المسلسلات الاجتماعية السورية في موسم رمضان الحالي تعكس آثار الحرب… وأعمال البيئة الشامية تكسر النمطية المعتادة
رشا محفوض وشذى حمود
شكّلت الأعمال الاجتماعية الحضور الأكبر في موسم الدراما السورية للموسم الرمضاني الحالي، لتعكس آثار الحرب على سورية برؤى مختلفة، مع تسجيل عودة لأعمال البيئة الحلبية إلى الواجهة ضمن المسلسلات الاجتماعية السبعة التي تعرض على الشاشات.
وفي محاولة لكسر الطابع النمطي الذي اعتاد عليه المشاهد السوري وأيضاً المشاهد العربي لأعمال البيئة الشامية، جاءت أعمال الموسم الرمضاني الحالي متنوّعة بين ما هو مألوف، وبين كوميديا الموقف والفانتازيا.
إلى ذلك، يشهد الموسم الحالي ثلاثة أعمال كوميدية، من إنتاج القطاعين العام والخاص، بمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية، لتتنوّع ما بين الكوميديا السوداء والكوميدي الخفيف و«اللايت كوميدي».
الدراما الاجتماعية
العمل الأول وفي سابقة تعدّ الأولى في الدراما السورية، تجتمع 45 شخصية نسائية في مسلسل «وحدن» للمخرج نجدة إسماعيل أنزور وتأليف ديانا كمال الدين، وإنتاج «سما الفنّ الدولية للإنتاج الفنّي»، وهو من بطولة نادين خوري ولمى الحكيم وسحر فوزي ونهاد ابراهيم وتماضر غانم ولوريس قزق ومروان فرحات ومجد فضة وآخرين.
ويحكي العمل عن مجموعة نساء بقين وحدهن في قرية ريفية بعد مغادرة الرجال لها بفعل الظروف، فتغيّرت أحوال النساء بعد غياب الرجل والحماية، واضطررن إلى تحمل مسؤوليات إضافية وإيجاد حلول بسيطة من المتوفّر لديهن للبقاء في القرية.
ومن واقع الأحداث الحالية وبصورة غير مباشرة يأتي العمل الاجتماعي الثاني «فوضى»، تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وإخراج سمير حسين، وإنتاج «سما الفنّ»، حيث استخدم مسرحاً لحكاياته أحياء في مدينة دمشق تحوّلت بفعل الزمن إلى ما هو أقرب من العشوائيات لتنعكس حالة الفوضى على شخوص العمل وعلى علاقاتها الاجتماعية والاقتصادية.
و«فوضى» من بطولة: سلوم حدّاد، فادي صبيح، ديمة قندلفت، نادين تحسين بيك، عبد المنعم عمايري، أيمن رضا، هيا مرعشلي، حسام تحسين بيك وآخرين.
العمل الدرامي الثالث والذي يشكّل عودة للدراما الحلبية هو «روزنا» من تأليف وسيناريو وحوار جورج عربجي وإخراج الفنان عارف الطويل وإنتاج مؤسسة الإنتاج الاذاعي والتلفزيوني، ويعدّ المسلسل الأول الذي يصوّر في حلب بعد تحريرها على يد أبطال الجيش السوري من رجس الإرهاب.
والمسلسل يحكي عن معاناة عائلة حلبية اضطرها الارهاب للخروج من مدينتها والعيش في دمشق حيث تدور احداث العمل وهو من بطولة بسام كوسا، جيانا عيد، نادين تحسين بيك، ميلاد يوسف، عامر علي، أندريه سكاف، ناصر وردياني.
وظاهرة الهجرة غير الشرعية وآثارها على الشباب في ظل الظروف الحالية كانت حاضرة في العمل الرابع «وهم» إخراج محمد وقاف وكتابة سليمان عبد العزيز وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. وهو من بطولة: صفاء سلطان، محمد الأحمد، رامز الاسود، حازم زيدان، زهير رمضان، يحيى بيازي، عبير شمس الدين، زيناتي قدسية، وغيرهم.
العمل الخامس «رائحة الروح» من تأليف أيهم عرسان وإخراج سهير سرميني وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني. ويتطرّق إلى عدة مواضيع منها الفساد وممارساته وكيفية محاربته. إلى جانب تعدد وجوه بعض الناس وتبايناتها، مع قصص الخيانة والجشع. وفي المقابل هناك الحالة الإيجابية التي تتعلق بالناس وأرواحهم والعلاقة في ما بينهم.
