«الخُوَذ البيضاء»… أصلها وفصلها مجموعة إرهابية خطيرة.. وهذه وظائفها
معن حمية
في كلّ يوم تتكشّف حقائق جديدة عن حجم التضليل الهائل الذي تمارسه الدول الغربية والأوروبية المنخرطة في الحرب الإرهابية ضدّ سورية. وما تكشّف حتى الآن، يؤكد أنّ قرار الحرب الكونية على سورية، مُتخذ عن سبق تخطيط، بهدف النيل من سورية موقعاً ودوراً وموقفاً.
مَن خطّط للحرب على سورية، ومَن نَفّذ هذه الحرب، ومَن جنّد الإرهابيين، ليست دولة عظمى بعينها، ولا مملكة الرمال، ولا إمارة الموز ولا سلطنة الإخوان ولا دولة الخرافة العنصرية، بل كلّ هؤلاء خطّطوا مجتمعين، ومعهم دول غربية كبيرة وصغيرة، وأخرى ناطقة بالعربية، ناهيك عن مؤسسات دولية وإقليمية وعربية وعشرات آلاف العناصر الإرهابية المتعدّدة الجنسيات.
ولأنّ عدداً كبيراً من الدول وأشباه الدول اجتمع على هدف إسقاط سورية وتدميرها، فإنّ أموالاً طائلة رصدت لتحقيق هذا الهدف، ولم يقتصر الأمر على تمويل المجموعات الإرهابية، ولا على الحسابات المفتوحة لشراء الأسلحة المتطوّرة لصالح الإرهابيّين، بل جرى فتح حسابات موازية، خصّصت للإعلام والفضائيات، ولمنظمات حقوق الإنسان غبّ الطلب، ولسائر المجموعات والمنظمات التي وُظفت في الحرب ضدّ سورية، ومنها مجموعة «الخُوَذ البيضاء».
في معظم جلسات مجلس الأمن الدولي، كان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري يتحدّث عن مجموعة «الخُوَذ البيضاء» وما تقوم به من فبركات ومسرحيات وأفعال شريرة، فمَنْ هي هذه المجموعة، ولمن تتبع وما هي طبيعة الدور الذي تؤدّيه؟
هي مجموعة تضمّ بضعة آلاف من العناصر الإرهابية السورية وغير السورية، والمئات من هؤلاء تلقوا دورات مكثفة في تركيا وفي غير بلد متورّط في الحرب على سوريةز وقد أنيط بهذه المجموعة دور «إسعافي» في مناطق سيطرة الإرهابيين، غير أنّ الدور الأساس كان فبركة الأحداث الكيميائية وتمثيل المسرحيات الإنسانية، وآخر تمثيلية، وليست الأخيرة، كانت في مدينة دوما.
بعد تحرير دوما، من قبل الجيش السوري، وإعلانه كلّ الغوطة الشرقية منطقة آمنة محرّرة، تمّ العثور خلال عملية التمشيط على مصنع ومختبرات لتصنيع السلاح الكيميائي، تحوي مكوّنات ذات منشأ غربي لإنتاج غاز الخردل والكلور، كما أنّ أطباء وأطفالاً ومدنيين ظهرت صورهم في مسرحية دوما الكيميائية كشفوا حقيقة ما حصل في السابع من نيسان، ونفوا وجود حالات تسمّم، وهي المزاعم التي استندت إليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للعدوان على سورية.
وعليه، تكون قد اكتملت الصورة البشعة لمجموعة «الخُوَذ البيضاء» بأفعالها السوداء، وبأنها واحدة من أخطر المجموعات التي من خلال فبركاتها ومسرحياتها تضع في يد مشغليها ذرائع للتصعيد والعدوان، وهذا ما يحصل كلما ضاق الخناق على الإرهاب.
الثابت أنّ «الخُوَذ البيضاء» مجموعة إرهابية خطيرة، تحصل على تمويل علني من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية واليابان وألمانيا والدنمارك وهولندا ومن مؤسسات ومراكز دولية، وتنفذ كلّ ما يطلب من قبل الرعاة والمموّلين.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي