قنديل لـ«توب نيوز»: المثلث السعودي ـ التركي ـ «الإسرائيلي» سيختلّ لدخول السعودية مرحلة انتقالية

رأى رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أنه «في ظل المتغيرات المتسارعة في السعودية وفي المنطقة، يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية للإمساك بدفة القرار في الحكم والإدارة ومن ثم في السياسات، وهذا يعني بدء العمل بموجبها داخل السعودية»، لافتاً إلى أن «مثلث الحلفاء الغاضبين أي السعودية وتركيا و«إسرائيل» والذي كان بزعامة السعودية، سيصاب باختلال كبير بسبب دخول السعودية مرحلة انتقالية وبلورة هيكلتها الجديدة، فالأميركي يرتب ويأخذ خياره بالتفاهم مع إيران، لأن المثلث السعودي ـ التركي ـ «الإسرائيلي» تجب فكفكته، والفكفكة ستكون من السعودية و«إسرائيل»، من «إسرائيل» بإطاحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واللجوء إلى تسيبي ليفني، والسعودية كانت بانتظار وفاة عبدالله وهي فرصة لتتركب صيغة سلطة مطواعة ومتفهمة وعاقلة وقادرة على إدارة الأمور».

وأشار قنديل إلى الوساطة التي طلبتها تل أبيب من روسيا في سياق المشكلة التي تواجهها «إسرائيل» بعد غارة القنيطرة، والتي طلب فيها «الإسرائيلون» مساعدة موسكو للوساطة مع حزب الله وإيران وسورية، قائلاً: «هذه المقاومة ستقيم حساباً للرغبة الروسية وللضغط الدولي وللتفاهمات الأميركية ـ الإيرانية التي يمكن أن يطاح بها، أو قد تسبب إحراجاً لإدارة الرئيس باراك أوباما أمام معارضيه الذين يمكن أن يستثمروا أي موقف تصعيدي في المنطقة للمطالبة بالسير باتجاه ما أرادته «إسرائيل» تصعيداً يضغط على إدارة أوباما لإيقاف المفاوضات مع إيران».

ولفت قنديل إلى «أن «الإسرائيليين» سوف يستمرون بعروضهم التي ستسمعها المقاومة من دون أن تعطي جواباً، فغايتهم من العملية تعزيز مكانة «جبهة النصرة» وسائر مكونات القاعدة كمشروع حزام أمني باستهداف تقدّم وانتشار وتعزيز وجود حزب الله في المنطقة المساندة لدور الجيش السوري ووحدات المقاومة الشعبية السورية في منطقة الجولان».

وأضاف قنديل: «إن حالة الرعب ستوصل «الإسرائيلي» إلى أن يعرض عبر روسيا التالي: أن تأتي المقاومة والجيش السوري وينظفان الأراضي السورية المتاخمة للحدود ولخط فصل القوات في الجولان من بقايا «النصرة» و«إسرائيل» لن تتدخل، وهذا قد يفتح باباً لعمل من نوع معين والذي يُعتبر بالنسبة إلى «إسرائيل» كتجرع السم من دون أن تتحرك ساكناً أو أن تدخل حرباً تتحمل هي مسؤلية الذهاب إليها، فالروس والأميركيون متفقون على أن «النصرة» تنظيم إرهابي فهو فرع للقاعدة والذي لا يجرؤ أحد على التدخل عندما تقوم «إسرائيل» بحمايته، فأحد وجوه بداية نهاية اللعبة هو إسقاط الحزام الامني الذي تبنيه «إسرائيل» في منطقة الجولان وإزالة وجود الإرهاب في مناطق لبنان وسورية الحدودية المتواصلة والمتاخمة والمتداخلة، وبهذا المعنى قد نشهد عملاً وفرصة للخلاص من هذا الامتداد بتغطية دولية إقليمية، وبوضع إسرائيل أمام خيارين: إما أن تتجرع سم الهزيمة وهي تراها وإما أن تدخل لتعطي مبرراً لحربٍ مفتوحة تدفع ثمنها في الأعماق وفي أكثر منشآتها الاستراتيجية حيوية، الأمر الذي يمكن أن يكون بداية نهايتها».

وشدد قنديل على «أن الحرب على الإرهاب محورها الرئيسي هو الدولة السورية وجيشها، وأن المعارضة الباقية هي مجرد ديكور لعملية سياسية تعطي الذريعة والفرصة للدول التي قاطعت سورية بأن تعود عن مقاطعتها».

وأضاف قنديل: «الحوار في موسكو هو لكسر الجليد حتى تبدأ كرة الثلج بالنمو، ليكون التموضع السعودي والمصري قد قطع شوطاً نحو الجاهزية مع إيران، وهو بمثابة منصة مثل الحوار اللبناني ـ اللبناني لملاقاة المناخات الإقليمية التي يُنتظر ظهور معالمها خلال شهرين أو ثلاث، ومع بدأ شهر أيار سنكون أمام أولى نتائج هذه الحوارات التي يمكن أن تتوج في مطلع الصيف بصيغة التفكير بحكومة وطنية جامعة تُعطي مساراً سياسياً جديداً مع بقاء الجيش هو العنوان الوحيد لقتال الإرهاب الذي تدعمه تركيا، والأميركي الذي يشتغل على العنوان السعودي ليكون هو واجهة الانخراط في المرحلة المقبلة من بوابة العلاقة مع إيران وصولاً إلى انكفاء سعودي من اللعبة السورية وهو الحاصل ميدانياً وحاصل معه تسليم الراية السياسية في سورية إلى مصر».

في الشأن اللبناني أشار قنديل إلى أن «وجود خطة لدى المجموعات المسلحة لاستنزاف الجيش وصولاً إلى اختراق نحو بلدة القصر اللبنانية ومنها إلى الشمال الذي يحوي خلايا نائمة حقيقية، ويجرى إعدادها لأمر غير عادي يستخدم مرة واحدة على طريقة الانتفاضات المسلحة ومعها الأخطر الذي يجري في مخيم عين الحلوة، فهناك متغير قد حدث وهو انشقاق داخل حركة فتح التي لم تعد ذات مرجعية واحدة والتي فشلت قيادة محمود عباس في تعزيز وحدة المخيم، والشق الثاني المتعلق بمحمد دحلان الذي يملك شخصية شعبية لها تأثير ونفوذ بين المقاتلين والناس، ما جعلها تشقّ جسم فتح نصفين، وبالتالي إن اللعب هو على حبال التوازنات داخل فتح وهو ما يسهل للمجموعات الإرهابية أن تلوذ فيها بالاستثمار وخلط الأوراق».

وأوضح رئيس تحرير صحيفة «البناء»: «نحن أمام خطة تنتظر ساعة الصفر مربوطة على ساعة العدوان «الإسرائيلي» مقابل أن ترد المقاومة ليأتي بعدها الرد «الإسرائيلي» مسحوباً بهذا الانفلات المسلح، ما يجعل الخطوة الاستباقية أكثر من واجبة وهي في مكانين، أولهما عرسال وجرودها للذهاب الفوري للتنسيق مع الجيش السوري وحزب الله ووضع خطة إحكام وسيطرة على الجرود، وإنهاء معركة القلمون بتكامل لبناني سوري مع المقاومة، وهذا متاح ويحتاج إلى خطوة سياسية من الحكومة الجبانة التي ما زالت تلبي مطالب خارجية حتى اللحظة بعدم التنسيق والذهاب إلى الخطوات الاستفزازية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى