الخوري حنا: سنبقى على دروب الصراع والمقاومة مهما غلت التضحيات مجاعص: ما يعيشه عالمنا العربي من ويلات سببه البعد عن مفاهيم سعاده
بمناسبة الأول من آذار، عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، نظمت مديرية الضهور التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، مسيرة في ضهور الشوير انطلقت من أمام نصب المقاومة في شارع الشهيدة سناء محيدلي إلى عرزال سعاده، تقدّم المسيرة حمَلة المشاعل وفرقة المتين الموسيقية التي عزفت الأناشيد.
شارك في المسيرة الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عميدة شؤون البيئة ميسون قربان، المندوب السياسي للحزب في جبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، ناموس مكتب الرئاسة رندا بعقليني، مدير دائرة المحامين ريشار رياشي، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، مدير مديرية الشوير نبيل ابو سمرا وأعضاء هيئة المديرية.
كما شارك في المسيرة الوزير السابق بشارة مرهج، رئيس بلدية الشوير عين السنديانة حبيب مجاعص، الرئيس السابق للبلدية نعيم صوايا، وعدد من المخاتير وفعاليات منطقة المتن، وحشد من القوميين والمواطنين.
وعند وصول المسيرة إلى العرزال ألقت كلمة التعريف نانا الصايغ أبو زيد التي تحدّثت عن المعاني الكبيرة التي يحملها شهر آذار، ففيه عيد الأم وعيد الطفل وعيد الأرض، وفي أوله عيد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية انطون سعاده، الذي ولد معه العمل المنظم للدفاع عن أمة ظنّها أعداؤها أنها انقرضت وماتت إلى الأبد.
كلمة رئيس بلدية الشوير
وألقى رئيس بلدية الشوير ـ عين السنديانة حبيب مجاعص كلمة قال فيها: الأول من آذار ليس ذكرى عابرة في ضهور الشوير، فمنذ تفتحت عيناي على هذه الحياة وأنا أواكب هذا العيد، حيث تضاء تلال الشوير وجاراتها وصولاً إلى قمم جبل صنين الشامخة، حتى في زمن الممنوعات السياسية والطبيعية.
أضاف: في الأول من آذار ولد سعاده، وولد معه الفكر والأدب والأخلاق والمناقب، ولدت الفلسفة المدرحية، ولد نشوء الأمم، ولد الإسلام في رسالتيه، ولد الإنسان الاجتماعي الذي يعرف الحق والخير والجمال، ولد المجتمع المؤمن بوطنه وأرضه ووجوده، ولد الإنسان المناضل في سبيل الحرية والواجب والنظام والقوة ودحض العبودية والظلم والذلّ والاستعمار.
أضاف مجاعص: ما يعيشه عالمنا العربي اليوم من كوارث وويلات وصراعات فئوية وطائفية وعرقية ومناطقية، كان نتيجة هذا البعد عن مفاهيم نهضة سعاده وتفكيره وإيمانه وتعاليمه، لنجد اليوم أنّ الكلّ يطالب بالعلمانية والمساواة والعدالة والمجتمع الصالح الراقي المتمدّن والحضاري.
وقال مجاعص: سيكون لنا موعد آخر مع تدشين نصب سعاده على مدخل ضهور الشوير، وهنا نخصّ بالشكر معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور الياس بو صعب الذي سعى وعمل جاهداً لتصميم وتنفيذ النصب والحديقة.
كما شكر مجاعص رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان وأعضاء القيادة الحزبية على ما يقومون به من جهود لإنهاء العمل في «دار سعاده الثقافية الاجتماعية» لتكون محجاً للأجيال فكراً ونهجاً وعملاً، لأننا بذلك نكون قد أعدنا بعض الحق للزعيم والمفكر والمعلّم الذي نذر حياته وقدّم دماءه من أجل أمته وأجيالها.
كلمة المنفذية
وألقى كلمة منفذية المتن الشمالي ناظر الإذاعة والإعلام هشام الخوري حنا فقال: ها نحن نأتي إلى ضهور الشوير التي لم نغادرها يوماً، لنتعطر كرامة وشموخاً. نأتي مع الربيع للاحتفال بعيد فتى الربيع، الزعيم المعلم، معلّم الأجيال، ملهم الثوار وقدوة الأحرار، أنطون سعاده فتى الاول من آذار.
بولادتك يا معلمي ولد الأمل في أمة أتعبها الوهن وأضناها السبات، حملتَ لواءها لتصل بها إلى شاطئ الأمان، فصرت ثورة في زمن الهزيمة، ورفضاً في زمن الاستسلام، ونهضة في زمن الخمول والسقوط والانكسار.
مذ ذاك التاريخ تفتحت عيوننا على القمم، قرعت لنا الأجراس في عرس الحياة الجديدة، فعلمتنا كيف تكون الحياة حياة، وانّ الجراح مهد فجرنا القريب، وانّ الدماء مهما غلت يبقى العطاء أكبر وأثمن واسمى. فأسّست الحزب السوري القومي الاجتماعي حزب المقاومة ضدّ أيّ محتلّ، ومقاومة الذلّ والهوان والطائفية والمذهبية والعمالة والتبعية، وبعثت نهضة فكرية ثقافية اجتماعية تعيد إلى الأمة ربيعها وحياتها ومكانتها بين الأمم مهما بلغت الأنواء والرزايا لأننا أمة فاعلة في التاريخ ولأننا حقاً أمة منتصرة إذ قلت: إنّ أزمنة مليئة بالصعاب تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ الا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة. مذ ذاك التاريخ أصبح لهذا الشعب قضية قومية بالمعنى الصحيح وتكرّس مبدأ الإرادة، إرادة الشعب، الحيّ، الحرّ، السيد على نفسه ووطنه. تلك هي إرادة الحياة.
نلتقي اليوم والأمة في خضم الصراع تقاتل وتقاوم وتصارع أعداءها الذين يتكالبون عليها من كلّ حدب وصوب، دول استعمارية امبريالية استكبارية مارقة، يهود مجرمون قتلة في جنوبها يحتلون فلسطين ويرتكبون المجازر ويدنّسون الأرض ويدمّرون المقدسات. وفي بلاد الرافدين تترٌ بجمٌ صمّ بكمٌ، بعد ان سرقوا شريعة حمورابي الشاهدة على التاريخ الحضاري الثقافي لأمتنا، ها هم يحاولون استباحة أرضها، وسفك دمائها، ونهب ثرواتها، وتدمير متاحفها التي تحتوي على آثار بابل وآشور وأكاد وسومر، وما حصل في متحف نينوى بالأمس جريمة بحق الإنسانية والتاريخ، كلّ ذلك لإخفاء حقيقة التاريخ، تاريخ أمتنا السورية العريق، ليتمكنوا من صياغة تاريخ جديد بحبر يهودي ليكون اليهود فيه جزءاً من هذا التاريخ المموّه المحرّف المزوّر الذي لا أساس له أصلاً.
أما الشام… شامة الدنيا، بوابة التاريخ، أرض الياسمين، أيتها العملاقة العاصية على الذلّ والهوان، والسقوط والانكسار، يجنّدون رعاع الأرض وأوباشها وشذاذ آفاقها ودواعشها وعربان المستنقعات النفطية الآثمة، يفتكون يذبحون يقتلون، يكبّرون باسم الله والله منهم براء.
لأنك يا شام حضن المقاومة وأرض الممانعة، لأنك يا شام عقل فلسطين وقلب العراق وعيون لبنان ورأس الحربة في وجه المؤامرة، يحاولون اغتيال حضورك السامي، وأما المقاومة فهي قوتنا لتقرير مصيرنا، فلنقاوم من أجل الحياة والحرية والسيادة والاستقلال، لأنّ المقاومة وحدها سبيلنا للانتصار على هذا التنين.
أما لبنان الذي أراده سعاده نطاق ضمان للفكر الحر، فهو أسير الطائفية الهدامة والمذهبية البغيضة، ليس فيه وحدة انتماء وتاريخ… تكتلات سياسية طائفية فقط تنبت على أنقاضه وكلّ همّها تأمين مصالحها ومواقعها الآنية غير آبهة بمصلحة الشعب وبخطر الإرهاب الذي يهدّد البشر والحجر، يتقاتلون على منع انتخاب رئيس للجمهورية، يمتنعون عن إقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، ويعترضون على قانون الزواج المدني، ويهدرون حق الشعب اللبناني باستثمار نفطه وغازه، يرفضون تسليح الجيش اللبناني، يرفضون المقاومة ويتآمرون عليها ليصدق بهم الشاعر عمر أبو ريشة:
لا تلوموا الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوّ الغنم
فلنعمل معاً أيها الأحرار على إنقاذ لبنان من براثن هؤلاء، ولنقف الى جانب جيشه ومقاومته لأنهما السبيل إلى العزة والكرامة والفخر للبنان.
ولا بدّ دائماً أيها الزعيم من العودة إليك، أيها الرائي والفيلسوف المبدع، نعود إلى وجهك الباسم وفكرك النيّر لنقول لك شكراً، ولنعاهدك أننا على دربك سائرون وبمبادئك ملتزمون وبعقيدتك مهتدون، واننا سنكمل مسيرة النضال والصراع بالفكر بالدماء ولن نتراجع، فدماؤنا وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها…