ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
الأمين لبيب ناصيف: سيرة ومسيرة 4
في آخر يوم من كل عام، على موظفي المصارف أن يكونوا في مصارفهم لإنهاء حسابات الزبائن. كنتُ توجهت صباحاً إلى بنكو دي روما حيث كنت موظفاً في قسم القطع الأجنبية Change . عندما عدت ظهراً، وجدت والدتي، وصهري وباقي أفراد العائلة يستقبلونني بلهفة عند اعلى الدرج الموصل الى الطابق العلوي حيث نقطن.
خير إنشاء الله ؟
– ما عرفت بالانقلاب ؟!
لأ .
ورووا لي ما تذيعه وتتناقله الإذاعات .
مدير للمديرية وليس لي أي علم بالأمر! ماذا أفعل؟ توجهتُ إلى مركز الحزب في شارع بلس، ثم إلى مكتب منفذية بيروت، شارع السادات، فإلى منزل رئيس الحزب الأمين الدكتور عبدالله سعاده، لا أحد، حتى ولا قوى أمن في تلك الساعات من ظهيرة يوم الأحد 31/12/1961.
اتصلت برفقاء المديرية. أحدهم أفاد أنه كلف يوم السبت 30/12/1961 بنقل أسلحة في سيارته. إنما لم يُطلب إليه أي أمر آخر، صارحني أن رفقاء آخرين من المديرية، ومن وطى المصيطبة، كانوا أيضاً بسياراتهم ينقلون أسلحة.
وضعتُ ما لدي من بريد حزبي، وما كنت أحتفظ به من صحف ونشرات حزبية، في «تتخيتة» المنزل تحت القرميد، ورحت أجول على رفقاء المديرية طالباً إليهم، في حال تمّ اعتقال أي رفيق، أن يكتفي بإيراد أسماء الرفقاء المعروفين حزبياً، وأن لا يأتي على ذكر أسماء رفقاء آخرين كانوا انتموا حديثاً. ذلك أن الرفيق عند اعتقاله لا يمكنه أن ينفي معلوماته كلياً، إنما أن يخفي ما أمكن، مقابل أن يقدم معلومات لا تضرّ ولا تسبب أذى لرفقاء.
وبالفعل فإن الرفقاء الذين تمّ اعتقالهم كانوا من الرفقاء المعروفين حزبياً في المصيطبة، كالرفيق رامز سري الدين، فيما لم يلاحق ولم يعتقل رفقاء آخرون كانوا انتموا قبل أشهر قليلة من الثورة الانقلابية.
بدوري تابعتُ عملي في المصرف كأن شيئاً لم يكن، إلى أن حضر إلى منزلنا ذات يوم، رجال من «الأمن المشترك» فساقوني بلطف إلى ثكنة الأمير بشير. لم أعلم سبب لطفهم وحسن معاملتهم، حتى أثناء التحقيق في الثكنة، إلا بعد خروجي من توقيف لم يطل أكثر من خمسة أيام، ذلك أن الوزير فؤاد بطرس، توسط «لابن ايلان»، فلم يُضرب ولم يُهن ولم يتمّ سوقه مخفوراً إلى الثكنة . اذكر من بين الرفقاء الزملاء في القاووش الامين يوسف قائدبيه، والرفيق سليم بتلوني 20 الميسور مالياً، المرفّه، رئيس القسم في بنك سوريا ولبنان، الهاوي للموسيقى والصيد والأكل الطيب. كم كان ظريفاً ذلك الصباح عندما تناول حبة الراحة مع البسكويت الترويقة والتفتَ إليّ: يلا يا لبيب صار النا زمان ما أكلنا «كنافة».
خرجتُ من الثكنة وعدت إلى بنكو دي روما، لم أحاسَب ولم يُـتخذ بي أي قرار. فالاعتقالات شملت عشرات الالاف، لذا اقتنعت الإدارة أن اعتقالي كان خطأ، والدليل أني أمضيتُ في الاعتقال أقل من أسبوع.
إنما، بعد أسبوع، كنتُ ورفقاء في المصارف، نلتقي من أجل تنظيم الجباية بما أمكن، وترتيب عملنا الحزبي في تلك الظروف الصعبة. كان عدد الرفقاء في المصارف كبيراً، وكانوا يتمثلون برفيق في النقابة التي كانت من أقوى النقابات في ذلك الحين وعلى رأسها المرحوم كبريـال خوري، الذي بدوره كان رئيساً للاتحاد العمالي العام.
الرفيق «رفعت عسيران» 21 مثّــل الحزب لسنوات، وعندما غادر إلى لندن حلّ محله الرفيق المرحوم مأمون منصور 22 .
من النادر جداً أن نجد مصرفاً في تلك الفترة لم يكن فيه رفيقاً، أو أكثر، أذكر منهم: وليد عكاوي في البنك البريطاني، جورج بشور وجميل مكارم في بنك مصر لبنان، نظير مهدي، سمير جواد، أمين ومأمون منصور في بنك بيروت الرياض، عواد أبو اسماعيل، يوسف وعارف عبد الصمد في بنك بيروت والبلاد العربية، إيلي حلاق في تشيز منهاتن بنك، رشيد حداد في البنك العربي، رفعت عسيران، نبيل زيدان، جوزف شكر، فضل الله صوايا، نديم صالح وغيرهم كثيرون .
كنتُ شعرت بشوق لأن أتحدث إليه وأتفقده بعد أن كان أجرى عملية بسيطة في عينه: اتصلتُ هاتفياً بمنزله في «الطريق الجديدة».
– وين محمود ؟ سألتُ شقيقته التي تناولت سماعة الهاتف.
وسمعتُ صراخاً لا جواباً .
ونزل عليّ الخبر كصاعقة تفجّرت في اللحظة، ورحتُ أبكي، اتصلتُ بصديقه ورفيقه وزميله في العمل، الياس عوض، وعرفت أنه مات من نقطة دم «دوارة» .
ذلك الرياضي، بطل لبنان في القفز إلى الماء، والمشارك في دورات عربية، السباح الماهر، الطويل القامة، الجريء، العريض المنكبين، القومي الاجتماعي حتى أعماق أعماقه، الرفيق محمود شبارو 23 ، نخسره هكذا وهو في ريعان شبابه، وفي عزّ نشاطه وفوران إيمانه.
كان موظفاً في شركة طيران الشرق الأوسط، لا يهاب أحداً ولا يتردد عن إبراز هويته الحزبية أمام أحد. عام 1960 1961، وهو القاطن «الطريق الجديدة»، كان يحمل جريدة «البناء» علناً في باص الشركة المتوجه به وبزملائه إلى المطار. لم يتخلف يوماً عن اجتماع، أو عن واجب، اريحي، صادق، محب. غيره كان في الاحتفالات يصفق الكف على الكف، أما هو فكفه الثانية أقرب جدار إليه، وما كان يتعب ولا تتعب يداه.
أعددنا له مأتماً رغم كل الوضع الذي كان يواجه القوميين الاجتماعيين في تلك الفترة من العام 1962. سرنا من منزله في الطريق الجديدة إلى جبانة الباشورة، وأمام المشيعين أكاليل من زهر يحملها رفقاء. وقبل أن يوارى الثرى ألقى الرفيق في حينه، رؤوف أبو زكي كلمة باسم رفقائه، وبكيناه كثيراً .
– بدي شوفك .
– أهلاً وسهلاً .
في صالون المنزل جلستُ مع الرفيق عبد الرحمن النويري 24 ، تحدث، وأصغيتُ .
– شو ؟
– مستعد .
بعد أيام كنتُ أنتظر في محله المجاور لسينما «أمير» بناية العسيلي الكبيرة القائمة حالياً في الساحة المعروفة بـــــ عالسور مرور أحد الرفقاء. وصل بعد لحظات، عرّفني عليه.
اصطحبني صامتاً إلى مقهى في شرقي ساحة الشهداء، تحت مقهى الباريزيانا، دخلتُ، كدت أخرج لو لم يمسك الرفيق بيدي:
– ما عليك .
كيف «ما عليك» والمقهى غير شكل، الضوء أحمر خافت والداخلون إليه، والخارجون، رجال وشبان.
تابعتُ السير مع الرفيق إلى حيث يجلس رفيق لا أعرفه. معتدل القامة، قوي البنية، أربعيني.
– تحيا سورية .
– تحيا سورية .
وجلستُ، نظر إليّ مبتسماً وقال: اسمك كبير.
وحدثني، كما كان فعل الرفيق عبد الرحمن النويري، إنما بتفصيل أكثر، وانتهى قائلاً:
– أنت اسمك طانيوس، مسؤول بيروت، وعضو في المفوضية العامة.
صمتُّ، أفكر. هل يصح أن أعتذر، أن أشرح له وضعي في المنزل، وفي العمل؟ بقيت صامتاً، رغم اني قبلت.
ذلك المكان يعرفه عدد قليل من الرفقاء الذين نشطوا في تلك الفترة الصعبة، لقد اختاره مفوض عام لبنان الرفيق جوزف رزق الله الرفيق الأربعيني الذي التقيت به بعيداً عن الشبهات. الرفيق عصام البابا 25 ، الذي تحرك جيداً وتولى مسؤولية «الشمال»، يعرفه، فكم من مرة ومرة التقينا في ذلك «البار» نحكي في العمل الحزبي، فيما رواد آخرون يتحدثون في أمورهم الأخرى.
لم تكن منفذية بيروت تلك التي نعرفها اليوم، فقد كانت تمتد إلى مناطق برج البراجنة والحدث واللويزة والحازمية وبعبدا مروراً بالشياح والغبيري.
الرفيق الذي انتظرني في محل الرفيق النويري أسميته «أحمد»، استمر الرفيق «أحمد» ما يقارب النيف وسنتين وهو يتردد إلى منزلنا. جاء أحمد، اتصل أحمد، راح أحمد، وبقي أحمد أحمداً إلى أن اعتقل. وضحكت والدتي: يا ملاعين. أحمد، إيه؟ فالرفيق توفيق الحايك، فضحه الاعتقال .
في تلك الشقة الصغيرة الكائنة في الطابق الأرضي من البناية قرب سينما «كوليزيه»، كنا نلتقي. لا يمكنني أن أنسى ذلك المشهد الذي حفر في ذاكرتي عند دخولي الشقة لأول مرة لحضور الاجتماع. كان أحد الرفقاء يحتل السرير بكامله طولاً وعرضاً وما تبقى منه يفيض خارج السرير. عرفت بعد ذلك أنه مسؤول الجبل «كابي»، الأمين جبرائيل عون 26 .
والتقينا مجموعة رفقاء لا يعرف أحدنا الآخر، «كميل» اجتمعت به كثيراً. كان مسؤول البقاع. هادئ، رصين، أخلاقي. حدثنا مرة عن اعتقال وسجن الرفيق سعد التيني 27 لمدة عام. التهمة إيصال أموال إلى أسر رفقاء في منطقة زحلة، وتوزيع مناشير لحزب ممنوع. وقت طويل مرّ وكميل هو كميل، لا «شفيق» كما عرفت لاحقاً، ولا الأمين شفيق راشد من قب الياس الذي غادر إلى أوتاوا وفيها وافته المنية. كم كنتَ رائعاً يا أمين شفيق، وعياً وإيماناً وصلابة وتفانياً وأخلاقاً 28 .
ويحدثنا الرفيق ناصيف 29 عن بطرس، راح بطرس وجاء بطرس، من هو بطرس ؟
وصدف أن التقينا وتصادقنا، وعرفتُ فيه الرفيق الجريء، المؤمن، الذي كان يدور في أزقة وطرقات النبعة وبرج حمود لإيصال أموال أو لإبلاغ أوامر وتعليمات .
وتحوّل بطرس إلى أن يكون الرفيق غطاس الغريب 30 ، وليتولى مسؤولية منفذ عام المتن الشمالي، ومسؤولاً عن مكتب المطبوعات في المركز وغيرها من مسؤوليات، والرفيق الجاهز لكل عمل وواجب.
في تلك الشقة الصغيرة المقفلة، تنتشر سحب الدخان وتمتلئ المنافض، وتحمّر عيناي فأخرج بعد انتهاء الاجتماع الماراتوني الطويل، بات رأسي رأسين.
– على بالك صحن فول ؟
– يلاّ .
وأذهب مع الرفيق جوزف رزق الله في ساعة متأخرة ليلاً إلى مطعم مروش، المكوّن من طابقين صغيرين جداً، القريب من مطعم الأوتوماتيك قرب بلدية بيروت حالياً فنلتهم صحنين من الفول، قبل أن أتوجه إلى الطرف الشمالي من ساحة البرج حيث تصطفّ سيارات الأجرة إلى المصيطبة ليلاً، بعد أن تكون اتخذت موقفها في شارع المعرض نهاراً .
وصباحاً إلى البنك، ويبدأ توافد الرفقاء ومعهم الاتصالات الهاتفية. الرفيقة جيزيل رزق الله 31 الموظفة إلى جواري كانت تضحك كلما وجدتني أدخل إلى غرفة الاستقبال مع رفيق آت بعد أن كنت ودعت منذ لحظات رفيقاً كان أتى.
لو لم أكن موظفاً مجتهداً، ودقيقاً في عمله، ومحبوباً من قبل الإدارة والموظفين، لما كان ممكناً أن أستمر لحظة واحدة، خاصة بعد ان أدرك الجميع هويتي الحزبية، وشعروا أن لي مسؤولية لكثرة عدد الرفقاء الوافدين، ولكثرة الاتصالات الهاتفية .
وانتقل ليل نهار من سيارة اجرة الى اخرى. من مقهى الى مطعم. من مكان الى آخر. في الشياح، الرفقاء أحمد فرحات، عباس الحاج، الدكتور حسن المصري، سعيد الخنسا 32 ، في برج البراجنة الرفيق إبراهيم الدرسا. الرفيق إبراهيم عدلوني، في الحدث الرفقاء جورج جدي 33 ، ادمون صادر 34 ، ساسين الديك الشهيد لاحقاً ، في فرن الشباك، وعين الرمانة الرفقاء سمير أبو نادر 35 ، سمير أبو ناصيف 36 ، ادمون لطيف، غسان الحايك 37 ، في اللويزة الرفيق نعيم نوار 38 ، في الحازمية الرفيق ملحم غاوي 39 ، في بيروت: الرفقاء رشا بحري 40 ، بدري عبلا 41 ، ادمون بركات 42 ، نظير مهدي 43 ، سمير جواد 44 ، مأمون منصور، عبد المسيح طرزي الأمين ، أنطون أبو ديب، عبدالله ورد 45 ، فايز حلاوي 46 ، نبيل فخران 47 ، طوني نصر 48 ، دياب حمدان 49 ، نسيب تيماني 50 ، و… و…
ولا أنسى أيضاً الذين تولوا المسؤوليات ولم يتخاذلوا، في بيروت والمناطق، الرفقاء: غسان الأشقر، غسان عز الدين، جمال فاخوري، هنري حاماتي، عاطف ضو، أنطون غريب، خليل فارس، كمال الحلبي، إيلي نصار، خليل غنام، ماجد ناطور، شكيب أبو مصلح، محمد جبلاوي، بهجت الحلبي، وجميعهم منحوا فيما بعد رتبة الأمانة وكتبتُ عن البعض منهم 51 ، رفعت عسيران 52 ، عبد اللطيف غلاييني 53 ، أنطون داغر 54 ، يوسف المسمار 55 ، عصام البابا، صباح قبرصي، إميل رياشي، ميشال الآغا 56 ، جان داية الباحث المعروف ، ميشال زكاك 57 ، سهيل عبد الملك 58 ، متى سلامة 59 ، الياس الديري الاديب والصحافي المعروف ، فريد صوايا 60 ، زكريا لبابيدي.
بل كيف أنسى القلعتين القوميتين في أصعب الظروف، ودائماً، الأمين عبدالله محسن، والأمين الياس جرجي، ثم ينضم إلى العمل الحزبي، وقد خرجوا من الأسر، الأمناء كامل حسان، خليل دياب، سليم متري، فؤاد ذبيان، سليمان الصايغ، أنيس جمال، والرفقاء المناضلون نقولا حلاق، الياس الشيتي وعادل اندراوس شقيق هدى شوقي خير الله .
لا شك أنه يفوتني ذكر العديدين فأعتذر من كل من سقط اسمه سهواً. فالذين تولوا المسؤوليات في تلك السنوات او تجاوبوا مع الدعوة التنظيمية، كانوا كثر ومن النوعية الجيدة، فما وجلوا ولا تراجعوا رغم أنهم كانوا استمعوا إلى أخبار الفظائع تُـرتكب في ثكنة الأمير بشير، وعرفوا بما ينتظرُ كل من يُـعتقل بتهمة العمل لحزب ممنوع .
ترى كم مرة استعد رفقاء وهم يتابعون مجريات المحاكمة، للقيام بأعمال انتقامية، .. كم مرة اشتروا ووضعوا الأدوات في أمكنة أمينة، واستعدوا، .. كم مرة كان الرفقاء بالعشرات ينضمون إلى عائلات الرفقاء الأسرى، المجتمعة أمام قصر الأونسكو، في أيام المحاكمة، كما في أيام الاعتصامات والاضراب عن الطعام، وكم مرة كان الرفقاء يواكبون أمهات وزوجات وشقيقات الرفقاء الأسرى في تحركهّن وفي اعتصامهن في «بكركي» عندما كان البطريرك المعوشي يستقبلهن باهتمام ويستمع إليهن، ويتحرك وقد رأى الحقيقة.
عن هذا نأمل أن يكتب الأمين بهجت الحلبي، «ميشال» كما كان اسمه في فترة العمل السري، ثم «أبو الوليد»، عندما راح يتولى تدريب الرفقاء في مخيمات الحزب، بدءاً من «مخيم صنين». كذلك عن المهمات التي كان يكلّفه بها الرفيق جوزف رزق الله، وإحداها تأمين انتقال المفوض العام الرفيق جوزف إلى الأردن دون أن يمرّ على نقاط الحدود ، كي لا يوقف ويقاد إلى السجن.
ومثله الرفيق إميل رياشي وقد كان ينقل الرسائل الحزبية من وإلى عمان، ولاحقاً إلى الرئيس المؤقت في دمشق، الامين عصام المحايري. ومثلهما أيضاً الرفيقة جيزيل رزق الله، ولم تكن تتجاوز الخامسة عشر من عمرها. ولا أغفل ذكر الرفيق رفعت عسيران، وكم مرة توجه إلى الأردن، وفي إحداها كان حاضراً لقاء الأمين عيسى سلامة، من الإدارة العامة المؤقتة، مع مفوض لبنان الرفيق جوزف رزق الله.
بالرغم من كل الظروف الضاغطة فإن الانتماءات لم تتوقف، وقد شهدت فروع الحزب، في المناطق كما في الجامعات والثانويات انتماء العديد من المواطنين. هنا يستحضرني الرفيق طوني نصر كمثال، ليس فقط بالنسبة للانتماءات، إنما عن فعل العقيدة في النفوس الحية.
كانت عائلة طوني نصر، المعروفة بالبسكنتاوي، تقطن في بناية ابن عم الوالد، المرحوم الياس حبيب ناصيف في شارع بيضا. شاب قبضاي، أزعر في اللغة الدارجة، مشكلجي، جريء، ذكي، «بلع» في طفولته جهاز راديو فتحوّل منذ ذلك الحين إلى راديو لا يتوقف عن البث. حجته قوية، لسانه مليون. يخافه أترابه، ويتجنبه أولاد الحي فلا يمرّون أمام بيته في شارع بيضا، إلا عند الضرورة .
وأعجِـب الشاب طوني نصر بمواقف القوميين الاجتماعيين في السجن، فرغب أن يتعرّف على الحزب. اتصل اولاً بالرفيق رامز سري الدين، المقيم الى جواره في شارع بيضا، فأشار إليه ان يتصل بي، ففعل. قصدني إلى المنزل، استقبلته، قعدت معه. تعددت اللقاءات، فاقسم. «الأزعر»، بلغة الحي أضحى طوني نصر آخر. بات يُحكى عنه، ويشار إلى الحزب الذي يصقل النفوس ويجعل أعضاءه يرتفعون .
راح الرفيق طوني نصر يقوم بالكثير من المهمات. فهو لا يهاب خطراً ولا يتردد أمام أي عمل يفيد الحزب. وراح لسانه المذياع يحكي عن العقيدة القومية الاجتماعية، لا عن «سباق الخيل» وقصص المراهقين. بات أصدقاؤه الكثيرون أصدقاء للحزب. وتحّول الرفيق طوني نصر إلى قطب في دائرة أهله وعائلته ومحيطه. إلا أنه غادر إلى استراليا ليتابع هناك عمله الحزبي ونشاطه، ومنها، إلى مغترب آخر .
الجاهل لتلك الحقبة يتراءى له أن الحزب انزوى، والرفقاء تواروا، وأن الرفقاء الأسرى تُــركوا لمصيرهم. لا شك أن الرفقاء خارج الأسر كان يجب أن يفعلوا أكثر، إنما هم نشطوا في مختلف المنفذيات وتولوا المسؤوليات، ونظموا الفروع، واهتموا قدر المستطاع بعائلات الرفقاء الأسرى، رغم كل أعين المكتب الثاني وكل ما كان ينتظرهم، وهم عارفون.
في الأشهر التي تلت الثورة الانقلابية وفيما الرفقاء يقبعون في معتقل «الأمير بشير»، كانت الرسائل الحزبية تخرج وتدخل بفضل محامين، لم يكن المحامي أسعد الشمالي والد الرفيق الشهيد فؤاد وحيداً بينهم، وكانت الرسائل تصل إلى عمان حيث «الإدارة العامة المؤقتة» التي تولت مسؤولية القيادة في الحزب، ومنها إلى المفوضية العامة في لبنان، كما إلى معتقل الأمير بشير، وكل منها تحمل اسماً رمزاً، وكانت الاتصالات متواصلة مع الرفقاء في المناطق. كم مشى الرفيق «أحمد» سيراً على أقدامه، وكم استقل الباصات، وكم كتب التعليمات على ورقة علبة سجائر «البافرا» الشفافة وأدخلها في ربطة عنقه، قبل أن يربطها فتضيع الورقة في أي مكان حول رقبته، كم وكم.
هنا لا بد ان اذكر بتقدير واعجاب التحرك الحزبي الناشط الذي كان يقوم به كل من الرفيق ملحم غاوي في اوساط الطلبة، الرفيق كمال الحلبي الامين لاحقاً في بداية الستينات في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، والمواطن في حينه انطون داغر الذي كان يتحرك كمسؤول حزبي فيما هو لم يكن انتمى الى الحزب.
عن ذلك سنحكي لاحقاً.
ونحن إذا تحدثنا عن دور الرفقاء، إلا أننا لا نغفل الدور الناشط والجريء الذي قامت به أمهات وزوجات وشقيقات، كما أشقاء الرفقاء الأسرى، إن على صعيد الاتصالات مع المحامين، أو مع أركان الدولة، أو مع الفعاليات السياسية والدينية، والمراجع الحقوقية، هو دور يجدر أن يكتبه كل من شارك فيه ونشط وتحرك، لئلا يضيع جهد مميز على مدى سنوات، ومرحلة هامة من مراحل العمل الذي تحقق خارج الأسر .
نسجل باعتزاز ما قامت به الرفيقات والمواطنات رؤوفه الأشقر، أمل الأشقر الهبر، ماري بربر جريج، ليلى رعد الأمينة لاحقاً ، نبيلة خوري، ماغي نصر بعلبكي، شاهينة عز الدين رحال، ليلى ابو عبيد، نازك عزالدين، وداد كنعان، عفيفة عبيد، الدكتورة مي سعاده، ميشلين الاشقر، انطوانيت حداد وإلى جانبهن العديدات من زوجات الرفقاء اللواتي كن حاضرات في كل تحرك ونشاط، كذلك الرفقاء غسان الأشقر، غسان عز الدين، اسعد عبيد، صباح قبرصي، والمواطنين تيودور رعد والياس الهبر، وغيرهم وغيرهن، وقد كانوا إلى جانب التنظيم الحزبي، وبعضهم في مقدمته، الصوت الصارخ والحركة الناشطة في سبيل التخفيف من معاناة الرفقاء الأسرى، ومن جور الطغمة التي تخلّت عن كل مشاعر الإنسانية، كما العمل في سبيل إطلاق العفو العام .
ثلاثة أماكن مستمرة في ذاكرتي: المقهى المطعم للرفيق ممتاز الخطيب الكائن في منطقة الروشة، فهناك نلعب البولينغ، نلتهم أكلتنا المفضلة «كلوب سندويش» ونتلاقى للعمل الحزبي 61 .
– منزل المخرج السينمائي جورج نصر، المجاور، والكائن على «روف» بناية في مواجهة مقهى نصر سابقاً، حيث كان يتخذه مفوض لبنان الرفيق هنري حاماتي مقراً له، ومكاناً للقاءات والمراجعات .
– أما الثالث فهو مكتب المحامي «البعثي العراقي» جبران مجدلاني في «البناية المركزية» وسط العاصمة الذي كان «يحتله» الرفيق المحامي عبد اللطيف غلاييني، قبل أن يقترن بشقيقة المحامي جبران، نورما، ويصبح صهره وقد نقل اسمه الى غسان.
وفاءً، أسجل للرفيق عبد اللطيف أنه لم يتوان يوماً عن واجب، وكان دائم الحضور لأي عمل، ولقد جعل من مكتب المحاماة، مكتباً للأعمال الحزبية. غادر الرفيق عبد اللطيف بعد زواجه من نورما مجدلاني إلى مونريـال للحصول على شهادة دكتوراه في الحقوق، ثم إلى قطر لينضم إلى مكتب صهره المحامي جبران مجدلاني والمحامي الامين حنا الناشف حضرة رئيس الحزب . منذ ذلك التاريخ لم التق به، إنما هو باق في ذاكرتي وفي أعماقي، فإليه أوجه التحية والكثير من الشوق والمحبة .
– صوّرولي الحزب قدامي .
قبل ذلك كنتُ شاهدت في الصحف اللبنانية صورة الرفيق توفيق الحايك احمد إلى جانب صور الرفقاء جوزف رزق الله، غطاس الغريب، جورج قيصر 62 وملحم غاوي. آثار الاستقبال كانت بادية على وجوههم حين اعتقلوا في 16 حزيران 1965 .
كان طبيعياً أن تعرف أجهزة الدولة الكثير عن تحركات الرفقاء. فالأماكن حيث يلتقون فيها كانت مرصودة، خاصة تلك الشقة في بناية الموصلي، في منطقة الحمراء، التي كان تمّ استئجارها بيتاً للطلبة .
الدولة مش معقول ما تعرف يا رفيق أحمد، مهمتها أن تعرف. مهمتنا أن لا ندعها تعرف كل شيء.
عندما أعتقل الرفقاء الخمسة، وكنت أتولى مسؤوليات نائب مفوض عام لبنان، الرفيق هنري حاماتي، خازن عام، ومسؤول بيروت منفذ عام ، تواريتُ في دارة الاب برباري في منطقة بطلون القريبة من منصورية بحمدون. الدارة كانت شبه منجزة. لقد سبقتهم إلى تدشينها، وكان الرفيقان كابي وسامي برباري يترددان إليّ لإيصال ما أحتاج إليه.
بات ممكناً أن أكشف سراً صغيراً: لم تتمكن أجهزة الدولة أن تلتقط من منزلي أي ورقة أو لائحة أو مستند أو بيان حزبي، ليس لأني وضعتُ في زاوية من «التتخيته» تحت القرميد، عندما علمتُ بالانقلاب ما كان لدي من صحف ونشرات حزبية، ولم يكن الوصول إليها هيناً ودونه صعوبات، أقلّها «الوطاويط»، إنما لأن الأب إيليا برباري خصص لي طاولة في منزله لأضع فيها ما أحتاج إليه من أوراق، اذ لم يكن منزل الأب برباري يبعد عن منزلنا أكثر من خمسين متراً، وفي الشارع نفسه، فكنت، قبل صعودي إلى المنزل، أتوجه إلى منزل الأب برباري لأضع أوراقاً، وأسجل ما يلزم، ثم أعود إلى المنزل .
هوامش:
20 – سليم بتلوني: للاطلاع على النبذة عن الرفيقين جميل وسليم بتلوني الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
21 – رفعت عسيران: اول قومي اجتماعي يصبح عضواً في نقابة المصارف. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
22 – مأمون منصور: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
23 – محمود شبارو: كان من ابطال القفز الى الماء. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
24 – عبد الرحمن النويري: من الرفقاء الذين نشطوا في خمسينات وستينات القرن الماضي. كان مدرباً في معظم الاحيان. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
25 – عصام البابا: من طرابلس. عرفته في ستينات القرن الماضي مسؤولاً عن العمل الحزبي في الشمال. رغم عاهته الجسدية كان جباراً بإيمانه، ونشاطه.
26 – جبرايل عون: من ضهور الشوير. تولى مسؤوليات عديدة، محلية ومركزية. منها عمدة الداخلية.
27 – سعد التيني: من منطقة زحلة. اعتقل وحكم عليه بالسجن لمدة عام بسبب عمله لحزب ممنوع. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
28 – شفيق راشد: من قب الياس. تمكن من المغادرة الى «الاردن» فإلى «اوتاوا» متولياً مسؤوليات حزبية. كان راقياً ومثالاً للقومي الاجتماعي. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
29 – ناصيف: الاسم المستعار للرفيق جوزف رزق الله.
30 – غطاس الغريب: من راشيا الفخار نشط حزبياً في ستينات وسبعينات القرن الماضي، واستمر. من مسؤولياته منفذ عام المتن الشمالي. عاد الى بلدته راشيا الفخار وانتخب فيها رئيساً للبلدية.
31 – جيزيل رزق الله: ابنة الرفيق الشهيد جوزف. اقترنت من الرفيق جورج بطل. توظفت في «بنكو دي روما» وكانت شاهدة على الكثير من نشاطي الحزبي في تلك السنوات. رفيقة تملك الايمان بالقضية والصدق والتفاني وقد ادت خدمات جلّى في الستينات.
32 – سعيد الخنسا: لم يكن يتخلّف عن حضور اي اجتماع. صادق ومناقبي. والد القيادي في حزب الله ابو سعيد الخنسا.
33 – جورج جدي: من الجنوب السوري. تولى مسؤولية العمل الحزبي في بلدة الحدث بعد اشهر من حصول الثورة الانقلابية. غادر الى الولايات المتحدة مستمراً على ايمانه القومي الاجتماعي، وبانياً اسرة قومية اجتماعية. مراجعة ما نشرت عنه على الموقع المذكور آنفاً.
34 – ادمون صادر: من الجنوب السوري. نشط حزبياً في الحدث. غادر الى جنوبي افريقيا. كان رفيقاً نشيطاً، متمتعاً بشخصية قيادية وبكفاءات جيدة. شقيق الرفيق الراحل فكتور صادر الذي كان تولى مسؤولية منفذ عام في المانيا.
35 – سمير ابو نادر: من بلدة شرتون. أقام في عين الرمانة وكان له نشاطه الحزبي الجيد ومسؤولياته. غادر الى كندا وفيها وافته المنية. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
36 – سمير ابو ناصيف: من بلدة «قب الياس». نشط في الستينات، ولاحقاً، متولياً مسؤوليات حزبية عديدة. اقترن من الامينة اليسار سعاده، وانجب منها الرفيق «سعاده» الذي خسرناه باكراً وكان يضج بالحياة، وجوليا.
37 – غسان الحايك: شقيق الرفيق توفيق الحايك احمد . كان قومياً اجتماعياً نشيطاً ومتفانياً.
38 – نعيم نوار: عرفته في الستينات مع شلة من الاصدقاء – الرفقاء في بلدة بعبدات: جوزف شكر، فضل الله صوايا الذي خسرناه منذ اشهر، ونديم صالح المقيم في مدينة «شيكاغو» في الولايات المتحدة.
39 – ملحم غاوي: نشط حزبياً بعد اشهر من الثورة الانقلابية متولياً مسؤولية الطلبة. مذيع ناجح ورفيق كان يعد بالكثير. كان يقيم في الحازمية. غادر الى غانا وفيها وافته المنية. ثم وافت شقيقه جوزف، فشقيقه الرفيق روجيه غاوي الذي كنت عرفته جيداً، ومثل شقيقيه غادر الى غانا. أصيب بمرض الباركنسون فتمّت إعادته الى لبنان وتقديم العناية له وصولاً الى نقله الى مستشفى «مار الياس» في انطلياس حيث كنت ازوره باستمرار، حتى اذا أصيب كل جسده بالشلل، نقل الى منزل شقيقته في «زرعين» كي تعتني به، الى ان وافته المنية. للاطلاع على ما كتبت عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
40 – رشا بحري: من قلحات ومن الرفقاء القدوة في تجسيد فضائل الالتزام النهضوي. عرفته ناشطاً ومديراً في رأس بيروت. غادر الى ملبورن. تولى مسؤولية منفذ عام. رحل باكراً. شقيقته الرفيقة سميرة متأهلة من معتمد استراليا الامين الراحل نبيل سيف. كنت نشرت عن والدته الفاضلة نعيمة سليمان نصر ام رشا . مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
41 – بدري عبلا: من «جديدة مرجعيون». أقام في رأس بيروت. عمل في شركة «الكات»، ونشط حزبياً في الستينات.
42 – ادمون بركات: من «جديدة مرجعيون». أقام في رأس بيروت. عمل في شركة «الكات»، ونشط حزبياً في الستينات. تعيّن مديراً لمديرية رأس بيروت وكان له حضوره الحزبي الجيد بين الرفقاء، ومع الاهالي.
43 – نظير مهدي: من مشغرة. نشط حزبياً في الستينات، وما بعدها. كان موظفاً في بنك بيروت الرياض. أتيت على ذكره في أكثر من نبذة. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
44 – سمير جواد: من بلدة مشغرة. نشط حزبياً. كان موظفاً في بنك بيروت الرياض. مراجعة النبذة على الموقع المذكور آنفاً.
45 – عبدالله ورد: من بلدة بزبينا عكار . شقيقه الامين سليمان ورد. نشط في مرحلة الستينات وعهد إليه القيام بأعمال انتقامية في حال نفذ حكم الاعدام بالرفقاء المتهمين بالثورة الانقلابية.
46 – فايز حلاوي: من الباروك. شارك في الثورة الانقلابية وحكم عليه لمدة سنتين . استمر على نشاط الحزبي والتزامه الى ان وافته المنية. مراجعة قسم «البقاء للامة» على الموقع المذكور آنفاً.
47 – نبيل فخران: والده الرفيق رستم فخران وهو من الرفقاء الذين كانوا نشطوا وتولوا المسؤوليات في «عائشة بكار». استاذ ثانوي، تولى مسؤولية ناظر اذاعة في منفذية بيروت. عرفته نشيطاً، ومثقفاً، ويعي قضية الحزب.
48 – طوني نصر: من مواليد المصيطبة. عرف بطوني بسكنتاوي. اذ ان العائلة تتحدر من بسكنتا. انتمى ونشط في الستينات وكان جريئاً مقداماً ومستعداً لمهمات. غادر الى استراليا ثم الى الولايات المتحدة حيث ما زال مقيماً.
49 – دياب حمدان: كان مديراً لاحد فروع محلات شركة «باتا». استقر في اواخر سنوات حياته في منطقة النويري، ناشطاً ومتولياً المسؤوليات في مديرية رأس النبع- المزرعة. رفيق مثقف، عقائدي. مراجعة ما نشرت عنه على الموقع المذكور آنفاً.
50 – نسيب تيماني: من بلدة عيتات. عرفته مقيماً في منطقة اوتيل ديو، مالكاً لمحل سمانة «ميني ماركت». متمتعاً بفضائل الالتزام القومي الاجتماعي. بعد انتهاء الحرب المجنونة علمت انه وجد وظيفة مناسبة في محلات «ادريس» في رأس بيروت بعد ان كان تهجر من منطقة سكنه الاولى. توجهت اليه والتقيت به. كان محط ثقة واحترام ومودة لدي. يؤسفني اني لم اعد التقيت به، واذ سألت عنه مؤخراً علمت بوفاته.
51 – مراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.
52 – رفعت عسيران: اشرت إليه في اكثر من مناسبة. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
53 – عبد اللطيف غلاييني: من طرابلس. محام. تولى مسؤوليات في ستينات القرن الماضي. للاطلاع على ما كنت نشرت عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً
54 – انطوان داغر: من بلدة المروج. محام. نشط في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية وهو مواطن، التزم لاحقاً وبقي ناشطاً الى ان وافته المنية. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
55 – يوسف المسمار: من بلدة الهرمل. نشط في ستينات القرن الماضي واضطر لمغادرة الوطن الى البرازيل مستقراً في مدينة كوريتيبا. شاعر، له دواوين عديدة، مترجم وباحث ومنصرف الى الترجمة والتأليف وله اصدارات عديدة بااللغتين البورتغالية والعربية.
56 – ميشال الآغا: من بلدة بطرام. تولى مسؤولية العمل الطلابي في فترة من الستينات، عندما كنت مسؤولاً عن الطلبة. مدرّس، مثقف، عقائدي يتمتع بالاخلاق القومية الاجتماعية.
57 – ميشال زكاك: من الجنوب السوري. غادر الى تورنتو حيث استمر على نشاطه الحزبي الى ان وافته المنية. رفيق مناضل لم يعرف التقاعس طيلة سنوات انتمائه الى الحزب، متولياً المسؤوليات. اشرت إليه في عديد من النبذات وكانت علاقتي به وطيدة تسودها المودة.
58 – سهيل عبد الملك: من بلدة بتاتر. مناضل، تولى مسؤوليات حزبية عديدة واستمر على نشاطه الى ان وافته المنية. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
59 – متى سلامة: من بلدة كفرذبيان. نشط في الستينات وتولى عدة مسؤوليات محلية في المتن الشمالي. اول منفذ عام لكسروان بعد انتهاء الحرب اللبنانية. نشرتُ عنه نبذة، لمن يرغب الاطلاع الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
60 – فريد صوايا: من ضهور الشوير. نشط حزبياً في الستينات، وكنت التقي به كثيراً. هادئ ورصين ومثقف عقائدياً.
تحدثت عن ذلك في النبذة بعنوان «المخرج السينمائي جورج نصر كما عرفته في ستينات القرن الماضي» مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
61 – جورج قيصر: جرى ابعاده عن الاراضي اللبنانية بعد خروجه من الاسر. نشط في تنظيم شبيبة الثورة، فمتولياً رئاسة تحرير جريدة «النهضة» في الشام، الى مسؤوليات حزبية.
62 – ما زلت اذكر قيام الرفيق غطاس الغريب بطباعة البيانات الحزبية في المناسبات وسحبها على آلة «الستانسل» في مدرسة صهره «هنري جحا» في احدى مناطق الضاحية الشرقية.