التصعيد التركي في عفرين… هل يقابله حسم في الغوطة الشرقية؟

يوسف الصايغ

في جديد المواقف بخصوص الوضع في شمال سورية، جاء كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد أنّ حلّ مشكلة عفرين يكمن في الحوار المباشر بين أنقرة ودمشق، إضافة إلى تأكيده أنّ الحلول يجب أن تتمّ في إطار وحدة أراضي سورية، حيث أعرب لافروف عن قناعته بأنّ «المصالح المشروعة لضمان أمن تركيا يمكن أن تتحقق بشكل كامل، من خلال الحوار المباشر مع الحكومة السورية».

الموقف الروسي نابع من قناعة ثابتة لدى موسكو بأنّ المشروع البديل عن الحوار السوري التركي، هو المخطط الأميركي الساعي إلى تنفيذ أجندة تقسيم سورية لا سيما في المنطقة الشمالية المحاذية للدولة التركية. وهذا ما ترجم من خلال ما سمّي بـ«وثيقة الخمسة» التي عملت واشنطن على صوغها، ونالت تصديق كلّ من باريس، لندن، الرياض، وعمان، ما يعني موافقة هذه الدول ضمنياً على مشروع التقسيم الأميركي في سورية.

وبالتوازي مع كلام لافروف سجل تطوّر ميداني عبر دخول طلائع القوات الشعبية السورية القادمة من بلدتي نبل والزهراء إلى مدينة عفرين، حيث تعرّضت للاستهداف من قوات العدوان التركي ما يشكل رداً على دعوة موسكو عبر وزير خارجيتها لافروف للجوء الى الحلّ السياسي بين أنقرة ودمشق، لكن يبدو أنّ التسوية السياسية بين تركيا من جهة ودمشق وحلفائها من جهة ثانية لم تنضج بالشكل المطلوب حتى الآن. وهو ما فسّر إعلان الكرملين عن تأجيل القمة الروسية – الإيرانية – التركية إلى شهر نيسان المقبل، بينما كانت أنقرة حدّدت موعد القمة أواخر شباط الحالي.

كذلك برزت المواقف التركية المتناقضة ففي وقت رحّب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بدخول الجيش السوري والقوات الموالية له إلى عفرين. وهذا ما ترجم من خلال دخول طلائع القوات الشعبية السورية الى المدينة، خرج الرئيس التركي أردوغان بموقف مناقض لوزير خارجيته معتبراً أنّ «دخول الجيش السوري وحلفائه إلى عفرين لا يغيّر من مسار الحرب التي تخوضها تركيا»، وربما هذا ما يفسّر العدوان الذي تعرّضت له القوات الشعبية السورية بعد وصولها الى مشارف عفرين، ويندرج بأنه رسالة تصعيد في الموقف التركي، مقابل دعوة روسيا الى التهدئة حيث طرحت خطة تقضي بنشر مراقبين أتراك في إدلب مقابل دخول الجيش السوري والقوات الرديفة إلى عفرين، لكن يبدو أنّ هذا الحلّ اصطدم بالرفض التركي.

وفي ظلّ عدم وضوح المشهد في عفرين بعد التصعيد التركي يبدو أنّ موسكو تدعم دمشق بشكل مطلق في خطتها للحسم في الغوطة الشرقية، خصوصاً بظلّ تصاعد التهديد والقصف اليومي الذي تتعرّض له ضواحي دمشق من قبل الجماعات المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية، حيث يسجل مؤخراً سقوط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة القصف من الغوطة الشرقية على دمشق وأطرافها، وقد ترجم الدعم الروسي لخطة الحسم في الغوطة الشرقية من خلال إعلان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أنّ «نموذج حلب هو المسار الذي يجلب التهدئة للغوطة بخروج المسلحين منها»، وعليه يبقى السؤال هل يقابل التصعيد التركي في عفرين بالحسم في الغوطة الشرقية؟

ناموس عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى