برلمان «كردستان العراق» يقرّ إرسال قوات إلى عين العرب
صوّت برلمان إقليم شمال العراق بالإجماع، أمس، لصالح إرسال قوات لمواجهة تنظيم «داعش» في مدينة «عين العرب» كوباني ، ذات الأغلبية الكردية، شمالي سورية قرب الحدود مع تركيا.
وجاء التصويت في جلسة استثنائية عقدها البرلمان، المؤلف من 111 نائباً، بحضور وزير البيشمركة جيش الإقليم ، تناولت الوضع في مدينة «عين العرب»، التي تتعرض منذ منتصف أيلول الماضي لهجموم من مقاتلي «داعش»، الذين دُحروا بعد سيطرتهم على أحياء من المدينة.
وفي سياق متصل، أكد النائب في برلمان إقليم شمال العراق عن قائمة التغيير والتجديد التركمانية، «محمد إلهانلي»، أنَّه سيتم اختيار نحو 200 عنصرٍ من البيشمركة المدربين على استخدام الأسلحة الثقيلة من أجل إرسالهم إلى مدينة «عين العرب».
وقال إلهانلي في فترة الاستراحة التي تخللت الجلسة المغلقة للبرلمان، إنَّ الهدف من إرسال الجنود هو تحقيق الدعم المعنوي واللوجستي في المدينة. وأضاف أن قسمًا من الأسلحة التي قدمتها الدول الغربية، سيتم إرسالها إلى كوباني عبر تركيا، مبينًا أن الأسلحة ستستخدمها قوات البيشمركة، وليس قوات الحماية الشعبية الكردية YPG .
وذكر النائب التركماني أن وزير البيشمركة، مصطفى سيد قادر، أكد في الجلسة المغلقة تنسيق رئيس الإقليم «مسعود البارزاني» الدائم مع الولايات المتحدة الأميركية وتركيا.
وعلى الصعيد الميداني، قصفت طائرات الولايات المتحدة وحلفائها موقعاً لتنظيم «داعش» شرق عين العرب ـ كوباني. وأفاد مصدر بأنّ اشتباكات عنيفة جداً تدور بين وحدات حماية الشعب ومقاتلي «داعش» الذين استخدموا السلاح الكيماوي ضد سكان المدينة الصامدة.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد أعلن أنّ دمشق قدمت الدعم العسكري واللوجستي لمدينة عين العرب وأنها ستستمر في ذلك.
وكانت رقعة الاشتباكات العنيفة في المدينة قد اتسعت بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومسلحي «داعش» مساء أول من أمس لتشمل الأحياء الجنوبية من المدينة. وقتل في المواجهات أكثر من عشرين مسلحاً من «داعش»، بينهم ضابط سعودي كان برتبة رائد قبل انضمامه إلى التنظيم، فيما أعلنت وحدات الشعب الكردي مقتل ثلاثة من عناصرها في تلك المواجهات.
وفي سياق متصل بالمعارك الدائرة في المدينة، أكد البنتاغون أن المقاتلين الكرد تلقوا معظم الأسلحة التي أسقطت قرب عين العرب وأنهم ما زالوا يسيطرون على القسم الأكبر منها.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في مؤتمر صحافي إن الفيديو الذي نشره داعش حول سيطرته على بعض هذه الأسلحة لا يزال قيد الدراسة، مشدداً على أن الوضع في المدينة هشّ بالرغم من سيطرة الكرد، ولا يزال قابلاً للتغيّر.
وبينما تحدثت معلومات عن دخول البيشمركة إلى الأراضي التركية بكامل معداتها وأسلحتها الثقيلة في طريقها الى المدينة، أكد نائب رئيس مقاطعة كوباني خالد بركل أنه لم يبلغ رسمياً بوصول دفعات البيشمركة إلى عين العرب.
إلى ذلك، نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريحات متلفزة عبور قوات البيشمركة إلى مدينة عين العرب ـ كوباني، وقال إن المشاورات بشأن ذلك ما زالت مستمرة.
من جهة ثانية، ندد أوغلو في كلمة له أمام البرلمان بالاحتجاجات التضامنية مع عين العرب. وقال «إن الحرية والأمن يجب أن يكونا متوازنين، متوعداً باتخاذ سلسلة خطوات للحفاظ على الأمن في البلاد».