مختصر مفيد حزب الله في سورية

منذ قرّر حزب الله دخول الحرب في سورية يقيناً منه أن ما حُشِد لهذه الحرب يفوق طاقة الدولة السورية على المواجهة منفردة، وبأن نجاح هذه الحرب في تحقيق أهدافها يعني كسر ظهر المقاومة وتغيير وجه المنطقة، وأن إسقاط الحرب وأهدافها مهمة جليلة للمقاومة ترتبط مباشرة بالصراع مع إسرائيل ، وعين الإسرائيليين شاخصة نحو هذه المشاركة.

راهن الإسرائيليون بفرح شديد على الحرب في سورية لاستنزاف حزب الله وضرب معادلة توازن الردع التي أقامها، وحاولوا مراراً توظيف الحرب لضرب بنى ومقدرات للمقاومة واختبار قدرتها على مواصلة العمل بمعادلات الردع ولم يمتنعوا عن توجيه ضربات تستهدف منع الحزب من عمليات نوعية تستهدف الجماعات المسلحة منذ حرب القصير حتى حرب الغوطة.

اكتملت دورة الحرب في سورية بعنوان يعترف به الإسرائيليون علناً، الرئيس السوري والجيش السوري ينتصران، وما عاد بالإمكان فعل شيء لوقف هذا النصر، وحزب الله يخرج من الحرب أشدّ قوة ومعادلات الردع تزداد حضوراً وتماسكاً.

ليست قضية إسرائيل مقايضة الانسحاب من الحرب وارتضاء الهزيمة بقبول العودة إلى ما كان عليه الحال قبلها، مقابل انسحاب حزب الله. وهي تعلم كما يقول قادتها وخبراؤها أن ما بين سورية والمقاومة بات أعمق مما كان بكثير وأنه حيث يوجد الجيش السوري ستوجد المقاومة عند الحاجة.

الحديث عن انسحاب حزب الله من سورية بالنسبة لـ إسرائيل بحث عن حفظ ماء الوجه مع وحلِ الهزيمة.

ناصر قنديل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى