فابيوس: سعي كييف إلى الانضمام لحلف الأطلسي مثير للقلق
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن سعي الرئاسة الأوكرانية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والامتناع عن دفع الرواتب التقاعدية لسكان جنوب شرقي البلاد، يثير القلق.
وقال فابيوس في حديث لإذاعة «فرانس – اينتر» أمس «كانت هناك تصريحات في الأيام الأخيرة من قبل الجانب الأوكراني وتبدو إشكالية للغاية، إذ عندما يقول الأوكرانيون إنهم لن يدفعوا الرواتب التقاعدية للناس الموجودين شرق البلاد، أو عندما تتحدث الحكومة الجديدة عن أن هدفها هو انضمام أوكرانيا إلى الناتو، فمن الواضح أن ذلك بحد ذاته مشكلة».
وأكد فابيوس أن باريس تحافظ على التزام السعي إلى «العودة لاتفاقات مينسك لأنها تمنح خريطة طريق دقيقة لاستعادة الوضع السلمي»، مشيراً إلى أنه بحث هذه المسألة يوم الأحد مع نظرائه الروسي والأميركي والألماني خلال لقائه معهم في فيينا في إطار المفاوضات مع إيران.
وفي السياق، تبنت الجمعية البرلمانية لحلف الأطلسي في لاهاي قراراً يدعم «السيادة والديمقراطية في أوكرانيا»، داعية برلمانات وحكومات الدول الأعضاء إلى تنفيذ وعودها لكييف.
وأكد القرار، الذي أعد مشروعه ممثل بولندا في الجمعية فيتولد فاشيكوفسكي، دعمه للجهود الدبلوماسية للبحث عن حل سلمي للنزاع في جنوب شرقي أوكانيا ومنع تحوله إلى «نزاع مجمد جديد».
مع ذلك فقد حث القرار الدول الأعضاء في الحلف على عدم التخلي عن العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية موقفها من الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى دعوته إلى إبقاء أبواب الحلف مفتوحة لقبول أعضاء جدد.
ودعت الجمعية البرلمانية لـ»الناتو» روسيا إلى بدء مفاوضات مع الحكومة الأوكرانية حول تسوية النزاع بطريقة سلمية و»إعادة شبه جزيرة القرم إلى السيادة الأوكرانية»، بحسب نص القرار.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أن قرار انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي سيُتخذ خلال استفتاء شعبي، سيجرى بعد تطبيق كييف معايير الحلف.
وأوضح بوروشينكو أثناء مؤتمر صحافي مع نظيرته الليتوانية داليا غريباوسكايته في كييف أن «قرار الانضمام أو عدم الانضمام إلى الناتو هو من صلاحية الشعب الأوكراني فقط. وقد اتخذنا معايير لتجاوب أوكرانيا مع مطالب الناتو، وبعد بلوغها فقط، سيستطيع الشعب الأوكراني خلال استفتاء اتخاذ قرار بالدخول إلى الناتو أو عدم الدخول».
في غضون ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يانس ستولتينبيرغ أن انضمام أوكرانيا متعلق بالأوكرانيين أنفسهم. وقال إن «الأبواب المفتوحة تبقى مفتوحة، لقد قررنا ذلك … إذا نفذت أوكرانيا معايير العضوية وأرادت ذلك».
وفي شأن متصل، أعلن نائب وزير الطوارئ الروسي فلاديمير ستيبانوف أنه سيتم آخر الشهر الحالي إرسال قافلة مساعدات إنسانية جديدة محملة بمواد البناء والغذاء والمحروقات إلى شرق أوكرانيا. وقال: «سيكون هناك أكثر من 100 سيارة وأكثر من ألف طن» ستصل بحسب ما هو مقرر الأحد المقبل.
وأوضح المسؤول الروسي أن مواد البناء المرسلة «مخصصة لإعادة إعمار المباني السكنية والمنشآت المدنية المهمة، وتتضمن كل ما هو ضروري لاستقبال الشتاء»، مشيراً إلى أنه سترسل أيضاً مواد غذائية ووقود لعمل أجهزة الطوارئ.
وأرسلت روسيا منذ نهاية آب الماضي إلى جنوب – شرق أوكرانيا أكثر من 8 آلاف طن من المساعدات الإنسانية تضمنت غذاء وماء وأدوية ووقود ومواد ضرورية أخرى.
إلى ذلك، أكدت السلطات المحلية لمقاطعة كيميروفو الروسية أمس، أن توريدات الفحم الحجري للزبائن مستمرة من دون أي انقطاع، بعد أنباء عن تعليق الإمدادات إلى أوكرانيا.
وأكدت السلطات المحلية للمقاطعة أن منجم كوزباس منطقة فحمية في جنوب غربي سيبيريا يقوم بتزويد العملاء بالفحم الحجري، في حين رفضت شركات الفحم العاملة في المقاطعة التعليق على هذا الموضوع.
وكان المركز الصحافي لوزارة الطاقة والفحم الحجري الأوكرانية قد أشار نقلاً عن وزير الطاقة يوري برودان قوله في وقت سابق بأنه تم تعليق إمدادات الفحم الحجري الروسي إلى أوكرانيا منذ يوم الجمعة الماضي، وأن البلاد لن تتسلم أية شحنات من الفحم الحجري الروسي حتى نهاية الشهر الجاري على أقل تقدير.
وتكمن أهمية المسألة بالنسبة لكييف في أن جميع محطات توليد الكهرباء الحرارية في أوكرانيا تعتمد في عملها على الفحم الحجري الذي لا يمكن الاستعاضة عنه.
ولفتت مصادر صحافية إلى أن إمدادات الفحم الحجري الروسي إلى أوكرانيا وصلت إلى طريق مغلقة حالها حال إمدادات الغاز إلى هذا البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية يعجز فيها عن سداد ثمن توريدات الطاقة إليه، وأشارت هذه المصادر إلى أن منتجي الفحم الروس يطلبون بدفع حتى لو جزء مسبق من ثمن توريدات الفحم.
وبرزت الأزمة بعد أن أوقفت نار الحرب عمل الكثير من المناجم في منطقة «الدونباس» في جنوب شرقي أوكرانيا حيث تتركز مناجم الفحم، ما دفع أوكرانيا إلى استيراد الفحم الحجري من جنوب أفريقيا وروسيا.