حزب الله ينتصر في المعركة دون إطلاق رصاصة واحدة
محمد صادق الحسيني
الذي حرّره بالأمس بالدم سيحميه اليوم بالصبر، حزب الله أم الصبي، ولن يترك لبنان لا ينهار ولا ينفجر، كلّ ما يجري تحت بصره، ولن يسمح لأحد باختطاف لبنان أو نقله إلى ضفة أخرى، سيبقى لبنان قلعة للمقاومة رغم أنف الحاقدين والمبغضين والمرجفين في المدينة.
1 ـ كتبت صحيفة فيلت أَم زونتاغ على موقعها الالكتروني أمس، انّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كسب الحرب في شمال شرق سورية دون أن يطلق طلقة واحدة، في إشارة الى انسحاب القوات الأميركية من تلك المناطق وانتشار الجيش السوري، حليف الرئيس بوتين، فيها.
لكن هذه الصحيفة، التي تعتبر من القلاع الإعلامية الصهيونية في المانيا، تعمّدت عدم نشر أيّ خبر عن الحرب الاستباقية، التي يخوضها وينتصر فيها محور المقاومة، في لبنان ودون ان يطلق طلقة واحدة أيضاً.
2 ـ نقول حرباً استباقية لأنّ التحالف الصهيوأميركي كان يخطط لتفجير الساحة اللبنانية، انتقاماً لهزيمته في الميدان السوري، وذلك من خلال نشر موجة من الفوضى المموّلة بالكامل من السعودية، وبأدوات لبنانية معروفة الحال.
أما عن الوسائل، التي قرّر مخططو المؤامرة استخدامها، فتمثلت في استغلال حالة الغليان الشعبي، الناتح عن الفقر والفاقة وانعدام الخدمات وانسداد الأفق أمام قطاعات واسعة من الشعب اللبناني، وذلك بإشعال مظاهرات وأعمال احتجاج واسعة، يقوم خلالها بعض مدفوعي الأجر، بالمال السعودي، بتنفيذ أعمال عنف وإحراق مصالح حكومية وأملاك خاصة، وصولاً الى استخدام السلاح ضدّ القوى الأمنية والمحتجّين على حدّ سواء لإذكاء نار الفتنة، ثم يتمّ توجيه التهمة لحزب الله وحلفائه وتصعيد الدعم المالي والعسكري لاحقاً لأطراف المؤامرة المحليين.
3 ـ وفِي ضوء المعلومات، التي توفرت لقيادة حزب الله، حول تفاصيل مخطط الفوضى والدمار المُعَدّ للبنان، قامت قيادة حزب الله بإجراء العديد من اللقاءات، مع حلفائها اللبنانيين، لتدارس الموقف والاستعداد لتنفيذ هجوم استباقي يقضي على المؤامرة في مهدها.
وما لقاءات السيد حسن نصر الله مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية، إلا تعبيراً عن التوافق على الخطوط العريضة لمواجهة المؤامرة والتي ترجمت تفاصيلها في تحرك الجهاز الميداني المدني ، المناصر لحلف المقاومة، والعمل على توجيه التحرك الشعبي، الواسع والمشروع، بالاتجاه الإيجابي لإفشال المخطط المعادي.
علماً انّ التوجيه الإيجابي للتحرك قد تمّ، قبل كلّ شيء، من خلال التماهي مع مطالب الشعب المشروعة، لا بل من خلال إعادة التأكيد على برنامج مكافحة الفساد الذي كان حزب الله قد أعلن عنه منذ عدة شهور، الأمر الذي أكده سماحة السيد في خطابه يوم أمس الأول، حيث قال انّ الأزمة ليست وليدة الساعة وانّ كلّ من يثبت فساده او تعدّيه على المال العام، خلال الثلاثين سنة الماضية، يجب محاكمته ومحاسبته على جرائمه.
4 ـ من هنا، وبالنظر الى حركية دينامية التحرك الشعبي، وما نتج عنه من تفاعلات سياسية مالية واقتصادية سريعة، تؤشر إلى اقتراب إقرار ورقة الإصلاح، التي أعلن عنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وهو ما يعني، حسب مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى، انّ الأمور تسير حسب ما يريد السيد حسن نصر الله، وانّ أيّ كلام آخر، مثل وعود أميركية إسرائيلية لجعجع وغيره من أطراف المؤامرة اللبنانيين، لا قيمة له الكلام ولن يكون له أيّ قيمة في الواقع السياسي لأنّ نصر حلف المقاومة لا يتجزأ. هو حلف ينتصر، من طهران مروراً بصنعاء وبغداد ودمشق وبيروت والقدس المحتلة التي تنتظر قوات حلف المقاومة لمعانقتهم مناصرين، في أقرب الآجال بإذن الله.
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
بعدنا طيبين قولوا الله…