الوطن

أردوغان يعترف بمقتل المئات من جنوده في المواجهة مع الجيش السوريّ.. ومستشار النمسا يتّهم تركيا باستغلال اللاجئين.. وهدوء حذر يسود الجبهات زاخاروفا: لسورية كامل الحق بالقضاء على التنظيمات الإرهابيّة في أراضيها

جدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على أن لسورية كامل الحق في القضاء على التنظيمات الإرهابية في أراضيها.

وشددت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس، على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، مبينة أن موقف موسكو حيال ذلك ثابت وأن اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب المعلن (أول) أمس يجدّد التأكيد على مواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في ختام محادثاته مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية في إدلب عند الوضع الراهن، مشيراً إلى أن الاتفاق يؤكد على الالتزام بوحدة سورية وسيادتها والاستمرار بمكافحة الإرهاب فيها.

كشف مصدر دبلوماسي أمس، عن طلب روسيا عقد اجتماع لإبلاغ مجلس الأمن الدولي بالاتفاقيات التي توصلت إليها مع تركيا بشأن محافظة إدلب السورية.

وقال المصدر: «طلبت روسيا عقد اجتماع لإطلاع مجلس الأمن على الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها مع تركيا بشأن إدلب».

ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، على تخفيف حدة التوتر في سورية بعد اجتماع استمرّ ست ساعات في موسكو.

وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين أثناء عودته من موسكو: «الاتفاق الذي وقعناه في موسكو يضمن أمن جنودنا في إدلب. الهدنة تحقق مكاسب كبيرة في العديد من المجالات»، بحسب تعبيره.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا وتركيا ستنشئان ممراً آمناً بطول 6 كم إلى شمال وجنوب الطريق «M4» في سورية، لافتاً إلى أنه تمّ التوصل إلى اتفاق لوقف جميع الأعمال القتالية على طول خط التماس ابتداء من منتصف ليلة 5 مارس/آذار.

من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده الناشطة في إدلب تواجه «نظام» الرئيس السوري، بشار الأسد، وليس روسيا، مؤكداً أن تركيا خسرت المئات جراء هجمات الجيش السوري.

وقال أردوغان، في تصريحات صحافية أدلى بها اليوم الجمعة من على متن طائرته خلال رحلة العودة من موسكو: «لا مشكلة هنا بين روسيا وتركيا، لا نواجه روسيا، إننا نواجه نظام الأسد. وهذا النظام، للأسف، يضطهد بلا رحمة مواطنيه في منطقة إدلب».

إلى ذلك، دعا مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، الدول الأوروبية إلى عدم الاستسلام أمام الضغط الذي تمارسه تركيا بواسطة اللاجئين، مؤكداً أن اليونان تتعرّض لهجوم منظم من طرف أنقرة.

وقال كورتز في حوار مع صحيفة «Funke»: «نشهد هجوماً منظماً على اليونان من طرف تركيا والرئيس التركي رجب طيب أردوغانهذا هجوم مخطط له وله أهداف، تنظمه وتديره دولة (تركيا)، أوروبا لا يجب أن تستسلم لهذا الضغط».

وكانت الرئاسة التركية أعلنت أن الاتفاق المبرم بين أنقرة وموسكو بشأن إدلب السورية لا يقضي بتراجع تركيا عن قرارها فتح الحدود أمام المهاجرين الراغبين في التوجّه إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق ردود الفعل على الاتفاق الروسي التركي، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تأمل أن تساهم الاتفاقات التي وقعها رئيسا روسيا وتركيا بشأن إدلب السورية في تخفيف حدة الوضع هناك.

ونقل عن المتحدث قوله: «لقد شجعتنا تقارير اليوم بشأن الاتفاقات الروسية التركية بشأن وقف إطلاق النار في إدلب، والتي نأمل أن تساعد في تخفيف حدة الوضع الخطير للغاية وتخفيف الأزمة الإنسانية الرهيبة»​​​.

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إن اتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي أمر جيد وشرط مسبق لتقديم مزيد من المعونات الإنسانية الأوروبية لإدلب.

ورحب بوريل باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية، وقال إن التكتل سيكثف الآن مساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع.

ميدانياً، ساد الهدوء محاور العمليات في منطقة إدلب وذلك بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية على الوضع الراهن حيّز التنفيذ عند منتصف الليلة الماضية.

وأشار مراسلون إلى أن المناطق التي حرّرتها وحدات الجيش العربي السوري خلال عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي على امتداد مئات الكيلومترات من محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى محور غرب سراقب تشهد وقفاً للأعمال القتالية وهدوءاً على مختلف المحاور بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تمّ توقيعه في موسكو أمس حيز التنفيذ.

هذا وأعلنت وحدات الجيش جهوزيتها للردّ بقوة على أي محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية التي دأبت في الماضي على خرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية والاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة ونقاط الجيش.

وحاول النظام التركي على مدى الأسبوعين الماضيين حشد كل مرتزقته الإرهابيين وزوّدهم بالسلاح المتطور وشنّ هجمات كبيرة على مواقع الجيش في سراقب وجنوب إدلب وبعض مناطق ريفي حماة وحلب بتغطية نارية من جنوده بهدف إعادة احتلال المناطق التي حررتها وحدات الجيش لكن جميع محاولاته فشلت وتم القضاء على المهاجمين وبينهم العشرات من الجنود الأتراك الذين انخرطوا في صفوف الإرهابيين.

وحررت وحدات الجيش منذ بدء عملياتها الأخيرة في الخامس عشر من كانون الأول الماضي عشرات القرى والبلدات بريفي إدلب وحلب بمساحة إجمالية تجاوزت 1600 كم مربع وتمكنت من تأمين أوتوستراد دمشق -حلب الدولي بطول 100 كم والقضاء على مئات الإرهابيين المدعومين من النظام التركي وإصابة الآلاف منهم وتدمير مئات المقار والآليات والعربات المدرعة والمفخخات والمدافع والراجمات والدبابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى