لافروف: لا يمكن السكوت عن وجود عشرات آلاف الإرهابيين في إدلب

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يمكن السكوت إلى ما لا نهاية عن وجود عشرات الآلاف من الإرهابيين في إدلب مشدداً على أن القضاء على الإرهاب من مصلحة الجميع.

وفي مقابلة مع صحيفة راينيس بوست الالمانية قال لافروف «القضاء على بؤرة الإرهاب في سورية يعتبر من مصلحة الاتحاد الأوروبي لأنه سيخفض مستوى التهديد الإرهابي القادم من المنطقة ويقلل من تدفق المهاجرين».

وكان لافروف أكد خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية ساحل العاج مارسيل أمون تانو في موسكو أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تحاول إطالة أمد الأزمة في سورية والحفاظ على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي لأهداف جيوسياسية.

وجدد لافروف خلال المقابلة التأكيد على أن وجود القوات الروسية في سورية هدفه محاربة الإرهاب وجاء تلبية لطلب من الحكومة السورية، مشيراً إلى أن إجراء أي تغييرات على القواعد الناظمة لوجود هذه القوات من صلاحية الجهات الحكومية المختصة في البلدين.

وتشارك روسيا في الحرب على الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية وتم خلال هذه الفترة تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة.

من جهة أخرى أكد لافروف أن أي خطوة خاطئة في منطقة الخليج «محفوفة بعواقب مدمرة».

وقال لافروف «هناك زيادة في عدد تجمّعات البحرية الأميركية ما يخلق خطر حدوث اشتباك مسلح»، مضيفاً «أي خطوة خاطئة يمكن أن تؤدي إلى صراع محفوف بعواقب مدمرة لا يمكن التنبؤ بها».

وكان لافروف حذر في حديث لصحيفة «أرغومينتي اي فاكتي» أمس الأول، من أن النهج الأميركي في الخليج يمكن أن يؤدي إلى وقوع كارثة في المنطقة، معتبراً أن شرارة واحدة فقط ستكون كافية لاشتعال الوضع.

ميدانياً، نفذت طائرات حربية أكثر من 20 غارة ليلية، مستهدفة بشكل رئيسي مواقع تابعة لمسلحي الحزب الإسلامي التركستاني في جسر الشغور في ريف إدلب، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 40 مسلحاً غالبيتهم الساحقة من الجنسية الصينية.

وقال مصدر: «إن الطيران الحربي الروسي السوري المشترك، نفذ أكثر من 20 غارة جوية مستهدفاً مواقع ومراكز قيادة تابعة لمسلحي الحزب الإسلامي التركستاني في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي».

وكشف مصدر عسكري سوري عن أن الغارات «نفذت على خلفية رصد تحركات مجموعات من المسلحين الصينيين تقوم بنقل أعتدة وذخائر من مستودعاتها إلى مواقع جديدة، فتم التعامل معها على الفور عبر سلسلة عدة من الغارات الدقيقة، أسفرت عن تدمير 5 مقار رئيسية للمسلحين الأجانب في جسر الشغور ومقتل وإصابة أكثر من 40 مسلحاً».

وتزامنت الغارات على مواقع المسلحين الصينيين في جسر الشغور، مع اشتباكات عنيفة شهدتها جبهات القتال على محور السرمانية الذي يقع عند تلاقي الحدود الإدارية لأرياف محافظات اللاذقية وحماه وإدلب.

وأشير إلى قيام الجيش السوري بما يشبه محاولة اختبار تماسك جبهة السرمانية، حيث تمّ تسجيل محاولة تقدّم لقواته في المنطقة، إلا أن الصعوبة الجغرافية البالغة للمنطقة، والرياح الشديدة التي تضرب وسط وشمال سورية، أدت إلى توقف العملية.

وقال المصدر العسكري: «إن مدفعية الجيش السوري استهدفت مواقع تنظيم «الجبهة الوطنية للتحرير» المدرجة على لوائح رواتب الجيش التركي، وذلك رداً على استهداف مسلحي التنظيم لبلدة جورين بسهل الغاب شمال غرب حماة بعدد من القذائف الصاروخية».

وفي السياق، كثف الجيش السوري من إجراءاته الميدانية الرادعة على خطوط التماس مع المجموعات الإرهابية المسلحة في ريف اللاذقية الشمال الشرقي بالقرب من الحدود التركية.

وتركزت الإجراءات على وجه الخصوص، في المناطق الجغرافية المعقدة التي تمتدّ على طول المنطقة الحدودية مع تركيا، بدءاً من بلدة كسب غرباً، وحتى تلال «كباني» الاستراتيجية على تخوم مدينة ريف جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي، شرقاً.

واتخذ الجيش السوري سلسلة من الإجراءات الميدانية عبر دعم القواعد النارية وتكثيف الكمائن المتقدمة التي أثبتت فعالية كبيرة في إفشال الهجوم الواسع الذي شنّته المجموعات الآسيوية المسلحة عبر الحدود التركية قبل أيام، محاولة السيطرة على تلال استراتيجية ومساحات حدودية قرب عطيرة و الدرة و الصراف .

وقال مصدر ميداني، إن «الإجراءات الجديدة جاءت بعد الهجوم المدعوم تركياً، الذي هدف لإحداث خرق استراتيجي يُعيد خلط الأوراق، وهذا ما أظهرته الوقائع، وتمثلت بفتح الحدود التركية وتسهيل دخول قطعان المسلحين الصينيين التركستان والأوزبكستانيين من الانغماسيين الملثمين الذين سعوا للسيطرة على جبل «زاهي» الحاكم والاستراتيجي بهدف إسقاط بلدة ربيعة التي تُعدّ نقطة ارتكاز في جبهة اللاذقية».

وأضاف المصدر أن تدعيم القواعد النارية بكافة صنوف الأسلحة، سيسمح للجيش السوري بتغطية المنطقة الواقعة على طول الحدود، وبذلك تكون عامل دعم ومساندة للقوات المتقدمة والكمائن التي تلاصق الحدود مع تركيا، كما تطوق مناطق انتشار المسلحين في مواقع حساسة تلعب تركيا فيها دور المشغل لفصائل متشددة كالحزب التركستاني و»حراس الدين» التي يغلب عليها الصينيون والشيشان والآوزبك.

ورغم ضراوته، لم يفلح الهجوم الكبير المدعوم تركياً في تحقيق أي مكاسب ميدانية لـ «الآسيويين»، رغم اتباعه إستراتيجية المباغتة في المكان والزمان لتبقى اليقظة الميدانية للجش السوري عاملاً حاسماً في قلب الموازين التي انتهت بإلحاق سائر فادحة بالمهاجمين.

إلى ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة الأنباء التي زعمت أن قوات خاصة روسية تشارك في المعارك في محافظة إدلب، مؤكدة أن هذه الأنباء مزيفة.

وقالت وزارة الدفاع بيان أمس، إن «الأنباء المنتشرة حول مزاعم مشاركة قوات خاصة وقوات برية روسية في المعارك بمحافظة إدلب، هي مرة أخرى أنباء مزيفة»، مؤكدة أنه لا توجد أي قوات برية روسية في سورية.

ويأتي توضيح وزارة الدفاع رداً على المزاعم التي تحدثت عن وجود قوات روسية خاصة تشارك في القتال إلى جانب الجيش السوري في محافظة إدلب غربي سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى