بوتين: ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية وخروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية منها
جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، مشدداً على وجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها بشكل غير شرعي.
وأشار بوتين في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» إلى أنه لا يمكن السماح للتنظيمات الإرهابية بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في سورية ولا بتدفق الإرهابيين منها إلى بلدان الاتحاد السوفياتي السابق مؤكداً مواصلة بلاده تقديم الدعم لسورية في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً.
وشدّد بوتين على وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي وقال: »على كل مَن هم موجودون على أراضي أي دولة وفي سورية تحديداً بشكل غير شرعي مغادرتها، هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، يجب تحرير أراضي سورية من الوجود العسكري الأجنبي ويجب استعادة وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية بالكامل».
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.
وجدّد بوتين التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، لافتاً إلى أهمية عمل لجنة مناقشة الدستور في هذا الإطار وأن السوريين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أعلن في الثالث والعشرين من أيلول الماضي عن التوصل إلى اتفاق على تشكيل لجنة مناقشة الدستور منوهاً بجهود الحكومة السورية في هذا الصدد فيما أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون أن عمل اللجنة سيبدأ في جنيف في الثلاثين من تشرين الأول الجاري.
وفي سياق متصل، بحث المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون مساء السبت، مع هيئة التفاوض السورية وممثليها في اللجنة الدستورية في مقر الهيئة في الرياض، قواعد عمل اللجنة الدستورية.
وفي بداية اللقاء أثنى رئيس الهيئة نصر الحريري على جهود بيدرسون والفريق المرافق له وعبر عن شكره للأمم المتحدة على دورها البناء في الوصول إلى الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية آملاً استمرار تلك الجهود والعمل على البدء ببحث كل بنود القرار 2254، كما أكد أن الهيئة وممثلي قوى المعارضة في اللجنة الدستورية سوف يعملون بإيجابية لتحقيق أهدافها وإنجاز عملها.
وعبّر بيدرسون بدوره عن شكره للدور الإيجابي الذي أدّته هيئة التفاوض مع المبعوث الخاص على مدى الشهور العشرة الماضية، ومن ثم أوضح رؤيته لقواعد عمل اللجنة أثناء اجتماعها في جنيف واستمع إلى تساؤلات أعضاء اللجنة الدستورية وأجاب عنها بالتفصيل ما خلف ارتياحاً في نفوس المستفسرين والأعضاء عامة.
بعد ذلك قام عضو اللجنة الدستورية يحيى العريضي نيابة عن أعضاء اللجنة بتسليم بيدرسون مذكرة تطالب الأمم المتحدة بتكثيف الجهود والعمل على إطلاق سراح المعتقلين، وبيان مصير المفقودين باعتبار أن هذا المطلب فوق تفاوضي.
على الصعيد الميداني للعدوان على سورية، صرّح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أن واشنطن تستعد لسحب نحو 1000 جندي أميركي متبقين في شمال سورية «بأكبر قدر ممكن من السرعة والأمان».
وقال إسبر في حديث لقناة CBS الأميركية أمس: «لقد علمنا خلال الـ24 ساعة الأخيرة أنهم الأتراك ربما ينوون توسيع نطاق هجومهم جنوباً بقدر أكبر مما كان مخططاً له، وباتجاه الغرب أيضاً… كما علمنا أن قوات سورية الديمقراطية تسعى لعقد صفقة إن صح التعبير، مع السوريين والروس من أجل شنّ هجوم معاكس على الأتراك في الشمال».
وأضاف أن القوات الأميركية المتبقية في سورية أصبحت بين نارين من الجيش التركي و»قسد» في وضع «لا يمكن تحمّله».
وتابع: «تحدثت مع الرئيس الليلة الماضية، بعد مشاورات مع الأعضاء الآخرين في فريق الأمن القومي، ووجّه بالشروع في السحب المتعمّد لقواتنا من شمالي سورية».
ورداً على سؤال عما إذا كان مسموحاً للجنود الأميركيين الرد على النار بالنار، أكد إسبر أن «لقواتنا الحق في الدفاع عن النفس وستستخدمه إذا اقتضت الضرورة».
وفي وقت سابق، تعرض موقع للقوات الأميركية في الشمال السوري لقصف من قبل الجيش التركي، في استهداف وصفه ضابط أميركي في سورية، بأنه لم يكن عن طريق الصدفة بل جاء عمداً، حسب صحيفة «واشنطن بوست».
ومساء السبت، صرح ترامب بأن حماية الحدود بين تركيا وسورية ليست من واجب الجنود الأميركيين، وأكد مجددا ضرورة خروج القوات الأميركية من سورية.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا عن مناطق ريفية في محيط مدينتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين في شمال شرق سورية، نتيجة للقتال بين القوات التركية وفصائل كردية.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، أن تقديراته ووكالات إغاثة أخرى تشير إلى أن ما يصل إلى 400 ألف مدني هناك ربما يحتاجون للمساعدة والحماية في الفترة المقبلة.
وقالت «الإدارة الذاتية لشمال شرق سورية» إنها بدأت اليوم بإخلاء مخيم عين عيسى إثر فرار عدد من عوائل المسلحين المنتمين لـ»داعش» بعد القصف التركي.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان تحت مسمى «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا يوم الأربعاء بهدف «تطهير المنطقة من إرهابيي حزب العمال الكردستاني وعناصر تنظيم «داعش»، بحسب تعبيره.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الحكومة الفرنسية إن باريس «قلقة» بعد هروب 800 فرد من عائلات مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأعلنت ما يسمّى بـ «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» فرار 785 من منتسبي تنظيم داعش المحظور في روسيا الأجانب، من مخيم عين عيسى، شمالي سورية، بعد هجوم تركي على المخيم.
وذكر بيان صادر عن الإدارة أمس، «استطاع اليوم 785 عنصراً من منتسبي داعش الأجانب الفرار من مخيم عين عيسى بتنسيق مع مجموعة من مرتزقة تركيا وبغطاء من القصف التركي ومساندة من الهجوم التركي ومرتزقته الذين شنوا هجوماً عنيفاً على المخيم وقيام هؤلاء العناصر الداعشية بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب للفرار.