ماكرون وماي يؤكدان التزام إيران ويدعوان إلى التعددية القطبية ترامب يتوعّد بمزيد من العقوبات.. وظريف يتساءل متى ستتعلم الولايات المتحدة درسها؟

في اجتماع عقد أمس، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول «حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل» على هامش اجتماعات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكدت بكين بأنّ «طهران تفي بالتزاماتها النووية». كما أكدت باريس ذلك أيضاً، مشيرة إلى «وجود أزمة ثقة مع واشنطن في ما يخص الاتفاق النووي الإيراني وضرورة العمل في عالم متعدد الأقطاب خاصة في ما يتعلق بالأمن».

بدورها شدّدت موسكو على «ضرورة الحفاظ على خطة العمل المشتركة» في ما لوحت واشنطن بـ»مزيد من العقوبات».

ظريف

في هذا الصّدد، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أنّ الولايات المتحدة باتت في عزلة أثناء اجتماع مجلس الأمن الدولي حول عدم الانتشار».

وكتب ظريف في تغريدة على موقع «تويتر» في أعقاب اجتماع مجلس الأمن، أمس: «مرة أخرى استغلت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي، لكنها وجدت نفسها معزولة أكثر في انتهاكها خطة الأعمال المشتركة الشاملة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231». وتساءل: «متى ستتعلّم الولايات المتحدة درسها؟».

وانغ يي

بدوره، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، «إنّ إيران أوفت بالتزاماتها ضمن الاتفاق النووي»، مؤكداً على «حق أيّ دولة في إقامة علاقات اقتصادية معها».

وقال وانغ يي، في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، أمس: «إيران ما زالت تفي بالتزاماتها ضمن الاتفاق النووي»، واصفاً ذلك الاتفاق بـ «الناجح والمثالي».

وتابع وزير الخارجية الصيني: «من حق كل الدول أن تقيم علاقاتها الاقتصادية والمشتركة مع إيران وأن تحترم الاتفاق النووي».

لافروف

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ «مغادرة الولايات المتحدة الاتفاق النووي، من جانب واحد يعرض نظام عدم الانتشار للخطر، وخاصة في وقت لا تزال فيه طهران ملتزمة بجميع مسؤولياتها بموجب الصفقة، ما أكدته مراراً الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأبدى وزير الخارجية الروسي قناعة موسكو بـ»ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي»، مؤكداً أنّ «بلاده تعمل على ذلك بشكل نشط مع إيران والصين والاتحاد الأوروبي».

وحذّر لافروف من أنّ «انهيار الاتفاق قد يدفع إلى التصعيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط برمته، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ونظام عدم الانتشار بمخاطر ملموسة».

ولفت لافروف إلى أنّ «فشل الاتفاق النووي كان سيضر بالجهود المبذولة في سبيل تحقيق التفكيك النووي في شبه الجزيرة الكورية»، مؤكداً «تأييد موسكو لهذه المساعي».

وأشار لافروف إلى أنّ «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شهدت في الآونة الأخيرة حالة من التدهور»، محذراً من «محاولات منح الأمانة الفنية للمنظمة صلاحيات تنفيذية».

كذلك، ندّد الوزير بـ»تصاعد الخطاب المعادي لروسيا بخصوص قضية سكريبال»، مشدداً على أنّ «هذه الاتهامات لا تستند إلى أيّ أدلة، بينما لا تزال لندن ترفض دعوات موسكو لعقد تحقيق مشترك في التسميم المزعوم لضابط الاستخبارات الروسية السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية في 4 آذار الماضي».

وذكر لافروف أنّ «رفض الحكومة البريطانية للتعاون في القضية يدفع إلى استنتاجات بأنه ثمة لديها أسرار تسعى إلى إخفائها».

وأشاد لافروف بـ»قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم»، مؤكداً أنّ «هذه الخطوة جاءت في وقت مناسب».

ولفت لافروف إلى أنّ «التعاون بين روسيا والولايات المتحدة كأكبر دولتين نوويتين في العالم يحظى بأهمية استثنائية بالنسبة للحفاظ على نظام عدم الانتشار».

ماكرون

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «التزام إيران بالاتفاق النووي في الوقت الذي تطفو على السطح أزمة ثقة بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق».

وقال ماكرون «إيران مستمرة بالتزامها بخطة العمل المشتركة الاتفاق النووي لكن أزمة ثقة تطفو على السطح بعد انسحاب الولايات المتحدة».

وأضاف ماكرون «هدفنا واحد وهو ألا تصل إيران لقنبلة نووية وأن تستخدم النووي لأغراض سلمية»، متابعاً «إدارة أزمة إيران تحتاج إلى استراتيجية طويلة الأمد وليس فقط عقوبات».

وقال ماكرون «واجبنا ومسؤوليتنا هو تعزيز نظام حظر الأسلحة النووية والكيماوية وهذا النظام مهدّد اليوم».

وجدد ماكرون دعوته لـ»توسيع الاتفاق النووي الإيراني ليشمل مرحلة ما بعد 2025 والبرنامج الباليستي ونشاط إيران في المنطقة».

وأضاف الرئيس الفرنسي «يجب أن نبني استراتيجية طويلة الأمد لحل الأزمة التي لا يجب أن تقتصر على العقوبات».

وفي رسالة غير مباشرة للولايات المتحدة، قال ماكرون «يجب أن نتبع سياسة تعددية الأقطاب عندما يتعلق الأمر بالأمن».

وفي ما يتعلق بكوريا الشمالية قال ماكرون «إنّ مجلس الأمن الدولي كان موحداً لكن يجب ألا ننسى أن كوريا الشمالية ما زالت تشكل تهديداً نووياً وباليستياً وفرنسا تنتظر إجراءات جدية من بيونغ يونغ».

وشدّد ماكرون على «ضرورة الحوار مع بيونغ يانغ على أن يترافق هذا الحوار مع تطبيق صارم للعقوبات».

وحذّر ماكرون من «التهديد الكوري الشمالي». كما حذّر من «انتشار السلاح الباليستي في الشرق الأوسط»، قائلاً: «في الشرق الأوسط يتم تقديم مساعدات باليستية لحزب الله والحوثيين وهذا تطوّر خطير يجب وضع حد له».

وأخيراً، قال ماكرون: «إنّ بلاده ستعمل بلا كلل على تأمين وحدة مجلس الأمن حول هذه المسائل وبأنّ فرنسا تدعو لاستكمال التعاون الدولي».

ماي

فيما دافعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن «الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني»، معتبرة إياه «أداة فعالة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي».

وقالت ماي خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول عدم الانتشار، «إنّ خطة الأعمال المشتركة الشاملة لا تزال أفضل أداة تمنع إيران من تطوير السلاح النووي، ونحن ملتزمون بالحفاظ على خطة الأعمال طالما تلتزم إيران بتعهداتها بالكامل».

ومع ذلك أضافت ماي أنّ «الجوانب الأخرى من سياسة إيران، وخاصة نشاطها المزعزع للاستقرار في المنطقة والمحاولات المستمرة لتطوير قدرات برنامجها الصاروخي، لا تزال تثير قلقاً جدياً».

كما وجهت ماي انتقادات لروسيا، معبرة عن «أسفها» لما وصفته بـ «مواصلة روسيا عرقلة أداء مجلس الأمن لمهامه» في ما يخص نشاط بعض الدول لنقل تقنية الصواريخ وتقنيات عسكرية أخرى، متهمة إيران بـ»نقل هذه التقنيات إلى حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن».

وأعربت ماي عن أملها بأن «تنضم روسيا إلى الإجماع الدولي على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية»، حسب قولها. وجددت اتهاماتها لـ»السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، والاتهامات لروسيا بتسميم رجل الاستخبارات والعميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في سالزبوري».

ترامب

فيما اتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، النظام الإيراني بـ»نشر الإرهاب»، محذراً من «فرض بلاده عقوبات إضافية أقسى من السابقة على إيران».

وقال ترامب خلال جلسة مجلس الأمن التي ترأسها وتناقش نزع الأسلحة النووية، أمس: «إنّ النظام الإيراني رأس حربة في انتشار الإرهاب»، مضيفاً: «هذا النظام لا يجب أن يسمح له بحيازة السلاح النووي».

وأعلن ترامب أنّ «الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على إيران أقسى من السابقة لمواجهة سلوكها الخبيث».

من جهة أخرى، أعرب ترامب عن «تقديره للدول التي تدخلت لمنع انفلات الحرب في إدلب، مما أدى إلى حماية ثلاثة ملايين شخص يعيشون فيها».

وقال ترامب: «أود أن أشكر إيران وروسيا وسورية لإبطاء وتيرة الاعتداء على إدلب حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص».

وتابع ترامب أود أن: «أشكر كذلك تركيا على تجاوبها للتحرك وإنقاذ حياة المدنيين في إدلب».

وقال ترامب بوقت سابق في مؤتمر صحافي مشترك مع أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، في واشنطن، «الولايات المتحدة ستكون غاضبة للغاية، إذا وقعت مذبحة في مدينة إدلب السورية، الوضع محزن هناك فهي محاصرة، ومحاطة بكثير من الأشخاص، وفي داخلها 3 ملايين شخص بريء، العالم وأميركا يتابعون عن كثب».

وجدّد الرئيس الأميركي، أول أمس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التأكيد على أنّ «بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية»، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنّ «الولايات المتحدة تتطلع لتحقيق علاقات جيدة مع إيران»، مشترطاً بأنه «لن يلتقي بمسؤولين إيرانيين إلا إذا غيروا نهجهم السياسي».

وكانت الولايات المتحدة قد عرضت على إيران «مفاوضات جديدة»، تشمل برنامجها للصواريخ الباليستية وبرنامجها النووي بحسب مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن «إيران برايان هوك»، الذي أوضح أن «الاتفاق الجديد الذي تأمل أميركا إبرامه مع إيران لن يكون اتفاقاً شخصياً بين حكومتين، مثل الاتفاق الأخير»، مشيراً إلى «مساعي إبرام معاهدة جديدة».

وكانت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، قد أعلنت الاثنين الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، «أنّ الدول الأوروبية الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني سوف تؤسس الآلية الخاصة بغية تسهيل التجارة مع إيران».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى