحسب ما ذكرته وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در ليين.
ويقول المراسلون إنه من النادر أن تصدر ألمانيا أسلحة إلى مناطق صراع دائر.
وتشارك الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا أيضاً في تسليح الأكراد في شمال العراق.
وقالت فون در ليين: «إن هذا في مصلحتنا الأمنية»، مضيفة أن شحن الأسلحة سيكون على ثلاث دفعات بدءاً من هذا الشهر. وستنقل الأسلحة جواً إلى أربيل في «إقليم كردستان» عبر بغداد.
وأفادت تقارير بثتها محطة تلفزيون «إيه آر دي» الألمانية أن الأسلحة موجود في مخازن ألمانية منذ وقت طويل، ويرجع كثير منها إلى فترة الحرب الباردة.
وقد عبر بعض السياسيين الألمان عن مخاوف من أن تقع الأسلحة – في نهاية المطاف – في أيد أخرى. وقال وزير الخارجية الألماني، فرانك – فولتر شتاينماير «هذا ليس قراراً سهلاً بالنسبة إلينا، لكنه القرار الصائب في وضع صعب من كل النواحي». وقالت الحكومة إن ألمانيا تتحمل «مسؤولية إنسانية، بمساعدة هؤلاء الذين يعانون، ووقف مسلحي «الدولة الإسلامية».
وكانت ألمانيا أرسلت بالفعل معونات إنسانية إلى منطقة الأكراد لمساعدة اللاجئين الذين أجبرهم المسلحون – الذين يضطهدون الشيعة والمسيحيين والأيزيديين والأقليات الأخرى – على النزوح.
«حقوق الإنسان العراقية» تحذر
أكدت وزارة حقوق الإنسان العراقية أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثل خطراً عالمياً ويهدد استقلال العراق، مؤكدة أنه ظاهرة تتحدى الحدود.
وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في جلسة طارئة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن «تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب أعمالا وحشية بحق المدنيين في العراق ويهدد سلامة أراضي البلاد ويمثل خطراً عالمياً». وأضاف السوداني أن «العراق يواجه مخاطر تهدد استقلاله»، مشيراً إلى أن «مسلحي التنظيم يحاولون تغيير تكوينه السكاني والثقافي».
وأكد الوزير العراقي أن «داعش ليس ظاهرة عراقية إنما ظاهرة تتخطى الحدود وتمثل خطراً وشيكاً على كل دول العالم وتتحدى كل مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي».
موسكو قلقة من التدخل الخارجي
من جهة أخرى، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في جنيف ألكسي بورودافكين أن مأساة العراق تؤكد أن التدخل الخارجي غير الشرعي يؤدي إلى انتشار الإرهاب.
وقال بورودافكيف في كلمة ألقاها في جلسة خاصة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس إن «المأساة الحالية في العراق هي دليل واضح على أن التدخل العسكري الخارجي غير الشرعي، الذي يؤدي إلى تدهور الدولة، لا يقيم ديمقراطية ولا يساهم في تعزيز حقوق الإنسان».
وأكد تعليقاً على نشاط تنظيم داعش أن «الفوضى تدفع إلى انتشار التطرف والإرهاب»، مشيراً إلى أن السلطات السورية والعراقية تواجه الإرهاب الدولي.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن موسكو تدعم بغداد ودمشق في خطواتهما الرامية إلى مكافحة الإرهاب.
وأشار بورودافكين إلى أن موسكو ترى مرة تلو الأخرى أن بعض الدول تتلاعب مع الإرهابيين وحتى تشجعهم بشكل غير مباشر، مذكّراً بأن روسيا حذّرت أكثر من مرة من عواقب مثل هذه السياسة غير المسؤولة والخطرة.
على صعيد آخر، أعلنت بعثة اللأمم المتحدة في العراق أمس مقتل وإصابة 2790 شخصاً خلال شهر آب جراء أعمال الإرهاب والعنف، فيما أشارت إلى نزوح 600 ألف شخص من ديارهم خلال الشهر ذاته.