الوجوه الصفراء لا تُبيّضُ بمال الدنيا
وليد زيتوني
تستعر الحملات على الحزب السوري القومي الاجتماعي كلّما ترسّخ دور الحزب الشعبي وعياً وإيماناً وانتماء.
تستعر الحملات كلما حصد المحور الذي يشمل الحزب مزيداً من الانتصارات في الميدانين العسكري والسياسي. وكلّما ثبتت قراءته الصحيحة لمجرى الأحداث الدائرة على امتداد جغرافية الأمّة، وكلما ثبت أنّ القضية التي حملها منذ ثلاثينيات القرن الماضي هي الطريق الأسلم والأصحّ لعزّة الأمة وكرامتها وسيادتها.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي يعرف القاصي والدّاني دوره البطولي القومي والوطني خلال تاريخه الماضي منذ التأسيس، لا يمكن تقييم مسيرته بشطحة قلم، أو جملة مُقالة من أصحاب البطاقات المسبقة الدّفع.
الحملات المستعرة ضدّ الحزب، معروفة الأسباب والغايات، والغرض منها ليس فقط جنيُ المال من جيوب اللئام، بل هي محاولات تستهدف إنزال الحزب من علياء مجده وعزه ومقاومته، إلى حضيض يسكنه الطائفيون والمذهبيون والمشبوهون، والموغلون في الفساد والابتزاز، وفي التبعيّة للبترو دولار، وهم أنفسهم أدوات مشروع «الفوضى الهدّامة»، يشوّهون القيم ويحثّون على التفلّت تحت غطاء حقوق الإنسان ومحاربة الفساد، ومواقفهم تنبع من مصلحتهم الريعيّة.
أمّا وقد وصل الأمر بهؤلاء إلى الخطوط الحمراء، فعلينا أن نبدأ بطرح المسائل حسبما هي، معلنين أنّ في جعبتنا الكثير الكثير، ونقول إنّ من يسوّق للخائن هو خائن.
بدايةً، لا يمكن تغطية الأفعال الشائنة تحت غطاء الطهارة، والوجوه الصفراء في زماننا يصعب عليهم ردم الهوّة السحيقة بين الحقيقة والواقع. ومهما ضخّوا من أموال فلن يستطيعوا تجميل وتبييض صفحة الوجوه الملوّثة بارتباطاتها الخارجية والماسونية.
يكفي الآن أن نقول بأنّ الأموال التي تُضخُّ كجزء من عمليات تبييض الوجوه القبيحة، هي نفسها تلك الأموال التي أعلن صاحبها من دون أن يعتريه الخجل عن صداقة تجمعه بالعدو الصهيوني وبأنّه سيموّل «العرب وإسرائيل» لمحاربة محور المقاومة.
لقد كان الحريّ على هذا «العجيّ» أن يدفع الأموال المترتّبة عليه لمستحقّيها، لا أن يخترع ويموّل المناسبات الإعلامية التي أصبحت مقزّزة من كثرتها، لتبيان «نصاعة» مزيّفة.
إنّ الأموال المدفوعة في هذا السياق، والتي تُدفع في هذا السياق، ليست غير استثمار، القصد منه تعميم ثقافة الانحلال وتسويق لمؤسسة مشبوهة الأهداف، عملت منذ سنوات على إصدار كتاب عن رياض الصلح، وفيه من الافتراءات والتجريح والتضليل والكذب ما يكفي. والآن، تحت عنوان رجل الاستقلال، يحاولون الهجوم على حزب الاستقلال والسيادة والكرامة والبطولة والعزّة والشرف، حزب الإيمان بالوحدة الحقيقية، لا الوحدة المزيّفة التي طرحها رياض الصلح لتكون «إسرائيل» جزءاً منها.
أيّ استقلال يُعطى؟ هل فرنسا أعطت هذا الكيان استقلاله؟ لا بالطبع. إنّ الاستقلال بالمعنى الحقيقي يؤخذ بالقوة من الغاصب والمحتلّ والناهب والمتكبّر والمتجبّر. إنّ استقلال لبنان أخذه الإنكليزي بالقوة من الفرنسي، ونصّب قيادته من الدمى الماسونية التي تدور في فلكه راجع مذكّرات مود فرج الله .
إنّ الاستقلال في لبنان أبطاله هم المؤمنون بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية وشهيده الوحيد سعيد فخر الدين، ومن أبطاله أديب البعيني ونعيم المغبغب وغيرهم. وبالتأكيد لم يصنع الاستقلال من خلال المظاهرات الفالانجية الكرتونية، ولا بجهود رياض الصلح وبشارة الخوري.
ربما وصلت عناوين الرسالة التي نحن بصددها، فأنطون سعاده أعظم من أن يتناوله بعض الصبية في تقارير مشبوهة. فحزب سعاده يواجه باللحم الحيّ الأعداء، لا بالأموال المشبوهة المصدر التي تُستخدم لتشويه صورته الناصعة نضالاً ومقاومة وعزة وعنفواناً.
نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي