اتفاق بين نقابتي الصحافة والمحرّرين على تحرُّك مشترك لإنقاذ المهنة

زار نقيب الصحافة عوني الكعكي، على رأس وفد من مجلس النقابة، نقابة محرّري الصحافة، أمس، لتهنئة المجلس المنتخب للنقابة. وكان في استقبالهم النقيب جوزف قصيفي وأعضاء مجلس النقابة.

وتحوّل لقاء التهنئة إلى جلسة حوار ومناقشة لكيفية مواجهة التحديات أمام الصحافة الورقية في لبنان. وبحث المجتمعون، بحسب بيان، «في الآلية التي يجب أن تتبع للنهوض بالصحافة والإعلام في لبنان وإنقاذ هذا القطاع الأساسي والحيوي، من خلال عقد مؤتمر وطني يجري الإعداد له بإتقان. وتمّ الاتفاق على أن تشكل كلّ نقابة لجنة منها، على أن تعقد جلسة مشتركة يوم الجمعة في الخامس عشر من شباط المقبل في نقابة الصحافة في حضور النقيبين وأعضاء مجلسي النقابتين، وذلك لوضع الخطوط العريضة لتحرك هادف وتنفيذي، غايته مواجهة التحديات واستنقاذ مهنة الصحافة من المشاكل التي تتعرض لها».

استهلّ الكعكي اللقاء – الحوار، بكلمة هنأ فيها المجلس الجديد لنقابة محرّري الصحافة بقيادة النقيب جوزف قصيفي على انتخابهم، وتمنى لهم التوفيق. وقال: «مسرور جداً في هذا اللقاء العزيز على قلبي، وأنا أعتبر أنّ نقابة الصحافة هي نقابة المحررين ونقابة المحررين هي نقابة الصحافة. ما هو الشيء الذي يميّزنا عن بعضنا؟ أصحاب مؤسسات؟ فأنا أعمل صحافيا مثل أيّ صحافي لا يملك مؤسسة. الصحافة رسالة وليست تجارة».

وأشار إلى أنّ الأحداث العسكرية العربية «قضت على الكثير ومنها الصحافة التي كانت تنعم بالرخاء والبحبوحة حتى مطلع الألفية الثالثة».

واعتبر أنّ قصيفي من أكفأ الصحافيين، وقال: «علينا مواجهة المحنة التي تواجهها الصحافة معاً، نحن جسم واحد».

وختم: «نهنّئكم ونهنّئ أنفسنا، أعضاء مجلس نقابة الصحافة وأنا، متمنياً أن تكون صفحة جديدة بيننا، صفحة محبة وتعاون لمواجهة كلّ الصعوبات».

وردّ قصيفي بكلمة شكر فيها الكعكي وأعضاء مجلس النقابة على زيارتهم، وقال: «عندما نتحدث عن أزمة تمرّ بها الصحافة اللبنانية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ المحرّرين هم ضحاياها الأول. المحرّرون هم أبناء المعاناة، ونرفع صوتنا لنشير إلى وجع وليس لهدف آخر. نحن نعلن عن وجعنا الذي هو وجع كلّ صحافي زميل يزورنا في النقابة ويحدثنا عن معاناته المعيشية».

وأضاف: «نحن أمام محنة حقيقية تتطلب منّا تضافر الجهود لتخطيها من دون أقنعة. علينا تحمّل المسؤولية كنقابتين، وأن نتعاون تعاوناً وثيقاً للقيام بعمل متكامل، كلّ من موقعه لإنقاذ الصحافة. بمعنى آخر، عندما أنقذ صحيفة من الإقفال، فأنا أحول دون تشريد عائلات من عملها. فلنتفق معاً على إطار للتعاون وعلى خطة عمل، باتجاه إيجاد مساعدات للصحف والسعي إلى تحسين وتحصين مواقع الصحافيين بضمانات نطلبها من الدولة، وبالتالي حماية الصحافيين من تصرفات بعض إدارات الصحف التي تلجأ إلى صرف تعسّفي وإلى الإغلاق من دون مبرّر وبسبب خلافات عائلية وعدم الإقرار بكامل حقوق الزملاء، مع تأخر محاكم العمل في بت الدعاوى في الوقت المناسب».

وأكد أنّ «عملنا المشترك لا يتعارض، بل يتكامل لنستعيد دور الصحافة. لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى تعميق الحوار بيننا، فيكون حواراً جاداً، ونبني علاقة ثقة في ما بيننا وفق رؤية واضحة»، مقترحاً «تشكيل لجنة مشتركة للحوار المستمر بين النقابتين لبلورة رؤية متقاطعة ودية وندية».

وختم: «زيارتكم دليل محبة وانفتاح منكم، وأنا أبادلكم المحبة والاحترام والتقدير. وأتمنى بدء عهد من التعاون الواضح بيننا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى