التحالف الدولي … كوماندوس «داعشي» بأمير أوبامي
لمى خير الله
من استراحة للمقاتلين المنضوية تحت مسمى ميليشيات «حسب التعبير الأميركي» إلى عواصف الصحراء ومن قوات التحالف الدولي بقيادة الأميركي إلى كوماندوس داعشي «حسب الوضع الميداني».
تدمر والأنبار تمدد «داعشي» تحت أنظار الأميركي، وفي المقابل عين العرب كوباني ورأس العين برعاية وحدات حماية الشعب، وإحراز نوعي في القصير وتقدم دراماتيكي في القلمون لحزب الله. تلك هي محصلة التحالف الدولي الذي تم تشكيله في آب عام 2014 فمنذ لحظة الإعلان عن تشكيل «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب»، كثر الحديث عن إنتهاء «وظيفة» تنظيم «داعش» في سورية والعراق، وعن بداية المرحلة الثانية من المشروع الأساسي فعلاً، لكن التطورات الأخيرة أثبتت أن الأمور لا تجري على هذا المنوال، حيث لا يزال لدى التنظيم الإرهابي وظائف لم يقم بها حتى الآن، وبالتالي من المفترض إعطاؤه المزيد من الوقت.
لم يظهر التحالف الدولي ضد «داعش» أدنى نية للقضاء عليه سريعاً أو استئصاله، بقدر ما بدا الضرب المتراخي أشبه بتحديد مناطق للنفوذ، وتقييدِ حركة التنظيم وتحجيمِ قدراته القيادية بما يتماهى مع الأجندة السياسية للتحالف الدولي الذي باتت طلعاته الجوية تكاد لا تذكر مقارنة مع الفرق الكبير بين عدد الطلعات والغارات الجوية، التي نفذتها «عاصفة الحزم» في اليمن، واستغرقت 27 يوماً فقط.
وفي الوقت الذي أعلنت وحدات حماية الشعب عن مستجدات المرحلة الأولى من حملة القيادي «روبار قامشلو» في 6 أيار بأنها انتهت بتحرير جبل عبدالعزيز «كزوان» و221 قرية وعدد من القرى الصغيرة والمزارع، بالتالي تحرير الجزيرة من المسلحين حيث قتل خلالها 532 مرتزقاً من «داعش» لم يبرز حتى الآن وبعد مرور ما يقارب سنة على تشكله سوى إعلان أوباما إطلاقه صافرة انطلاق الغارات الأميركية في السابع من آب 2014.
الملف السوري والعراقي بشقيه العسكري والسياسي شكل العنوان الأبرز للتحالفات الدولية والإقليمية والذي تجلّى بعد تهديد «داعش» إقليم كردستان العراق، حيث تتمركز المصالح الغربية في شكل أساسي، سيما أن مهمة «داعش» تنطوي على التقسيم بالنار ليأتي بعد ذلك من يتولى ملء الفراغ السياسي في المناطق «المحررة» مما يستوجب القضاء وبشكل مبرمج وتدريجي على الجهاديين المحاربين ضمن بنية «داعش».
إلا أن الميدان أفشل مخططات الأروقة السياسية وما يدور في فلك الدول الغربية فلم يحقق التحالف نتائج ترجى، بل كانت النتائج معيبة للقدرة العسكرية الأميركية أمام من تسميهم ميليشيات، فكان تقدم حزب الله أقوى وأكبر في معركة القلمون وربيع ذوبان الثلوج، وكذلك وحدات حماية الشعب التي حققت ما لم تستطع طائرات التحالف تحقيقه فسيطرت على أغلب الريف الغربي لمحافظة الحسكة، وأصبحت على مشارف تل أبيض توازياً مع ما حققته قوات البيشمركة في العراق باستعادتها 75 في المئة من أراضي كركوك و 75 في المئة من جبل سنجار إضافة الى سد الموصل الذي لا يزال تحت حمايتها ليسقط الرهان على أسطورة ديمومة الصراع في كنف سورية والعراق وليبقي أوباما أمير «داعش» في شتات الأحلام.