الخارطة السورية عصيّة على المتآمرين
يكتبها الياس عشي
خارطة الخليج العربي تُرسَم من جديد، فيما الخارطة السورية ترفع رأسها متشامخة، فخورة، متشاوفة بكلّ شبر من ترابها القدسي.
فهذه اليمن الذي عرفت قديماً «باليمن السعيد» تقطّع أوصالها، وتدمر بُناها التحتية، وتجتاحها الكوليرا، فيما الحديث، في الغرف السوداء، يدور حول تقسيمها وإلحاق جزئياتها بالدول المجاورة.
ومن قبل صار السودان سودانين، وأمسِ، في الخامس من حزيران ذكرى مرور خمسين عاماً على احتلال الصهاينة أجزاء كبيرة من العالم العربي، كان رئيس جنوب السودان يقوم بزيارة رسمية، قد تكون تهنئة للكيان الصهيوني.
وحتى لا نذهب بعيداً.. ألم تكن عبارة «قبرصة لبنان» هي العبارة السائدة طوال الحرب الأهلية في لبنان؟
ثم.. لماذا، وبمؤازرة مكشوفة من السعودية وقطر، حدث ما حدث في سورية منذ ستّ سنوات ونيّف؟ ألم يكن الهدف الرئيس تفتيت سورية، وإلغاء دورها القومي في مواجهة الاستعمار الجديد بشكله الصهيوني؟
بلى.. لكن الخارطة السورية عصيّة، وأحلامها أن تكبر أكثر، وأن تستردّ ما سرق منها بدءاً من فلسطين وانتهاءً باسكندرون.