يشارك في بطولة العمل كل من نجاح سفكوني، سلمى المصري، وفاء موصللي، فراس ابراهيم، وائل شرف، عهد ديب، جيانا عنيد، خالد القيش، وبشار اسماعيل.
العمل السادس «الغريب» من تأليف عبد المجيد حيدر وإخراج محمد زهير رجب وإنتاج شركة «قبنض للإنتاج والتوزيع الفنّي»، ويتناول قصة موظف يتعرض للظلم من أقرب الناس إليه، ويسجن على إثر ذلك. وبعد إطلاق سراحه يحاول الانتقام من أعدائه ويخوض قصص حبّ متعددة.
المسلسل من بطولة: رشيد عساف، زهير رمضان، رنا شميس، مرح جبر، بشار اسماعيل، جلال شموط، ميرنا شلفون، رنا أبيض، ليلى جبر وعلي كريم.
والعمل الأخير «شبابيك» من تأليف عدّة كتّاب سوريين بإشراف السيناريست بشار عباس وإخراج سامر برقاوي وإنتاج شركة «سما الفنّ الدولية»، ويتألف من حلقات منفصلة تناقش كل حلقة موضوعاً مختلفاً. ويشارك في بطولته عدد من نجوم الدراما السورية منهم: بسام كوسا، سلافة معمار، كاريس بشار، كندة حنا، فادي صبيح، عبد المنعم عمايري، أيمن عبد السلام وغيرهم.
أعمال البيئة الشامية
ثلاثة أعمال درامية للبيئة الشامية تُعرض في الموسم الرمضاني الحالي، أوّلها «حريم الشاويش» وتجري أحداثه أواخر حقبة احتلال العثمانيين لسورية، ويعتمد على كوميديا الموقف إلى جانب الحسّ الرومنسي والبوليسي بعيداً عن التطرّق إلى موضوع الزعامة الموجودة في معظم أعمال البيئة الشامية. حيث تتمحور الصراعات في المسلسل حول قضايا الناس الاجتماعية البسيطة والمعقدة في حلولها.
«حريم الشاويش» تأليف هاني زينة وإخراج أسعد عيد وإنتاج شركة «قبنض للإنتاج الفنّي». وهو من بطولة: زهير رمضان، عبير شمس الدين، أماني الحكيم، سعد مينا، محمد خير الجراح، أندريه سكاف، عبد الفتاح مزين، جيني إسبر، عاصم حواط، رضوان عقيلي، حسام عيد، دانا جبر، علي كريم، وآخرين.
ويعود مسلسل «عطر الشام» في جزئه الثالث بنقلة جديدة حيث يستعرض الأيدي الخفية الخارجية التي زرعت الفكر الإرهابي المتطرّف في منطقتنا. وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، وإنتاج شركة «قبنض للإنتاج الفنّي». وبطولة: رشيد عساف، صباح الجزائري، وائل رمضان، زهير رمضان، سلمى المصري، رنا أبيض، وفاء موصللي، قاسم ملحو، ليا مباردي، أمانة والي، مؤيد الخراط وآخرين.
العمل الثالث هو «وردة شامية»، وهو ذو الطابع الفانتازي، عن نصّ للكاتب مروان قاووق وإخراج تامر إسحق، وإنتاج شركة «غولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفنّي».
وتدور أحداث العمل المستوحى من مسرحية «ريّا وسكينة» حول سلسلة مغامرات الشقيقتين «وردة» و«شامية» المحفوفة بالأخطار وجرائم القتل، مع بعض المواقف الكوميدية حيث تمثّل «وردة» الأخت المتعجرفة التي تعيش مثل سيّدة في قصرها، و«شامية» التي تسعى إلى السفر. وتجسّد دورَي الشقيقتين كل من الفنانتين سلافة معمار وشكران مرتجى.
ويشارك في بطولة المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية منهم: سلوم حداد، علاء قاسم، نادين خوري، زهير رمضان، نادين تحسين بك، معتصم النهار، روعة ياسين، طلال مارديني، ضحى الدبس، سحر فوزي، جيانا عنيد، لينا حوارنة، وأيمن بهنسي.
كما تشهد الدراما السورية عودة للأعمال التاريخية عبر عدد من المسلسلات بينها «المهلب بن أبي صفرة» وتدور أحداثه حول حياة المهلب أحد ولاة العصر الأموي على خراسان، ونشأته وحياته وفترة حكمه. كما يركز العمل على القيم الداعية إلى نبذ العنف والتطرّف الديني، وإلى نشر التسامح بين الناس.
العمل من إخراج محمد لطفي وتأليف محمد البطوش وإنتاج شركة «إي سي ميديا برودكشن» وتلفزيون أبو ظبي. وهو من بطولة: معتصم النهار، ديمة قندلفت، فادي صبيح، خالد القيش، روبين عيسى، جلال شموط، محمد قنوع، عبد الرحمن أبو القاسم، يامن حجلي، سامر اسماعيل، وغيرهم.
الأعمال الكوميدية
يتربّع على عرش الأعمال الكوميدية، مسلسل «الواق واق» الذي يأتي استمراراً للشراكة بين مخرجه الليث حجّو والكاتب ممدوح حمادة، ضمن نوعية الأعمال التي تطرح تساؤلات حول آليات التفكير في منطقتنا وبنيتها الاجتماعية ضمن إطار من الكوميديا السوداء.
تدور أحداث المسلسل حول عدد من الشخصيات التي لا يمكن أن تلتقي في مكان واحد، ولكن القدر يجمعها في جزيرة، وينبغي عليهم أن يتكيفوا معاً من أجل البقاء على قيد الحياة، وأن ينتخبوا قائداً لهم لتيسير أمورهم.
وبعد أن قام فريق العمل بعملية مسح طويلة شملت الشواطئ السورية واللبنانية، اختيرت الشواطئ التونسية لتوفر الشروط التي تحقق فرضية العمل مع بداية أحداثه من غرق سفينة تقل مجموعة مسافرين قبالة إحدى الجزر النائية.
ويضمّ «الواق واق» الذي أنتجته شركة «إيمار الشام» على قائمة أبطاله كلّاً من الفنانين: رشيد عساف، باسم ياخور، شكران مرتجى، أحمد الأحمد، محمد حداقي، جرجس جبارة، جمال العلي، حسين عباس، شادي الصفدي، مرام علي، وائل زيدان، رواد عليو، أنس طيارة، نانسي خوري، ومن لبنان طلال الجردي.
أما شارة العمل فسجّلت بصوت الفنان العربي كاظم الساهر وهي من كلمات الشاعرة السورية سهام شعشاع وتلحين المؤلف الموسيقي طاهر مامللي.
والعمل الثاني «يوميات مختار»، تأليف محمود عبد الكريم وإخراج علي شاهين، ومن إنتاج مديرية الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وهو عبارة عن مسلسل اجتماعي معاصر، بطله رجل كهل «المختار» يجسّد شخصيته الفنان زهير رمضان، حيث يضطر للنزوح من قريته بعد سيطرة المجموعات الإرهابية عليها فيقدّم تعليقاته لما جرى معه وللأحداث التي تعصف بالمنطقة بقالب كوميدي خفيف.
والعمل الثالث «قسمة حبّ»، وهو مسلسل «لايت كوميدي» تجري أحداثه ضمن فندق يستقبل نزلاء غالبيتهم من المتزوّجين حديثاً، ويسلّط الضوء من خلال هذه الشخصيات على المواقف الطريفة التي تحصل بين النزلاء ومع إدارة الفندق الذي تملكه امرأة غريبة الأطوار اسمها «ذكريات»، وتعتمد في تعاملها مع من حولها بمن فيهم زوجها على دراستها الفلك والأبراج، ما يتسبّب بوقوعها في عدد من المواقف الكوميدية.
«قسمة حبّ»، إخراج عمار تميم، تأليف سليمان عبد العزيز، وهو من إنتاج شركة «شاميانا للإنتاج الفنّي»، ومن بطولة: صفاء سلطان، سام حنا، مالك محمد، يمان إبراهيم، كنان العشعوش، جرجس جبارة، تولاي هارون، جيني إسبر، عهد ديب، أسامة السيد، يوسف ودانة جبر، إضافة إلى مشاركة فنانين ضيوف من لبنان والعراق.