بعضٌ من عناد!

نصّار إبراهيم

صخرة وأنا!

أتدحرج على على سفوح الحياة. أتدحرج كصخرة. ولا أراهن على شيء ليخفّف من الصدمات والانكسارات، سوى قدرة نواتي الصلبة على التحمّل والبقاء. كالصخرة تماماً. فأثناء التدحرج ـ الصاخب أو الهادئ ـ تفقد الصخرة بعض أجزائها. تفقد كلّ ما لا يتحمّل صدمات السقوط. تفقد أجزاءها الهشّة والرخوة من هنا وهناك. وهنا وهناك. وفي النهاية لا يبقى منها سوى نواتها الصلبة. النواة التي تستحقّ البقاء. إذن، الصخرة بخير وأنا كذلك!

علبة كبريت!

كتب الصديق العزيز زكريا محمد «أيامي علبة كبريت بعيدان مطفأة»… وأنا كذلك يا صديقي. فكم هو جميل وعمليّ ومنطقيّ أننا نستعمل العيدان التي في عُلَبنا. قد يكون ذلك أحياناً مجرّد عبث. ليكن، فهذا أيضاً مفيد. فماذا سنفعل بالعيدان الحيّة إذا لم نستعملها لإشعال النيران؟ ما فائدتها؟ لهذا، سأواصل إشعال العيدان، وإذا كان أحدها رطباً ولا يشتعل، سأجففه وأعاود المحاولة حتى العود الأخير… وليكن ما يكون.

نفق الحلزون!

نمضي في الحياة. ندخل في مسار حلزونيّ ونحفر. ونواصل الحفر بجدّ ونحن نعتقد أننا مع الزمن نشقّ الطريق بنجاح. في الواقع، نحن نسير في نفق محكوم مسبقاً ببنية هندسية خادعة. قوقعة حلزون ماكر. كلّما تقدّمنا واستبسلنا في الحفر نمضي إلى الأمام. لكن الغريب أنّ النفق يغدو أكثر ضيقاً.

هناك حلّ واحد إما أن نواصل السير والحفر في قوقعة الحلزون تلك، حتى نصل إلى تلك النقطة التي لا نستطيع معها الحركة أو الحفر. أو أن نغادر نفق القوقعة ونحطّمة بضربة واحدة، فنجد المدى. حينذاك، يصبح للخيارات معنى الحرّية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى