الخليفتان أوباما والبغدادي… وصناعة الشرق الجديد؟
د. نسيب حطيط
أعلن الخليفة أوباما الأميركي تأسيس التحالف الدولي لمقاتلة الخليفة المتمرد أبو بكر البغدادي الذي أعلن دولته الداعشية في بلاد الشام كمرحلة أولى لإقامة الدولة العالمية وفق عملية خداع أميركي بما يسمى الحرب البديلة التي أوكلها الخليفة أوباما الأميركي للخليفة البغدادي بفتاوى مشايخ الوهابية والتكفيريين أو عبر الاستخبارات المتعددة لإقامة الخلافة الأميركية الشاملة القائمة على منظومة كوبرا القاعدة وحرافيشها من داعش والنصرة وبوكو حرام والآن أعلن الظواهري تأسيس فرع القاعدة في الهند وبعدها في الصين وروسيا.
ينشر الخليفة أوباما خلفاءه بالنيابة الظواهري في أفغانستان والبغدادي في بلاد الشام والحرمين وزعيم بوكو حرام في أفريقيا ويجتاح الخلفاء الصغار القارات والأقاليم وفق منظومة إدارة التوحش التي تقوم على الذبح والاغتصاب وتدمير كل مقدس ومعلم حضاري وتهيئة الأرضية الملائمة لوصول المخلص المتمثل بأميركا خصوصاً أن الشعوب تعتقد وفق دياناتها الثلاث بفكرة المخلص … فنجد العراقيين الذين دمرتهم أميركا وقتلت مئات الآلاف ونهبت ثرواتهم، يستنجدون بالمخلص الأميركي للقضاء على الوحش البغدادي ويتمادى الخليفة أوباما بالكذب والتضليل ليقول إن داعش وليد الظلم الذي يتعرض له السنة في سورية والعراق ولبنان وأنه لا بد من إعطائهم حقوقهم التي يتبناها لسحب الذرائع من داعش وأخواته وهنا نسأل؟
من يظلم السنة في السعودية… أليست العائلة المالكة السنية؟
من يظلم السنة في أفغانستان… أليست طالبان السنية؟
من يظلم السنة قي فلسطين… أليست إسرائيل وبموافقة الحكومات السنية؟
من يظلم السنة في الدول العربية أليست الحكومات والأنظمة السنية؟
من يظلم الشيعة في البحرين أليست الحكومة السنية وكذلك في السعودية واليمن؟!!
فلماذا لا ينصرهم الخليفة أوباما… ويستمر بدعم الحكومات الظالمة؟
بدأت أميركا لعبة الخداع بما يسمى التحالف الدولي لمقاتلة داعش ولم تصنف البغدادي على لائحة الإرهاب في إعادة مكررة لسيناريو التحالف الدولي ضد صدام حسين الذي شجعته على غزو الكويت بعدما دعمته مع بعض العرب لغزو إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية.
لكن لا بد من الحذر والحيطة من المؤامرة الأميركية الجديدة الخادعة تحت عنوان قتال داعش في العراق وفق التساؤلات التالية:
كيف يمكن اعتبار داعش إرهابياً في العراق ومعارضة وطنية في سورية؟
كيف نصدق مقاتلة داعش وحلفاء أميركا من تركيا إلى قطر إلى السعودية والأردن ما زالوا يدعمون داعش بالمال والسلاح والمسلحين؟
يعلن أوباما أن الحرب على داعش ستمتد إلى ثلاث سنوات على الأقل بما يعني أن عمليات التدمير المنهجي لدول المنطقة ستطول إلى ثلاث سنوات وإمكانية تمدده إلى السعودية والخليج ومصر ويمكن إلى روسيا عبر شمال القوقاز فهل يمكن التصديق أن أميركا والعالم التحالف الدولي عاجزون عن إنهاء داعش وتجفيف منابع المال والسلاح والأفراد؟
كيف يمكن إعلان الحرب على داعش وتركيا تشتري النفط المسروق وتمول داعش ثم تبيعه إلى إسرائيل ودول أخرى وبمعرفة ورضا أميركا.
لماذا لم تغلق أميركا وحلفاؤها حسابا داعش والجماعات التكفيرية في الفايسبوك وتويتر ومحاصرتها إعلامياً كما تفعل مع حركات المقاومة؟
أميركا لا تريد قتل كلب الصيد الناجح داعش وأخواته بل تقوم بعملية تموضع سياسية عسكرية لتحقيق المكاسب التالية:
العودة إلى العراق بدعوة من العراق المفكك بعدما خرجت عام 2011 كقوة احتلال وتعود كقوة سلام وحماية!!
إعادة التموضع العسكري في المنطقة لحماية مصالحها النفط والغاز وأمن إسرائيل بعد الضربات الموجعة التي تلقتها إسرائيل من حركات المقاومة منذ عام 2000 وثبوت عجز إسرائيل عن تنفيذ السياسة الأميركية وعن حماية مصالحها.
محاصرة سورية من الجهات الثلاث إسرائيل في الجولان والأردن والعراق بعدما استطاعت المقاومة السيطرة على الجبهة اللبنانية وتحرير الحدود من العصابات التكفيرية.
تهيئة الرأي العام والمؤسسات الدولية لقبول فكرة التدخل الخارجي في سورية تحت ستار مقاتلة داعش في سورية ودعم المعارضة المعتدلة في محاولة التفافية على الرفض الروسي والصيني وحلفاء سورية من محور المقاومة.
التحالف الدولي الذي تقوده أميركا ليس لقتال داعش بل لإعادة تصويب سلوكياته من الطموح والانفعال وإعادته لتنفيذ الخطط الأميركية والإشراف عن قرب والإمساك بالحكومات الوطنية والمؤسسات الإقليمية الجامعة العربية مجلس التعاون الخليجي- مؤتمر التعاون الإسلامي لإصدار قرارات غب الطلب الأميركي لإعطاء المشروعية للحرب الأميركية عبر داعش وأخواته.
لا بد من الحذر والحيطة في سورية وإيران ولبنان من الغزو الأميركي فالوحش الأميركي يعود إلى بيوتنا بشعارات تكفيرية.
الخليفة أوباما يعود بعد انسحابه من المنطقة ويعين البغدادي بديلاً عن بريمر في العراق… فلنقاتل الخليفتين معاً.