حزب ميركل يستبعِد التعاون مع «البديل من أجل ألمانيا» والأخير ينتخب زعيماً أكثر تشدّداً

استبعد رئيس ديوان المستشارية الألمانية، بيتر ألتماير، «التعاون مع الحزب اليميني البديل من أجل ألمانيا في البوندستاغ»، الذي انتخب زعيماً ذا نزعة قوميّة للمزيد من التشدّد.

وقال ألتماير في مقابلة مع صحيفة «بيلد أم سونتاج»: «يمثل حزب البديل لألمانيا أفكاراً سياسية لن نقبلها أبداً، فهي تقسم البلاد وتثير الناس ضدّ بعضهم بعضاً. أعتقد أنه ينبغي ألا نسمح له بأن يقرّر في البوندستاغ القانون الذي يجب اعتماده».

وفي الوقت ذاته، اعتبر ألتماير، أنّ علاقات التحالف الذي تقوده المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، مع الحزب الديمقراطي الحر، لم تتدهور حتى بعد فشل المحادثات معه حول تشكيل تحالف جامايكا، إلا أنّ المسؤول الألماني اعترف بأنه «كان مستاء من نتيجة المحادثات».

واختار أعضاء حزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للمهاجرين أول أمس، يمينياً ذا نزعة قومية لتولي منصب الرئيس المشارك للحزب، في إشارة إلى احتمال انتهاج مواقف متشددة قبل الانتخابات المحلية العام المقبل.

واختار الأعضاء ألكسندر غاولاند، الذي دافع من قبل عن عضو في الحزب طالب بإعادة كتابة التاريخ للتركيز على ضحايا ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ليعود إلى المنصب الذي ظلّ يشغله حتى العام 2015.

وأثناء الاجتماع، نظّم آلاف المعارضين للحزب مسيرة خارج مقرّ الاجتماع حاملين لافتات كتب عليها «هانوفر ضد النازيين» و«تصدوا للعنصرية».

وفاز الرئيس الحالي للحزب يورغ مويتن، والذي يُنظر إليه نوعاً ما على أنه أحدُ المعتدلين في الحركة، بأصوات كانت كافية للاحتفاظ بمنصبه في الحزب.

على صعيد آخر، صرّح رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا، الاستخبارات الداخلية، «أن موظفي هيئته يرصدون بقلق عودة أقارب مقاتلي داعش من المناطق التي كانت خاضعة تحت سيطرة التنظيم في سورية والعراق».

وقال رئيس الهيئة هانز جورج ماسن، «إن موجة العودة الكبيرة للجهاديين لم تبدأ بعد، ولكن يتمّ رصد عودة نساء وشباب وأطفال من هناك».

وأوضح رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا أن «خلفية ذلك تُعزَى إلى مساعي المقاتلين لتأمين أفراد أسرهم، بسبب أحداث الحرب».

وأضاف ماسن «أن هناك أطفالاً خضعوا لغسيل دماغ في مدارس في مناطق التنظيم، ويعتبرون راديكاليين إلى حد كبير».

وتابع «بالنسبة لنا يُعَدّ ذلك مشكلة، لأن هؤلاء الأطفال والشباب يمكن أن يكونوا خطراً في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أنّ «النساء أيضاً يمكن أن يمثّلن تهديداً جزئياً».

وقال رئيس الاستخبارات الداخلية: «النساء اللائي عشنَ في مناطق داعش خلال السنوات الأخيرة، غالباً ما يكنّ راديكاليات إلى حدّ كبير، ويتماهين مع أيديولوجية داعش بشكل كبير لدرجة أنّه يمكن توصيفهن بشكل مبرّر تماماً بأنهن جهاديات أيضاً».

جدير بالذكر أن «داعش» خسر أغلب المناطق التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق.

من جهة أخرى، قرّرت الحكومة الألمانية «زيادة المساعدة المالية الممنوحة لطالبي اللجوء، الذين رفضت طلباتهم»، من أجل «تشجيعهم على العودة طواعية إلى بلادهم».

وذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس، أنّ المساعدة التي ستقدّمها الحكومة «مغرية»، وأضافت «أن الحكومة ستقدّم منحة قدرها 1000 يورو، للبالغين الراغبين في العودة طواعية إلى بلادهم، و600 يورو للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 12 عاماً».

وأشار التقرير إلى أنّ «الحكومة أطلقت برنامجاً باسم «بلدك مستقبلك»، سوف يستمر حتى 28 شباط المقبل»، وأنها سوف تقدم مساعدة مالية إضافية قدرها 3 آلاف يورو للعائلات الراغبة في العودة إلى بلادها، لمساعدتها في تلبية احتياجاتها الأساسية.

وطلب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، من طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم «الاستفادة من هذا البرنامج، والعودة إلى بلادهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى