عراقجي: الحفاظ على الاتفاق النووي مسؤولية دولية
أكد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، بأن «الاتفاق النووي اتفاق دولي وأن الحفاظ عليه يعتبر مسؤولية المجتمع الدولي»، معتبراً «مواجهة الرئيس الأميركي للاتفاق النووي بأنها مواجهة للمجتمع الدولي».
وقال عراقجي خلال تصريحه للصحافيين «إن حفظ الاتفاق النووي مسؤولية مشتركة لجميع الدول المشاركة في الاتفاق وأبعد من ذلك فهي مسؤولية المجتمع الدولي كله لأن الاتفاق النووي ليس بين إيران والدول الست فقط، بل هو اتفاق دولي ومتعلق بالمجتمع الدولي كله، لذا فإن مواجهة ترامب للاتفاق هي مواجهة للمجتمع الدولي، ولذلك فقد أصبح في عزلة وقد فشلت كل محاولاته الرامية إلى تمزيق الاتفاق».
واعتبر أنّ «الضغوط التي تمارسها أميركا على جميع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي قد جعلت الاتفاق في وضع صعب، إلا أنّ الدول الأوروبية اتخذت لغاية الآن موقفاً مناسباً وسنواصل مشاوراتنا السياسية في سياق توفير مصالحنا».
وفي الردّ على سؤال حول ادعاء الأميركيين بأنه «تم تشكيل فريق عمل أوروبي أميركي حول الاتفاق النووي». قال عراقجي، «إنّ الأوروبيين ينفون تشكل فريق العمل هذا ويدّعون بأنّ لهم مشاورات حول الاتفاق النووي مع الجانب الأميركي إلا أنها طبيعية».
وأكد بأنّ «سياسة إيران واضحة وهي أنها ستبقي في إطار الاتفاق طالما يؤمن مصالحها، ولكن الحقيقة هي أنّ مصالح إيران تم توفيرها إلى حدّ ملحوظ، ولكن ليس بصورة كاملة، وأنّ ما نتوقعه هو أن تلتزم الأطراف الأخرى بالاتفاق تماماً مثلما تلتزم به إيران وعليهم ألا يقوموا بإجراءات تقلل مصالحنا في إطاره».
في سياق متصل، صرّح ممثل إیران الدائم لدى الوكالة الدولیة للطاقة الذریة رضا نجفي «أنّ التقریر الجدید للوكالة یؤكد مرة أخرى بأنّ أنشطة إیران النوویة تتطابق مع الاتفاق النووي بصورة كاملة».
وأضاف سفیر ومندوب إیران الدائم لدى الوكالة الدولیة للطاقة الذریة، «أنّ تقریر الوكالة أكد التزام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بعدم تجاوز القیود على مخزوناتها من الیورانیوم المنخفض التخصیب والماء الثقیل، كما أنها لم تخصّب الیورانیوم لمستوى نقاء یتجاوز 3.67 فی المئة مثلما ینص الاتفاق كما أنها لم تغیر عدد أجهزة الطرد المركزي».
وتابع، «إنّ من ضمن الأمور التي أشار إلیها التقریر، استمرار الأنشطة النوویة الإیرانیة سواء استمرار التخصیب بنسبة 3.67 في المئة في إطار 30 سلسلة و5060 جهازاً للطرد المركزي من الجیل الأول في صالة بموقع نطنز، استمرار وجود 6 سلاسل من أجهزة الطرد المركزی آي آر 1 1020 جهازاً فی صالة بموقع فردو وهي جاهزة للعمل تماماً وعدد آخر من أجهزة الطرد المركزي الموجودة بصورة منفصلة فی هذا الموقع للاستفادة منها لأغراض الأبحاث والتنمیة لإنتاج النظائر المستقرّة، استمرار إنجاز أنشطة الأبحاث والتنمیة بأجهزة طرد مركزي متطوّرة وجیل جدید وفقاً للبندین 32 و 42 للملحق الأول للاتفاق النووي أي مواصلة العمل بأجهزة الطرد المركزي آي آر 8 و آي آر 7 و آي آر 6 اس و آي آر 6 و آي آر 5 و آي آر 4 و آي آر 2 ام وكذلك مواصلة إنتاج قطع أجهزة الطرد المركزي للجیل الجدید بفایبر الكربون، مواصلة إنتاج الماء الثقیل في مصنع إنتاج الماء الثقیل في آراك وصول احتیاطي الماء الثقیل إلى 117.9 طن ، مواصلة اتخاذ التمهیدات لتحدیث مفاعل الماء الثقیل للأبحاث في خنداب حیث تتابع بطبیعة الحال مع الأطراف الأخرى ، أنشطة مفاعل طهران للأبحاث وسائر الأقسام على أساس برنامج إیران طویل الأمد».
وأفاد نجفي «أن تقریر الوكالة أشار إلى الرسالة الجدیدة لمنظمة الطاقة الذریة الإیرانیة التي قررت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة على أساسها العمل في مجال محركات الدفع النووي».
وأوضح بأن «نص التقریر هو على غرار التقاریر السابقة وأن التغییرات التي فیه تشتمل على إدراج التطوّرات الفنیة ومنها ارتفاع حجم المخزون من الماء الثقیل وحجم ازدیاد مخزون الیورانیوم المخصب بنسبة 3.67 في المئة واستبدال بعض أجهزة الطرد المركزي وما شابه ذلك».
وأعلن نجفي «أن إیران وباقي الدول الأعضاء في الوكالة تتوقع من أمانة الوكالة أن تواصل عملها المهني والحیادي على أساس مواصفات إجراءات الضمان والتحقق من تنفیذ الاتفاق النووي وأن تواصل كالسابق عملها في الإشراف على تطبیق البروتوكول الإضافي في إیران مثل باقي الدول الـ 120 الملتزمة بالبروتوكول».
الجدیر بالذكر أن مجلس حكام الوكالة سیعقد اجتماعه الفصلي الشهر المقبل لمناقشة مختلف القضایا، بما فیها التقریر الأخیر للوكالة.
على صعيد آخر، أكد رئیس الأركان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة اللواء محمد باقري «أن حماة الأمن القومي لن یسمحوا بتكرار عروض مثل ما حدث فی شارع باسداران بطهران وسیتصّدون بحزم لأي تهدید یعرّض أمن المواطنین للخطر».
وفی بیان أصدره مساء أول أمس على خلفیة استشهاد 3 من قوى الأمن الداخلي وتعبویین اثنین، قال «إن ضمان الأمن الراسخ والاستقرار الوطني الشامل بالبلاد الیوم قد أثار بشدة حفیظة الأعداء الخبثاء الذین عرضوا للخطر في مسرح الجریمة الأخیرة أموال وأعراض المواطنین للخطر».
وتابع، «إن الأمن الذي تتمتع به إیران في ظل الأوضاع المضطربة في المنطقة هي نعمة كبرى لم تتحقق بسهولة كي تتمكن أیة مجموعة خبیثة من استهدافها وإثارة مخاوف المواطنین الأعزاء في العاصمة أو مناطق أخرى من وطننا».
وأشاد بـ «الهمم والحكمة والدقة في العمل من قبل قوى الأمن الداخلي والتعبئة في إدارة هذه الفتنة ونجاحها في إحباط مؤامرة مثیري الشغب وضامري السوء للنظام والشعب الإیراني».