… وهمهمت الرصاصة للشهيد

ضياء هوشر

على لحنٍ غريب من صدى أصوات البنادق صدحت تلك العبارات لتؤكد أنّ الفناء هو للجنباء، أما صورة الأبطال فإنها تبقى محفورة في وجدان الذاكرة.

قالها ومضى بغير إذن، محدّداً واجباتهِ أنا الشهيد اذكروني في يوم النصر .

وما من صاحب قول إلّا وهو عالم بحرفية عباراته، فهو مؤمن ومن تلك التعاليم خطَّ كلماته، وبرصاصاتٍ ودماءٍ تكلل الحلم.

نخاطبك نودّعك نبكيك ونتأمّل في يومنا المنشود، شهيداً مضيت وأحياء خلف نعشك مشينا نرفع الرأس بك لعلنا نفهم أكثر أين سيكون مقعدك ومن ستجالس في تلك الديار الباقية أبداً.

ومن عقيدة ذاك الزعيم التي تحطم في عقولنا الضعف والفشل لتبني فينا نفوس العظماء المخيّرين بالحرية حقاً لنا وواجب منا وعلينا، نعود الى الذات لنقيِّم الأفعال ونقارنها بالترجمة التي تؤكد صحة الخيار، إنّ التراكم فوق الصحيح نجاحٌ فانتصار، نعم انتصارٌ على الذات وقبحها ووضاعتها وفراغها ووجع الوجود دون حياة لأننا في العيش أموات أذلاءَ خانعون بكلّ قيمة مهما كبرت إلى حضيض العبودية، ليأتي ناصرنا شهيداً عظيماً معظماً مبرهناً أنه تحدّ لنبقي لا على ذكراه فقط بل على قيمة الشهادة، تلك المرتبطة بثُلةٍ من أسماء أبطال حملوا معاني القضية ليورثونا مع شهادتهم دمَ الائتمان على المضمون المعلن في الأهداف وفي النتائج.

النتيجة أننا نحن الرازحون تحت تلك المفاهيم وهم المترفعون معها وليس عليها، معها الى حدود مجد خلود القضية.

قضية كالشمس ما أشرقت إلّا وهي رفيقة الصبح معلنةً فناء الكون عند فقدانها. فلنهضتنا لقوميتنا لسوريانا لحضارتنا لشعبنا لأجيالنا القادمة شهداء هم ذخائر من رحم القضية فما داموا دامت.

دامت بفلذاتها بعقولهم المثقلة بمعرفة منها لأنها نظامُ واجبٍ لقوة الحق لها تكون الحياة وكمال طاقاتنا حتّى الشهادة.

وللرفيق أدونيس نصر كان ما كَتَبَ شهيد زفير شهيد زفير الوطن عم يتنفس .

فهم الشهداء ولهم نقول نحن منكم أنفاس هذه الأمة وضمان استمرار القضية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى