الجعفري: حق سورية السيادي على الجولان المحتل لا يخضع للتفاوض.. موسكو تقدّم شواهد على زيف فيديو «القبعات البيضاء» الكيماوي
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن حق سورية السيادي على الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 لا يخضع للتفاوض أو التنازل وأن أرضها المحتلة وحقوقها المغتصبة يجب أن تعود بكاملها وعلى المستوطنين الصهاينة أن يغادروا الجولان عاجلاً أم آجلاً.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس، حول الحالة في الشرق الأوسط إن احتلال «إسرائيل» للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية وتشريد شعبها ومصادرة أراضيها وتوطين الغرباء فيها استناداً إلى عقيدة صهيونية تكفيرية هو إرهاب ما بعده إرهاب والأنكى من ذلك أن ازدواجية المعايير أصبحت سمة ملازمة لبعض أعضاء مجلس الأمن ممن يتشدّقون زيفاً بالدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة فيدعون إلى عقد اجتماعات هستيرية شبه يومية حول مسائل أخرى على أساس معلومات استخبارية زائفة يختلقونها بأنفسهم في الوقت الذي يتناسون فيه الحقيقة الواضحة بوجود احتلال صهيوني استيطاني بغيض منذ ما يزيد على خمسة عقود في فلسطين والجولان السوري وأجزاء من جنوب لبنان.
وجدّد الجعفري مطالبة سورية مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات الفورية ضد «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها وإلزامها بإنهاء احتلالها للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل والانسحاب منها إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وفقاً لقرارات مجلس الأمن ولا سيما القرارات 242 و338 و497 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
على صعيد آخر، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بشأن عملية أستانة للتسوية السورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي لها، أمس الخميس، إنه «قبل أيام عدة فقط كان السيد دي ميستورا في موسكو، وكانت لديه تقييمات مختلفة تماماً لعملية أستانة. وهذا يثير استغراباً لدينا».
وأضافت أن إدلاء المبعوث بتصريحات مختلفة في روسيا وأوروبا يثير تساؤلات: «هل يمكن أن يحدث شيء مماثل في جنيف، حيث يقال لممثلي الحكومة السورية شيء ولممثلي المعارضة شيء آخر».
وتابعت زاخاروفا: «ربما لهذا السبب تتعثّر العملية هناك منذ فترة طويلة». وأوضحت أن هذا افتراض فقط، لكن روسيا بالفعل استغربت إزاء مثل هذه التقييمات من قبل دي ميستورا بعد زيارته لموسكو.
وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قد قال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن عملية أستانة قد استنفدت طاقاتها، والمبادرة الروسية بلغت حدودها، على حد تعبيره.
في سياق آخر، أكد مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين أن روسيا على ثقة بأن ما حدث في مدينة السورية كان تمثيلية، مضيفاً أن بوسع روسيا إثبات زيف فيديو «القبعات البيضاء».
وقال شولغين خلال مؤتمر صحافي حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، عقد بمدينة لاهاي: «اليوم بوسعنا أن نثبت أن شريط الفيديو التابع لـ «القبعات البيضاء» عبارة عن تمثيلية، بالتالي لم يعُد أي أساس من الحقيقة لإشارات شركائنا الغربيين إلى أن هذه المادة بمثابة الدليل على وقوع هجوم كيميائي».
وأعاد المندوب الروسي إلى الأذهان أن شريط الفيديو المذكور أصبح الحجة الرئيسية في «ضرورة معاقبة السلطات السورية».
وأشار إلى أن روسيا كانت ولا تزال على ثقة من أن الادعاء باستخدام السلاح الكيميائي هو استفزاز، ولم يستبعَد وقوع استفزازات جديدة. وقال «إنّها ممكنة، لأن الأميركيين يهدّدون من جديد باستخدام القوة ضد سورية، لكننا لن نسمح بذلك».
ولفت شولغين إلى أن ممثلي الولايات المتحدّة وبريطانيا وفرنسا وعدداً من الدول الأوروبية الأخرى لم يحضّروا الاجتماع مع شهود العيان في لاهاي، مرجّحاً بأنهم «يخشون الحقيقة».
من جانبه، أكد نائب مندوب سورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غسان عبيد، أن كل الاتهامات الموجّهة إلى دمشق بشأن استخدام الكيميائي المزعوم مبنية على فبركات من قبل المنظمات التي تموّلها الدول الغربية.
وقال عبيد خلال المؤتمر إن «كل الاتهامات التي سيقت ضدّ الدولة السورية في مزاعم استخدام الكيميائي في دوما قامت بها الدول الغربية لتشويه صورة الجيش السوري الذي يحارب الإرهاب منذ سبع سنوات وبنيت على معلومات ما تسمّى جماعة «القبعات البيضاء».
وأشار الدبلوماسي السوري إلى أن بعثة بلاده في لاهاي أرسلت أكثر من 100 رسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول تخطيط المجموعات الإرهابية للقيام باستفزازات حول استخدام الكيميائي بهدف اتهام الجيش السوري.
وأوضح أن دمشق قدّمت معلومات محدّدة بالإحداثيات حول أماكن وجود مخازن الأسلحة الكيميائية لدى الإرهابيين.
وأشار إلى أن واشنطن ولندن وباريس لم تنتظر وصول بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي دعتها سورية للتحقق من مزاعم استخدام الكيميائي وشنت عدوانها على سورية لعرقلة التحقيق.
وذكر أن الجيش السوري عثر على مستودع كبير تابع للإرهابيين بعد مغادرتهم مدينة دوما، يحوي مواد كيميائية وسامة ومتفجرة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أنه لم يتم العثور على أي ضحايا أو مصابين أو آثار لاستخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما السورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أمس: «الضحايا التي تحدّث عنها السيد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والمصابون وآثار استخدام السلاح الكيميائي المزعوم، لم يتم العثور عليها حتى الآن».
وأضافت زاخاروفا أنه من المقرّر أن يعقد داخل مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي اجتماع مع سكان دوما، الذين سيطلعون ممثلي الدول الأعضاء على المعلومات «من المصدر الأساسي».
وأشارت زاخاروفا إلى أن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية زارت مدينة دوما مرتين، وأكدت أن روسيا تساعد البعثة فيما يخصّ ضمان أمنها.
وقالت إن «روسيا تنتظر من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقاً غير متحيّز في ملابسات ما حدث، وإصدار تقريرها بأسرع ما يمكن».
وتعليقاً على مؤتمر المانحين في بروكسل لدعم سورية، قالت زاخاروفا إن موسكو تعتقد بأنه «من الخطأ عدم توجيه الدعوة إلى الحكومة السورية لحضور المؤتمر». وأضافت: «من غير الواضح من هم الذين يحاولون مساعدتهم إن لم يجر ذلك بمشاركة دمشق الرسمية».
وشدّدت على ضرورة التواصل مع ممثلي الدولة المعينين بشكل مباشر أثناء مناقشة تقديم المساعدة لسكانها. واعتبرت أن دعوة مختلف المنظمات غير الحكومية لحضور المؤتمر غير منطقي.
وأضافت: «وبشكل عام يعتبر موقف بعض الدول التي تربط تقديم المساعدة لسورية بتغيير النظام الحاكم غير بناء».
ميدانياً، حقّقت وحدات من الجيش السوري تقدماً في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في منطقة الحجر الأسود، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى اجتثاث الإرهابيين بشكل كامل من جنوب دمشق.
وأفاد مصدر الحربي بأن وحدات الاقتحام في الجيش السوري تقدّمت من محاور عدة في منطقة الحجر الأسود باتجاه تجمعات وتحصينات إرهابيي التنظيمات التكفيرية وسيطرت على شبكات أنفاق وكتل أبنية في منطقة المعامل.
وأشار المصدر إلى أن وحدات الاقتحام في الجيش قضت خلال هذا التقدم على العشرات من الإرهابيين ودمّرت كمية من الأسلحة والذخيرة والعتاد الذي كان بحوزتهم.
ولفت إلى أن وحدات الجيش تنفذ عمليات دقيقة ومعقّدة بالتنسيق مع الرصد الجوي لتفكيك وقطع خطوط الإمداد والتواصل بين الإرهابيين في منطقة الحجر الأسود.
وأوضح المصدر أن عمليات الجيش العسكرية مستمرّة حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق، وبالتالي تأمين الأحياء المجاورة التي تتعرّض لاعتداءات بالقذائف من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الحجر الأسود ومحيطها.
وتمكّنت وحدات الجيش البرية خلال الأيام الماضية من كسر دفاعات التنظيمات الإرهابية وقطع العديد من خطوط إمدادها، بعد اشتباكات عنيفة سقط خلالها العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب، وتم تدمير العديد من آلياتهم ومقارهم بما فيها من ذخيرة وعتاد.